عيون وآذان الكل خذل سورية

عيون وآذان (الكل خذل سورية)

عيون وآذان (الكل خذل سورية)

 العرب اليوم -

عيون وآذان الكل خذل سورية

جهاد الخازن

حاولت على مدى أيام أن أكتب عن المأساة السورية المستمرة والمتفاقمة، واستعنت بمَنْ أعرف من المعارضة الوطنية والأصدقاء السوريين وغيرهم، وكنت أتوقف بعد كل محاولة، لفشلي في تقديم شيء مفيد أو جديد. فكرت في النهاية أن أعيد نشر مقالٍ لي عن سورية يعود إلى شهر سابق أو ستة أشهر، لأختبر قدرة القارئ على ملاحظة معلومات قديمة فيه. وعدلت في النهاية، لأن الوضع السوري أكثر إيلاماً من أن أدخل لعبة «فوازير رمضان» مع القارئ. ما أحاول قوله هو أن لا جديد في ليل سورية (ولا أقول تحت شمسها التي أفلت قبل سنتين ولم تعد تشرق)، فالنظام يقتل ويدمر، وقد دخل مدخلاً لا مخرج له منه غير استمرار العنف، والمعارضة منقسمة على نفسها سياسياً وميدانياً. وكنت أشرت إلى هذا في السابق وقام مَن اتهمني بالدفاع عن النظام، والآن وصلنا إلى وضع ينذر بحروب أهلية داخل الحرب الأهلية، فهناك معارضة شريفة تسعى لخير الوطن والمواطن، وهناك إرهابيون أعلنوا ولاءهم لأيمن الظواهري ويقتلون معارضين آخرين، ويجب استئصالهم، فهم أفضل دعاية للنظام وهو يخوِّف من البديل. حتى روسيا تنبهت إلى خطر الإرهابيين، ودعت النظام والمعارضة الوطنية إلى مواجهتهم. وقد اتسعت رقعة المواجهات لتشمل الإسلاميين والأكراد. الانقسام شمل الجميع، فالعرب اختلفوا في تأييدهم المعارضة، وأؤيد موقف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأتوقع تغييراً في موقف قطر. أما الأوروبيون، فقاد منهم حملة تسليح المعارضة بريطانيا وفرنسا، وهما قررتا أن النظام استعمل الأسلحة الكيماوية من أول يوم، لأن هذا يناسبهما، ومن دون دليل (شخصياً، أصدّق فقط كلاماً لاحقاً لخبراء الأمم المتحدة عن استعمال هذه الأسلحة، ذلك أن خبيرين منها وصلا إلى دمشق أمس). الآن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة المعارضة، إلا أنه لم يقرر أي معارضة يساعد، وموقف بريطانيا وفرنسا تغيّر بقرار عدم تسليح المعارضة. موقف روسيا في تأييد النظام كان واضحاً من اليوم الأول (موقف إيران وحزب الله تحصيل حاصل)، إلا أن الموقف الروسي كان في أساسه كرهاً بالمواقف الغربية بعد تجربة ليبيا أكثر منه حباً ببشار الأسد. الولايات المتحدة اتخذت مواقف لا موقفاً واحداً، وإدارة أوباما قاومت التدخل حتى لم تعد تستطيع المقاومة، وقررت إرسال أسلحة خفيفة للثوار، بعد التأكد من أنها ستبقى في أيدي المقاومة الوطنية لا الإرهابيين. بكلام آخر، الولايات المتحدة قررت عدم مساعدة المعارضة. والآن هناك جدل أطلقه الجنرال مارتن ديمبسي، قائد القوات الأميركية المشتركة في رسالة إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، فهو تحدث عن خيارات عدة لتدخل عسكري، تشمل تدريب قوات المعارضة وتزويدها أسلحة وفرض منطقة حظر جوي، مع غارات على قوات النظام. ما لفت نظري شخصياً في كلام الجنرال، أنه يقول بتفصيل ممل إن التدخل سيكلف بلايين الدولارات ويتطلب وجود مئات الطائرات والسفن والغواصات وقوات المساندة الأخرى في المنطقة. فهمت الرسالة الأميركية أنها ضد التدخل الأميركي لا معه في حديثها عن نفقات مثل هذا التدخل من دون ضمان النتائج. شخصياً، أرفض إطلاقاً أي تدخل أميركي في أي بلد عربي، فأسبابه إسرائيلية، إن لم تكن نفطية، وعندما يكون طلاب التدخل من نوع السناتور جون ماكين والسناتور لندسي غراهام، فهذا يعني استحالة أن يهدف لخير سورية والسوريين. أقبل تدخلاً عربياً، وأنا أعرف أنه سيكون دون المهمة ولا أتوقعه، وأرى سورية تدمر يوماً بعد يوم وشعبها يُنحَر أو ينتحر، ونحن لا نملك سوى دمع لا يكفكف يا دمشق. نقلا عن جريدة الحياة 

arabstoday

GMT 01:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 01:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

GMT 01:51 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا طاح الليل...

GMT 01:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«وين صرنا؟»..«وين دُرة؟»!

GMT 01:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الشهرة الزائفة

GMT 01:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

صدمة البنتاجون!

GMT 01:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

لوائح المتنزه (1)

GMT 01:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب والشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الكل خذل سورية عيون وآذان الكل خذل سورية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو
 العرب اليوم - سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab