جهاد الخازن
اتفاق المساعدة العسكرية الأميركية السنوية لإسرائيل يُفتَرَض أن ينتهي في ايلول (سبتمبر) 2018 غير أن إدارة أوباما تعهدت تجديده عشر سنوات أخرى حتى سنة 2028. والاتفاق الحالي ينصّ في الأصل على مساعدات لإسرائيل بمبلغ 2.4 بليون دولار زادت تدريجاً حتى 3.1 بليون دولار ثم دخل عليها خصم بمبلغ 155 مليون دولار سنوياً بسبب خصومات في الإنفاق تضمنتها موازنة 2013.
هذا ليس كل شيء، فوزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون، وهو إرهابي ورئيس أركان سابق، حصل على موافقة حكومة نتانياهو لدخول ما يُسمى خطة دفع مؤجل تحصل بموجبها اسرائيل على طائرات ف-22 وأسلحة اميركية أخرى بقيمة بليوني دولار مقابل دفع الفوائد والرسوم فقط على هذا المبلغ.
الكلام السابق يعني أن إدارة بوش الابن التزمت عشر سنوات من المساعدات العسكرية لإسرائيل سنة 2007، وأن إدارة اوباما تعمل لالتزام جديد أكبر لعشر سنوات أخرى، حتى 2028، بقيمة 30 بليون دولار (اوباما تعهد ذلك عندما زار اسرائيل الشهر الماضي).
ليس لي من فضل في الكلام السابق سوى الترجمة عن مقال كتبته بربارة اوبال - روم، رئيسة مكتب مجلة «Defense News» (أخبار الدفاع) الأميركية في اسرائيل، وقرأته على موقع «ضد الحرب» الإلكتروني.
أكمل على سبيل تذكير القارىء بالقول إن بوش الابن تعهد لإسرائيل، وهي تحتل وتقتل وتدمر، بأموال دافع الضرائب الإميركي المضطهد، فلم تمضِ سنة واحدة حتى كانت الولايات المتحدة على شفير الإفلاس في أسوأ أزمة مالية تمر بها منذ ثلاثينات القرن الماضي. وما فعل الكونغرس، الذي يقدم مصلحة اسرائيل على مصلحة الولايات المتحدة، هو أنه اشترط على ادارة اوباما الجديدة أن تخفض الإنفاق حيث تريد ولكن لا تخصم دولاراً واحداً من المساعدة الى دولة نازية جديدة.
أيضاً أذكر القارىء بأن الليكودي الإرهابي يعالون نموذج صارخ، أو واضح، على ذلك الذي يعضّ اليد التي تطعمه، فهو انتقد عملية السلام مع الفلسطينيين وهاجم وزير الخارجية الأميركية جون كيري، وقال إن الوزير يعيش في أوهام تحقيق السلام، وإن الاتفاق الذي يسعى اليه لا يساوي ثمن الورق المكتوب عليه.
مجرم الحرب المتطرف يعالون قال بعد ذلك إن اسرائيل لا يمكن أن تعتمد على الولايات المتحدة في المفاوضات لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي ويجب أن تعتمد على نفسها.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. اسرائيل تحصل على أكثر من ثلاثة بلايين دولار من الولايات المتحدة كل سنة الى أجل غير مسمّى، وتحتل أرض الإسراء والمعراج وتدنس المسجد الأقصى كل يوم، وتقتل الفلسطينيين بسلاح اميركي ورصاص، ثم تريد أن تحارب اميركا ايران لمنعها من امتلاك سلاح نووي فيما اسرائيل تملك ترسانة نووية وهي آخر دولة نازية جديدة وأبارتهيد في العالم كله.
ماذا نفعل نحن؟ نتفرج على التلفزيون، وننظف الوسخ من بين أطراف القدمين ونهتف: يا فلسطين جينا لك.
يستطيع العرب أن يقلبوا الدنيا على الولايات المتحدة وأنصار اسرائيل إلا أنهم لا يفعلون، فهناك قضايا أهم مثل اضطهاد المرأة وحرمانها حقوقها وممارسة الإرهاب فيقتل بعضنا بعضاً. لو كانت الأمة زوجتي لطلقتها طلاقاً بائناً وطلبت سمْل عينيّ وصمّ أذنيّ فالانقطاع عن الحقيقة أرحم.