سجلتُ أمس إنجازات كبرى للإمارات العربية المتحدة، وعرّجت على انتقادات غربية للتعامل مع متهمين بالإرهاب وغير ذلك، محاولاً الموضوعية، وأكمل اليوم بقطر.
لا يجوز إطلاقاً أن تنقل قطر والإمارات أي خلافات بينهما على الإخوان المسلمين أو حماس أو الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، إلى الميديا الأميركية ودور البحث والفكر هناك، فالنتيجة الوحيدة لمثل هذا التصرف هو الإساءة الى سمعة البلدَيْن العربيين والفائدة المادية لجهات أميركية لا تحب العرب أصلاً.
قطر احتضنت مركز صابان في مؤسسة بروكنغز، وهو عميل أو وكيل لإسرائيل أسسه مارتن إنديك بمال البليونير الأميركي اليهودي حاييم صابان، الذي أعلن غير مرة أن هدفه دعم إسرائيل والدفاع عنها. وأقرأ أن الإمارات تتعاون مع موظفين في وزارة الخزانة (المالية) الأميركية يسرِّبون أخباراً سلبية عن قطر للصحف الأميركية.
مصادري عن الإمارات وقطر واحدة، ولا أنشر شيئاً إلا وأصْلُ المادة محفوظ عندي، سواء كان خبراً في صحيفة أو دراسة لمركز فكر وبحث. وقد سجلت أمس إنجازات للإمارات وأكمل اليوم بقطر، وأعترف بأن كل ما وجدت عنها سلبي، بعضه صحيح وبعضه على ذمة الذين يروجونه. ولا أقول سوى أن قطر تستطيع بسهولة أن تعالج الوضع، بتجنب ما يثير الجيران، أو يوفر مادة مجانية لأنصار إسرائيل تُستعمل ضد قطر. وقد كانت علاقتي دائماً طيبة بالأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، وسمعت خطابَي الأمير تميم بن حمد في الأمم المتحدة، السنة الماضية وهذه السنة، وهنأته عليهما، فقد كان جريئاً وواضحاً في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين، خصوصاً القضية الفلسطينية.
لا أذكر أنني اختلفت يوماً مع أي مسؤول قطري، بمن في ذلك رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر. ولكن عندما أجد قطر على خلاف مباشر مع أربع دول عربية، أو خمس، أميل إلى الغالبية وأتذكر «لا تُجمِع أمتي على ضلالة».
على سبيل المقارنة مع مقالي أمس عن إنجازات الإمارات، أقرأ:
- مسؤول في اللجنة التنفيذية لبطولة العالم في كرة القدم يقول إن البطولة لا يمكن أن تجرى في قطر سنة 2022 بسبب الحرارة، وهناك تهم رشوة طالَبَ بطل الكرة الألماني فرانز بكنباور اتحاد الكرة العالمي بنشر ما عنده من معلومات عنها.
- رئيس وزراء ليبيا عبدالله الثني يتهم قطر بإرسال ثلاث طائرات محمَّلة بالسلاح إلى الإرهابيين.
- أمير قطر ينفي بعد اجتماع مع المستشارة أنغيلا ميركل في برلين، أن تكون بلاده تؤيد الإرهابيين، ووزير الخارجية خالد العطية تنشر له «نيويورك تايمز» نفياً مباشراً رداً على مقال لها بهذا المعنى.
- جماعة حقوق إنسان نروجية تقول إن اثنين من العاملين فيها اختفيا في قطر وهما يحققان في أوضاع العمال هناك.
- قطر حليفة للولايات المتحدة، وهي تؤيد الإرهاب. ماذا يحدث؟
ما سبق عنوان خبر في «نيو ريببلك» خلاصته أن الدولة صاحبة أعلى دخل للفرد في العالم تدعم القاعدة والدولة الإسلامية وحماس التي هي فرع من الإخوان المسلمين. والمقال بعد ذلك يدخل في حديث عن محاولة قطر تعزيز نفوذها الإقليمي والدولي وحماية النظام.
- أموال قطر وراء الخاطفين.
وهذا عنوان خبر طويل في «الصنداي تلغراف» اللندنية النافذة الواسعة الانتشار يزعم أن قطر موَّلت إرهابيين خطفوا مواطناً بريطانياً. الخبر يضم صورة البريطاني المخطوف وشعاراً بالأحمر يقول: أوقفوا تمويل الإرهابيين.
- الجريدة نفسها نشرت قبل ذلك خبراً عن أن أحد ممولي إرهابيي هجوم 11/9/2001 أطلقته قطر، وهو الآن يموِّل الجهاديين في سورية.
وقرأت تحقيقاً طويلاً في موقع أمني أميركي عن أن سياسة قطر تزعج جيرانها في مجلس التعاون.
قطر تستطيع أن تجمع العرب حولها، فهي قادرة، وربما حان وقت أن تُعيد النظر في سياسة لم تجلب لها سوى المتاعب ولا فوائد مرئية.