جهاد الخازن
تسرب فيديو عن «عرس كرهٍ» لإرهابيين من اليمين الإسرائيلي يبدون فيه وهم يغنون أغاني انتقام من الفلسطينيين، ويلوحون بالسلاح ويطعنون صورة الطفل علي الدوابشة الذي قتِل في حريق بيته في دوما بأيدي مستوطنين متطرفين. وقررت الشرطة فتح تحقيق يطاول 30 شاباً بتهمة التحريض وحمل سلاح غير مرخص، ودان السياسيون عمل المتطرفين.
المتطرفون حقيقيون ولكن التحقيق والإدانة كذب وبنيامين نتانياهو تفوَّق على نفسه وهو يقول «الجماعة ذات العلاقة جماعة هامشية متطرفة... هذا ليس الجناح اليميني الذي أعرفه».
الجناح اليميني الذي يعرفه أسوأ ونتانياهو عضو فاعل فيه، يقتل الفلسطينيين ثم يخترع الأعذار للقتل.
الوجه الحقيقي للأراضي المحتلة اليوم هو سكين في يد فلسطيني ضاقت به سبل الحياة يهاجم جندياً أو مستوطناً ويدفعه اليأس إلى الانتحار واقفاً. هي انتفاضة من دون قيادة بدأت قبل ثلاثة أشهر أو نحوها وقتِل فيها حتى الآن 20 إسرائيلياً وحوالى مئة فلسطيني، وهذه نسبة نازية.
هل كان قتِل أحد لو أن دولة فلسطينية قامت في 22 في المئة فقط من أرض فلسطين؟ كان الحل في متناول اليد ثم قتل إرهابي من اليمين نفسه الذي ينتمي إليه نتانياهو رئيس الوزراء اسحق رابين سنة 1995، وانتقل الوضع من الأمل إلى اليأس مع تسلم نتانياهو رئاسة الوزارة بين 1996 و1999، ودخلنا انتفاضة ثانية ونحن في الثالثة الآن، وغداً رابعة وخامسة.
رأيي معروف في حكومة بنيامين نتانياهو فهي نازية جديدة تمارس تفرقة عنصرية (ابارتهيد) ضد الفلسطينيين، ولا سلام معها، غير أنني لست وحيداً، ففي إسرائيل جماعات تريد السلام وتدافع عن حقوق الفلسطينيين، مثل الجنود السابقين من أعضاء جماعة «كسر جدار الصمت»، وقد قرأت أخيراً كلاماً للجندي الإسرائيلي السابق أفيهاي ستولار، من نوع ما أكتب أنا في هذه الزاوية عن جرائم الاحتلال.
نتانياهو، من على منصة الكنيست، وصف الجنود السابقين أعداء الاحتلال بأنهم «يهينون» سمعة جنود إسرائيل. هو إهانة لسمعة إسرائيل ولسمعة جنودها، إن كانت لهم سمعة غير الاحتلال وقتل الأطفال مثل علي الدوابشة.
على سبيل التذكير، إسرائيل هاجمت قطاع غزة في صيف 2014 وقتِل 2200 فلسطيني بينهم 517 طفلاً، ثم يقول الإرهابي نتانياهو إن الفلسطينيين معتدون.
اليوم ينشط جنود الاحتلال في بيت لحم والمنطقة المحيطة بها، والسبب هو احتفال المسيحيين بعيد الميلاد ثم رأس السنة، ووجود كنيسة المهد في المدينة التي يقصدها الحجاج من حول العالم. هو إرهاب إسرائيلي آخر ضد المسيحيين بعد المسلمين.
أقول إن فلسطين من البحر إلى النهر، ولا آثار يهودية فيها فوق الأرض أو تحتها، ثم أقول إنني لا أريد حرباً أو موت أحد وإنما أقبل دولة فلسطينية في خُمس أرض فلسطين التاريخية. الاحتلال عارٌ على المحتلين، والمستوطنون «فيديو» كريه ولا مكان لهم في بلادنا اليوم أو غداً، وسيرى الظالمون أي منقلب ينقلبون.