السباق بين حل سياسي أو نهاية سورية

السباق بين حل سياسي أو نهاية سورية

السباق بين حل سياسي أو نهاية سورية

 العرب اليوم -

السباق بين حل سياسي أو نهاية سورية

جهاد الخازن

إما حل سياسي سريع أو نهاية سورية.

الولايات المتحدة وتركيا تشاركان في غارات على الإرهابيين من «داعش» في شمال العراق وسورية، ولكن الغارات الأميركية تساعد النفوذ الإيراني في البلدين بضرب أعداء النظامَيْن، أما تركيا فهدفها منع قيام «كردستان» أخرى على حدودها مع سورية. وما تدريب الأتراك مليشيات تركمانية إلا جزء من حربهم على النظام السوري والأكراد والإرهابيين معاً.

المملكة العربية السعودية تريد مخرجاً لا دور لبشّار الأسد فيه، فهي تعتبره جزءاً من المشكلة لا الحل، وهي تدعم حلاً سياسياً يحافظ على مؤسسات الدولة والجيش ووحدة سورية. إلا أن المفاوضات السعودية - الروسية أثبتت أن البلدَيْن لن يتفقا وروسيا تصرّ على بقاء حليفها الأسد في منصبه.

الأردن يدعم «الجيش الحر» في جنوب سورية ليكون جداراً ضد «داعش» والإرهابيين الآخرين، يحمي حدود الأردن.

لبنان على الحياد ولكن «حزب الله» يقاتل مع إيران دفاعاً عن نظام الأسد. إيران طموحاتها فارسية وليست الدفاع عن «دول الممانعة» أو دفاعاً عن مقام السيدة زينب في إدلب وغيرها.

في غضون ذلك يبدو النظام السوري ضعيفاً أو أكثر ضعفاً من أي وقت مضى منذ انطلاق الأزمة سنة 2011، والأرجح أن الجيش السوري والمليشيات المؤيدة للنظام ستكتفي بالدفاع عن دمشق والساحل. ولكن حتى ضمن هذا الهدف الضيق النجاح محدود، فوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف استُقبِل بهجوم واسع النطاق على العاصمة أوقع قتلى وجرحى.

لعل الرئيس بشار الأسد اعترف في خطابه الأخير بصعوبة الوضع الذي يواجهه النظام فهو قال إن لا حل سياسياً وإن الجيش لا يستطيع القتال في كل المناطق، وإنما سيدافع عن المناطق التي تهمه. بل هو قال إن السوري ليس مَنْ يحمل الجنسية السورية بل مَنْ يدافع عنها. هذا يعني أن المقاتل من إيران أو «حزب الله» أو باكستان أو أفغانستان أكثر «سورية» من ابن الجابري والعظم والأتاسي والقوتلي.

ثمة تطور واحد لا يتفق مع المعلومات السابقة هو انسحاب جبهة النصرة من المناطق شمال حلب، ما يعني احتمال نجاح تركيا في إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سورية تعمل فيها الفصائل المعارضة للنظام بمساعدة تركية وأميركية. هذه الخطوة قد تمكـِّن تركيا من إرجاع اللاجئين من سورية إلى منطقة آمنة في بلادهم كما تريد.

هل يقبل حزب العمال الكردستاني مثل هذه النتيجة بعد أن حارب الأكراد الإرهابيين من «داعش» بنجاح على مدى السنة الماضية؟ حزب عبدالله أوجلان قال إن المسلحين الذين قاموا بعمليات داخل تركيا أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من أعضائه. ولكن في حين أن الأكراد يدافعون عن وجودهم في مناطق هم غالبية سكانها فإن الحكومة التركية تقاتلهم خوفاً من أن يمتد تمردهم إلى الأكراد داخل تركيا نفسها إذا نجحوا في اتباع مَثل كردستان العراق واستقلالها الذاتي.

في غضون ذلك الشعب السوري يُذبَح من الوريد إلى الوريد، وأقرأ عن 250 ألف قتيل، وفق تقديرات الأمم المتحدة، إلا أن معلومات أخرى تؤكد أن عدد الضحايا تجاوز 300 ألف قتيل وهجرة قسرية داخل البلاد وخارجها، مع دمار اقتصادي شامل في أحد أغنى بلدان المنطقة بشعبه وجغرافيته.

ليست لي ثقة بأي حل يأتي عن طريق أميركا أو روسيا أو إيران، فكل من هذه الدول يعمل لمصلحته لا مصلحة الشعب السوري. وفي حين أن الاقتراحات السعودية جيدة فإن السعودية وحدها لا تستطيع فرض الحل، وإنما تحتاج إلى مجموعة عربية أجدها ممكنة مع دول الخليج الأخرى ومصر.

غير أن الخرق السوري اتّسَع على الراتق، وإن لم نرَ سريعاً جهداً ديبلوماسياً عربياً مع دعم دولي، فقد لا تبقى سورية كما نعرفها جميعاً. لم أحلم يوماً لسورية بمثل هذا المصير، ولست من البكّائين الذين قرأنا عنهم في كتب التراث، فأستعيد ذكرياتي مع ابن دمشق نزار قباني، ولا أقول سوى إنه مات «ولا عين تشوف ولا قلب يحزن».

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السباق بين حل سياسي أو نهاية سورية السباق بين حل سياسي أو نهاية سورية



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 03:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab