جهاد الخازن
كتبت في 13 من الشهر الماضي تعليقاً على الانتخابات البرلمانية في البحرين، وتلقت «الحياة» رسالة من جماعة الوفاق المعارِضة تحمل تاريخ 23 من الشهر نفسه تطلب حق الرد. وقرأت الرسالة في نهاية الأسبوع بعد عودتي من إجازة قصيرة مع العائلة في لبنان.
حق الرد موجود ولكن ليس حق الكذب، فالرسالة تتجاوز الحقائق، أو تُقحِم ما ليس موجوداً في الدفاع عن الفشل الكامل الشامل الذي أسفرت عنه سياسة لا تخدم البحرين أو أنصار الوفاق المخدوعين بقيادة تأتمر بأمر المرجعية الشيعية في قم لا أي مصلحة بحرينية.
هل المدة بين نشر المقال والتعليق عليه سببها أن قيادة الوفاق انتظرت موافقة المرشد في قم على رسالتها؟ لا أعرف ولكن أجد التضليل في أول فقرة من الرد فهي تعلق على أشياء لم أتطرق إليها وتسرد تاريخ الوفاق وكيف استقالت من البرلمان سنة 2011.
ما هي نتيجة الاستقالة؟ النتيجة الفشل المطبق فقيادة الوفاق لم تحقق شيئاً لأنصارها، ولن تحقق شيئاً بالمقاطعة. كانت تستطيع أن تأخذ ما يعرض ولي العهد الأمير سلمان بن حمد، وأن تعود إلى البرلمان وتطالب بالمزيد.
الرسالة الفاجرة تقول في البداية إن لي موقفاً شخصياً أو مصلحياً، وهذه صغارة، وتكمل أن كلامي مثير للشبهة، ثم تزعم أن إشارتي إلى العمالة إهانة لكل الشيعة في العالم.
هم يهينون الشيعة بخذلان مواطنين مخدوعين. عندي من الردود ما يملأ صفحة من هذه الجريدة فأختصر مختاراً من بضعة عشر مقالاً كتبتها عن البحرين.
- في كل مقال لي بدءاً بأول تعليق على أحداث 2011 قلت إن للمعارضة «طلبات محقة»، وأستطيع أن آتي بهذه العبارة مكررة في أكثر ما كتبت عن البحرين. ولم أؤيد إطلاقاً اعتقال أي معارض.
- دول عربية اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية، وأنا أصرّ دائماً على أنه حركة مقاومة ضد إسرائيل.
- أيّدت دائماً وسأظل أؤيد البرنامج النووي الإيراني، وأتمنى أن يكون عسكرياً، وأطالب الدول العربية بمثله. أنا مع إيران ضد أميركا وإسرائيل، وهو ليس موقف متَّهَم كذِباً بإهانة الشيعة.
- الرسالة، الفاجرة مرة أخرى، تتحدث عن «زياراتي المتكررة لرئيس الحكومة». أنا لم أدخل مكتب رئيس وزراء البحرين منذ 2011، وأعتقد أنني رأيته في احتفال بعد ذلك، وحتماً لم أكلمه أو أره منذ سنتين، بل لم أزر البحرين منذ حوالي سنة.
- الرسالة تتحدث عن تظاهرة تأييداً للوفاق ضمت مئة ألف، وأخرى 300 ألف... وكأن شيعة البحرين جميعاً تظاهروا، فلا يوجد مريض أو صغير أو مسافر.
- الرسالة تكمل بأرقام سجلها الفائزون من الوفاق قديماً والفائزون في الانتخابات الأخيرة. غير أن هذا الكلام، لو صَدَق، يُثبت اتهامي الوفاق بالفشل فقد كان عندها شعبية واختارت أن تتجاهل مؤيديها في عمالتها للخارج، فأعود وأسأل ماذا حققت الوفاق بالمقاطعة منذ أوائل 2011؟ الجواب الوحيد لا شيء أو صفر، يعني الفشل. الوفاق مرادف لكلمة الفشل.
كنت ذهبت إلى البحرين بعد بدء المشاكل ورأيت ولي العهد واعتقدت أننا سنشهد انفراجاً في أيام، فلم أقدِّر حجم عمالة قيادة الوفاق للخارج. وذهبت إلى ميدان اللؤلؤ وسمعت هتافات «يسقط النظام» لا مطالبة بالديموقراطية. ورأيت بعيني أولاداً صغاراً وحجارة وزجاجات حارقة.
ونقطة أخيرة، ناشر «الحياة» الأمير خالد بن سلطان هو أيضاً ضامن حريتها الصحافية فلا يَسمَح لأحد إطلاقاً بالتدخل في شؤون التحرير. هناك مجلس إدارة وهناك رئيس تحرير ومحررون وكتاب وغيرهم. وكلنا يعرف عمله وينشط ضمن حدود الحرية الواسعة المتاحة له.