جهاد الخازن
مصر ردت بغارات جوية على مواقع لإرهابيي داعش في ليبيا بعد نشر صور ذبح 21 قبطياً هناك. والأردن، بمساعدة الإمارات العربية المتحدة، شنّ غارات على مواقع داعش في الدولة الإسلامية المزعومة بعد حرق الطيار معاذ الكساسبة، شهيد الأردن والعرب والمسلمين.
هذا مطلوب، وأؤيد استمراره وتصعيده إلا أنه لا يكفي. هو رد فعل على الإرهاب، والمطلوب فعل يستأصل الإرهاب من جذوره. لو أن إسرائيل فكرت في تشكيل عصابة إرهابية تقتل العرب والمسلمين، وتشغلهم بأنفسهم، بدل الالتفات إلى جرائمها، هل كانت وجدت أفضل من داعش؟
كله إرهاب، وأقرأ تحقيقاً لوكالة «أســوشيتد برس» الأميركية يقول إن معظم القتلى في غارات إسرائيل على البيوت في غزة كانوا من المدنيين، وأصغرهم طفلة في يومها الرابع وأكبرهم شيخ في الثانية والتسعين.
الإرهابيون من داعش يقومون بعمل إسرائيل نيابة عنها، ويمارسون ما لا يمتّ إلى الإسلام بصلة. في السيرة النبوية أن نبي الله منع حرق أسرى، وقال إن الحرق عقوبة من الله وحده. والمسيحي أو اليهودي «أهل كتاب» وليسوا كفاراً فهذا هو النص القرآني حيث لا يوجد حرق. وكنت سأؤيد حكومة مصر لو شنت الغارات نفسها بعد ذبح 21 يهودياً مصرياً.
لن أقترح على الرئيس عبدالفتاح السيسي ما يفعل فهو عسكري، ويعرف كيف يرد كما لا أعرف أنا. كذلك لا أنصح الملك عبدالله الثاني كيف يواصل الحملة على الإرهاب، فالاستخبارات الأردنية قادرة ولها خبرة قديمة وواسعة في منطقة كانت دائماً ضمن اهتمام الأردن أو همّه.
ما أريد فقط هو أن نقضي على الإرهاب قبل أن يقضي علينا، وتسيطر إسرائيل وعصابات الجريمة والقتل على المنطقة من دون حرب.
لا بد أن مصر قادرة على كبح جماح الإرهاب من الغرب الذي ينطلق من ليبيا، مع أنني أقدر أن نفقات المعركة ستكون عالية. ولا بد أن الأردن يستطيع أن يوقع خسائر كبيرة بالإرهاب من الشرق، والبَلدان يحظيان بدعم لا محدود من دول الخليج القادرة ما يعني أن تستمر معركة لا يمكن أن تنتهي إلا بانتصار قوى الخير على الإرهابيين.
كانت مصر في رئاسة السيسي ستحقق أضعاف ما أنجز في الأشهر الأخيرة لولا الإرهاب من القاهرة إلى الدلتا وسيناء وحتى الصعيد الأعلى.
لا أتهم الإخوان المسلمين بالمسؤولية المباشرة عن الإرهاب، وإنما أقول إن كل الإرهابيين تخرجوا من مدرسة الجماعة، ورأيي هذا يشمل قيادة حماس في غزة والإرهابيين من أنصار بيت المقدس الذين يدّعون أنهم مسلمون سنّة، ثم يقتلون جنوداً مصريين من السنّة.
مرة أخرى، لا أزعم أنني أعرف أكثر من قيادات مصر والأردن ودول الخليج، فأكتفي بأن أطالبها بزيادة الجهد لاستئصال الإرهاب من جذوره، فهو حليف حكومة إرهابية إسرائيلية ضد العرب والمسلمين والإنسانية كلها.
أقول ما قال الشاعر: بلاد العرب أوطاني، غير أن لمصر والأردن مكانة خاصة، فأنا أردني بقدر ما أنا لبناني أو فلسطيني أو سوري، ومصر بلدي كما هي لكل مصري، وبحكم العمر أنا مصري قبل ثلاثة أرباع المصريين.
شعوبنا تستحق حياة أفضل.