جهاد الخازن
الجمهوريون يسيطرون على مجلسي الكونغرس الأميركي، النواب والشيوخ، وثمة أسباب كثيرة أهمها لوبي إسرائيل وجبن باراك أوباما.
قلت غير مرة إن الرئيس أوباما ليس مقاتلاً، وهذه أول مرة أتهمه فيها بالجبن، فالحزب الديموقراطي خسر مجلس الشيوخ الآن، بعد مجلس النواب سنة 2010، لأن عصابة إسرائيل هاجمت أوباما كل يوم، وكالت له الإهانات مع تهم باطلة، ومع ذلك ترفعَ عن الرد. كل ما كان عليه أن يقول ويردد في وجه الكذب إنه ورث من جورج بوش الابن والمحافظين الجدد حروباً خاسرة واقتصاداً منهاراً من نوع كارثة ثلاثينات القرن الماضي، وإنه في ست سنوات سحب القوات الأميركية من جبهات القتال، فلم يُقتَل ستة آلاف شاب أميركي في ولايتيه، ولم يَقتُل الأميركيون مئات ألوف الناس الأبرياء في بلاد بعيدة. وفي أهمية ذلك للناخب الأميركي أن الاقتصاد الأميركي تعافى بعد أزمة 2008، وهو الآن قوي ومتماسك.
كان على أوباما أن يقول ما سبق ويكرره يوماً بعد يوم، فلم يفعل وترك الناخب الأميركي يصدق كذباً أو فجوراً لا يقدر عليه سوى اليمين الأميركي وجماعة إسرائيل، فهو بلغ حدّ أن يُقدَّم رونالد ريغان نموذجاً للرئيس الأميركي وهو ممثل من الدرجة الثانية وسياسي «تيرسو» محدود الذكاء والتجربة.
كل ما نسمع الآن هو أن إدارة أوباما لن تستعمل الفيتو لحماية إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، وسأصدق هذا عندما أرى إدارة سِمتها الجبن تمارسه، ولا تكتفي بالحديث عنه.
في غضون ذلك، أقرأ لأميركيين يُفتَرَض أن يدافعوا عن وطنهم لا إسرائيل مقالات من نوع أن أوباما يجب أن يحسّن العلاقة مع بنيامين نتانياهو... هم يقولون لرئيس مسالم أن يتزلف لمجرم حرب يقتل الأطفال. أو أقرأ مقالاً كتبته «ارتيست» من جماعة إسرائيل يهاجم الديموقراطيين لأنهم لا يدافعون عن إسرائيل في وجه أوباما... هي تريد أن يدافع الأميركيون عن الإرهاب والاحتلال والقتل. في المقابل رسّام كاريكاتور إسرائيلي شبّه نتانياهو بإرهابيي 11/9/2001.
الإسرائيليون يبنون في القدس ويدنسون الحرم الشريف كل يوم ويتحدثون عن جبل الهيكل، وأمامي مقال عنوانه أن الجبل المزعوم لليهود وإسرائيل. بل إنني قرأت مقالاً عن أن الفلسطينيين خطفوا «قبر راشيل»، والمقصود «قبر راحيل» التي توفيت وهي تضع يوسف.
تاريخ الحرم سُجِّل في حينه، ومَنْ بناه وتاريخ بنائه لا خلاف عليه بين المؤرخين، فالإسلام جاء في ضوء التاريخ والوحي سُجِّل فور نزوله، وجَمْعه في القرآن الكريم ثابت. «جبل الهيكل» خرافة كُتِبَت بعد قرون من الحدث المزعوم، ولا آثار إطلاقاً تسندها، وعندما حفر إسحق رابين وهو في حكومته الأولى في أوائل الثمانينات تحت الحرم وجد قصراً أموياً، فالمسجد الأقصى اسمه أيضاً المسجد المرواني لأن الأمويين بنوه.
هذا تاريخ عليه ألف دليل فما هو دليل اليهود على «جبل الهيكل»؟ لا شيء إطلاقاً فهم لم يُوجَدوا في بلادنا، وإنما كان هناك أتباع للدين اليهودي ولا شيء غير ذلك.
وأختصر التاريخ إلى اليوم وأقرأ أن أميركا كلها «فضلات» دجاج لعدم وقوفها في وجه إسرائيل، ثم أقرأ أن صقور الحزب الجمهوري المنتصر سيحاولون خطف السياسة الخارجية... وفي الحاليْن نحن ندفع الثمن.