جهاد الخازن
عصابة الشر في الولايات المتحدة هاجمت الرئيس باراك اوباما لأنه يرى أن التدخل العسكري لا يحل كل مشكلة حول العالم، وإذا تجاوزنا الإهانات في التعليقات على سياسة اوباما فإننا نجد أن مسعوري الحرب لا يزالون يحلمون بفرض هيمنة اميركية على العالم.
حروب إدارة بوش الابن انتهت كلها بالفشل، وكادت أن تدمر الاقتصاد الأميركي، مع ذلك فالعصابة تريد امبريالية جديدة حول العالم كله، لا في بلادنا وحدها، ولا ترى أن إخراج اوباما للولايات المتحدة من حروب بوش ونتائجها الكارثية أعاد بلاده في مركز الصدارة، ففي حين بدأ يضعف صعود دول مثل الصين والهند وتركيا والبرازيل، فإن الاقتصاد الأميركي ينمو بنسب جيدة والوظائف تزيد شهراً بعد شهر.
وكانت مؤسسة بيو أجرت استطلاعاً للرأي العام الأميركي قرب نهاية السنة الماضية، وأيَّد 80 في المئة من الأميركيين سؤالاً فكرته «ان على الولايات المتحدة ألا تهتم كثيراً بالقضايا الدولية وأن تركز على مشاكلها الداخلية».
اوباما الآن في اوروبا الشرقية ليؤكد لقادتها التزام الولايات المتحدة الأمن والديمقراطية فيها. غير أن خصومه السياسيين، وأكثرهم من جماعة لوبي اسرائيل وليكود الميديا، يقولون، وأختار عناوين مقالات لهم:
- عناق اوباما وحماس خيانة للسلام.
- اوباما يبالغ في الحديث عن الاستقرار في أوكرانيا.
- اوباما يفتقر الى الخبرة.
- تضحيات على مذبح غرور اوباما.
- هل يهتم أوباما بالجنود الأميركيين؟
- «لا مبدأ» أوباما.
- الفراغ في وست بوينت (خطاب أوباما).
- أوباما وخطابه السخيف في وست بوينت.
- حرب اوباما العالمية على رجال من قش.
ما سبق مهم، ليس لما يتضمن من إهانات وكذب، بل لأنه يعكس إصرار الخصوم السياسيين لأوباما على معارضة كل موقف له ليخرج من البيت الأبيض من دون إرث سياسي يُذكر.
هو الآن في آخر سنتين ونصف سنة له من ولايته الثانية ولا ضغوط انتخابية عليه بعد الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. يُفترض بالتالي أن نرى أوباما ينفذ السياسة التي يريد بمعزل عن الضغط. إلا أنني أجد أنه قد لا يحقق شيئاً إذا كانت المعارضة الجمهورية في مجلسَي الكونغرس مستعدة للعمل ضد مصالح الولايات المتحدة، لمجرد أن يفشل باراك أوباما وأن يترك البيت الأبيض وصفة إدارته الفشل.
روسيا كشَّرت عن أنيابها خلال أزمة أوكرانيا وانتزعت شبه جزيرة القرم، وأطلقت مقاومة وإرهاباً في شرق أوكرانيا، ويبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين يحلم بإحياء إمبراطورية روسية تخلف الاتحاد السوفياتي. والصين قوة اقتصادية كبرى، وإلى درجة منافسة الهيمنة الاقتصادية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وهي أيضاً تتابع طموحات سياسية إقليمية، وأعتقد أنها نجحت في تطويق نتائج جولة للرئيس اوباما في أواخر نيسان (ابريل) في الشرق الأقصى شملت اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والفيليبين. وقد مارست الصين ضغوطاً على كوريا الجنوبية واليابان بسبب خلافات حدودية بحرية، حتى أن وزير الدفاع تشك هيغل وصف الموقف الصيني خلال مؤتمر أمني في سنغافورة قبل أيام بأنه «تخويف وضغط».
على هامش الذكرى السبعين لإنزال الحلفاء في نورماندي، تحاول بلاد مثل فرنسا وألمانيا التفاوض مع فلاديمير بوتين لاحتوائه. وكان يُفتَرَض أن يُلقي الحزب الجمهوري ومجلسا الشيوخ والنواب بثقلهم وراء الرئيس لتعزيز موقفه إلا أنهم يحاربونه، لذلك ستفشل الولايات المتحدة لا أوباما وحده.