الصحافة كلمتان خبر ورأي

الصحافة كلمتان: خبر ورأي

الصحافة كلمتان: خبر ورأي

 العرب اليوم -

الصحافة كلمتان خبر ورأي

جهاد الخازن

أرجو أن يصبر القارئ عليّ وأنا أنقل إليه شيئاً من تجربتي في العمل الصحافي، بالإنكليزية مع وكالة «رويترز» في بيروت، ثم رئيس تحرير لجرائد بالإنكليزية والعربية.

سي بي سكوت (1864 - 1932) كان رئيس تحرير «مانشستر غارديان»، وأرجح أنه يحمل الرقم القياسي في رئاسة التحرير، فقد بقي في المنصب 59 سنة. وسكوت كتب افتتاحية في 5/5/1921 أختار منها باختصار:

الجريدة، بحكم الحاجة، نوع من الاحتكار، وواجبها الأول أن تتجنب إغراء الاحتكار. عملها الأساسي جمع الأخبار. وللمحافظة على نقاء روحها يجب أن تتأكد من أن الأخبار غير ملوّثة، سواء ما نشرت منها أو لم تنشر، أو في طريقة عرضها. وجه الحقيقة يجب ألا تظلّله الغيوم. التعليق حر، لكن المعلومات مقدسة.

الجملة الأخيرة هي تعريف الصحافة الحرة المستقلة الموضوعية، وقد أعيدُ صياغته للقارئ في شكل عصري هو أن الرأي حق لصاحبه ولكن المعلومات يجب أن تكون صحيحة. ونحن في «الحياة»، ننشر الأخبار والتعليقات ضمن حدود هذا التعريف، والناشر الأمير خالد بن سلطان يحمي هذه الممارسة المهنية الصحيحة.

أرجو أن يقبل القارئ شرحي اليوم لموضوع حرية الصحافة والمسموح والممنوع، لأن عندي الخبرة الكافية في الموضوع، فقد عملت في إحدى أهم وكالات الأنباء العالمية، وكنت «رئيس نوبة» مسؤولاً عن الشرق الأوسط كلّه في عملي، كما انتهيت في المحاكم في لندن، وربحت قضية رفعتُها وقضية رُفِعَت عليّ، وأيّدتني لجنة الشكاوى الصحافية ضد سفير إسرائيل بعد أن اشتكى على «الحياة» بسبب خبر وصورة عن الإرهابيين الإسرائيليين.

قبل أيام فقط، قرأت في بريد «الحياة» رسالة من قارئ يقول أنني أؤيد إيران. وسبق أن قرأت أنني خصم لإيران. مقالي الأخير عن الموضوع كان عنوانه «إيران تخطئ لكن العدو هو إسرائيل»، وأوردتُ دائماً ما أعتبره أخطاء إيران من طموحات فارسية في الجوار، واحتلال ثلاث جزر للإمارات، والتدخل في شؤون العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرها. بعض القراء يعترض حتى عندما أؤيد برنامجاً نووياً عسكرياً إيرانياً، لأن إسرائيل تملك ترسانة نووية، مع أنني أجعل هذا التأييد سبب مطالبتي بأن تسعى مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى امتلاك سلاح نووي رداً على إسرائيل وإيران معاً.

لا أستطيع أن أكون أكثر وضوحاً من هذا، فأنا أؤيد إيران ضد إسرائيل، وأؤيد كل بلد عربي ضد إيران، وأختار مثلاً البحرين فأنا مع النظام فيها ضد عصابة الوفاق ذات الولاء الإيراني، وهو موقف لن يتغير يوماً.

أعود إلى العمل الصحافي، فالمشكلة فيه أن الأخطاء لا مهرب منها. إذا أخطأ الطبيب يُدفن المريض ويستر التراب الخطأ. ولكن إذا أخطأ الصحافي فالخطأ مكتوب ومنشور ومسجّل عليه ولا مهرب من تبعاته.

هذا يعني أن تصبح الصحافة عرضة للسخرية، وهناك كتب عن الموضوع فأختار مثلاً:

- أنورين بيفان، نائب رئيس حزب العمال البريطاني قديماً، قال: أقرأ الصحف بمواظبة حماسية لأنها مصدري الوحيد للقصص الخرافية.

- جورج أورويل، أحد أشهر كتاب القرن العشرين ومؤلف رواية «1984»، قال: وجدت مبكراً في حياتي أن الصحف لا تنقل أي خبر بدقة، ولا تفرق بين حادث اصطدام دراجة هوائية (بسكليت) وانهيار الحضارة كلّها.

- أدلاي ستيفنسون الذي كاد أن يصل يوماً إلى الرئاسة الأميركية، قال: عمل رئيس التحرير أن يفصل القمح عن الزؤان ثم ينشر الزؤان.

إذا كان لي أن أزيد شيئاً من عندي يشبه ما سبق، فقد أقول عن الصحافة: بدل أن أقرأ بين السطور، أقرأ بين الأساطير.

الصحافة يا إخوان كلمتان: خبر ورأي. الخبر يجب أن يكون صحيحاً، والرأي حقّ لصاحبه، لا أكثر ولا أقل.

arabstoday

GMT 07:31 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

جيمس قبل ترمب

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 07:26 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

أكاذيب

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:20 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ساعات عصيبة على لبنان... وربَّما على المنطقة

GMT 07:07 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

الانفتاح الأميركي على روسيا ومآلاته

GMT 07:00 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حسابات الزعيم البريطاني ستارمر تبدو ضعيفة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة كلمتان خبر ورأي الصحافة كلمتان خبر ورأي



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab