سورية وسيل الأدلة الهائلة
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

سورية وسيل الأدلة الهائلة

سورية وسيل الأدلة الهائلة

 العرب اليوم -

سورية وسيل الأدلة الهائلة

بقلم : أمير طاهري

ليس من الواضح على وجه التحديد متى٬ أو ما إذا كانت٬ سوف تنعقد الجولة المقبلة من «محادثات السلام» حول سورية. وعلى الرغم من ذلك٬ فإن هناك أمًرا واحًدا واض ًحا بالفعل: المزيد والمزيد من الأطراف الضالعة في الصراع السوري يشير إلى إشارات الاستعداد المستمر لمعالجة الأسباب الأساسية لما بات يو َصف بأنه أكبر كارثة ومأساة إنسانية في القرن الجديد. ومن دون شك٬ فإن أحد تلك الأسباب هو السقوط السريع لإيمان وثقة الشعب السوري في نظام حكمهم٬ الذي أحكم قبضته على مقاليد البلاد منذ عام 1970 .ولا يعني هذا أن الشعب السوري يحب نظام حكم آل الأسد٬ سواء كان في أحسن أو أسوأ أحواله عبر السنين الماضية.

بل إن ما يعنيه ذلك هو أن كثي ًرا من السوريين٬ وربما السواد الأعظم منهم٬ كانوا على استعداد لتحمل النظام الحاكم بالطريقة نفسها التي يتحمل بها المرء سوء الأحوال الجوية. وأولئك الذين زاروا الأراضي السورية إبان عهد حافظ الأسد ثم نجله بشار٬ لاحظوا حالة من المشاعر السائدة التي يطلق عليها الفرنسيون اسم «desamour«٬ وهو مصطلح يعني شعور «اللامحبة»٬ الذي٬ في وقت من الأوقات٬ يؤدي إلى الكراهية العميقة.

وبالتالي٬ فإن هناك إجما ًعا للآراء بات يتشكل٬ حتى في تلك الأماكن غير المتوقعة٬ مثل موسكو٬ وطهران٬ على أن مغادرة الرئيس بشار الأسد للسلطة لا بد منها٬ عند
مرحلة ما٬ وأن تُعَتَبر من الأمور الحتمية التي لا محيص عنها.

قبل عام من الآن٬ اعتبرت كل من موسكو وطهران مغادرة الأسد للسلطة أمًرا غير قابل للنقاش والتفاوض. وفي هذا الوقت٬ أص َّرت الديمقراطيات الغربية٬ باستثناء عجيب من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما٬ على أنه شرط لا غنى عنه بالنسبة للوصول إلى التسوية السلمية. ومنذ ذلك الحين٬ عّدل كل طرف من الأطراف المعنية بالصراع السوري من مواقفه.

لم تعد موسكو وطهران ترفضان الحديث عن التقاعد النهائي لبشار الأسد. وعلى النقيض من ذلك٬ فإن لندن٬ والآن واشنطن٬ في عهد الإدارة الأميركية الجديدة٬ قد أرسلتا بإشارات تفيد بأنه لم تعد هناك مطالبة مباشرة بضرورة تنحي الأسد عن السلطة باعتباره شر ًطا من الشروط المسبقة لتحقيق التسوية السلمية للصراع في سوريا. الخروج الهادئ لبشار الأسد من معادلة الصراع السوري يلقى عدًدا من الصعوبات القائمة. أولها طول الفترة الانتقالية المؤدية إلى خروجه التام من السلطة في البلاد. لرغبة الأسد في البقاء على رأس الحكم في سوريا حتى نهاية ولايته الرئاسية الحالية٬ مما يعني بقاءه في دمشق لخمس سنوات أخرى على أدنى تقدير. وتصر القوى الغربية٬ على الرغم من ذلك٬ على ألا تتجاوز المرحلة الانتقالية 12 إلى 18 شهًرا على الأكثر.

ومن الأنباء اللطيفة أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد اقترح أنه٬ مع نهاية المرحلة الانتقالية٬ قد ُيسمح لبشار الأسد بفرصة ترشيح نفسه لإعادة انتخابه رئي ًسا للبلاد. وقد يبدو مقترح السيد جونسون من قبيل «ذهب الحمقى»٬ بسبب أنه من غير المرجح أن تسنح أية فرصة لبشار الأسد في أي انتخابات لا يشرف بنفسه عليها. ومع ذلك٬ فإن لفتة كهذه من شأنها تجسير الفجوة ما بين القوى الغربية والمعسكر الموالي لبشار الأسد بقيادة روسيا.

وطول المرحلة الانتقالية٬ مع ذلك٬ ليس المشكلة الوحيدة؛ فإن الأسد ومن يدعمونه ما زالوا في حاجة إلى تسوية تلك المشكلة الشائكة المتعلقة بأين٬ ولأي فترة٬ سوف يمضي الحاكم السوري المخلوع٬ وحاشيته٬ الفترة المتبقية من حياتهم. وإذا كانت المعلومات التي بحوزتنا صحيحة٬ فلم تعرب طهران أو موسكو عن رغبتهما في استضافة الحاشية التي سوف تكون محل جذب للعمليات الانتقامية الأكيدة من جانب أولئك الذين عانوا وبشكل رهيب من نظام حكم الأسد في السنوات الأخيرة. كذلك٬ فإن العثور على الدولة المضيفة التي لا بد أن تضمن سلامة الأسد وحاشيته ليس بالمهمة السهلة اليسيرة.

أما المسألة الأكثر تعقيًدا من ذلك٬ فتتعلق بضمان أن الأسد يريد الحصانة ضد الملاحقات القضائية المتعلقة بارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وتكمن المشكلة في أن الطريقة التي تطور بها القانون الدولي فيما يخص جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية عبر العقود الثلاثة الماضية٬ تجعل من مثل هذه الاحتمالات أمًرا بعيًدا عن التصور والمنال.

لمدة قرن من الزمان تقريًبا٬ حمى مبدأ الحصانة السيادية كثي ًرا من الحكومات والزعماء ضد الاتهامات بارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وعلى الرغم من تآكل هذا المبدأ إبان محاكمات قادة الحزب النازي في نورمبرغ٬ لم يصمد ذلك المبدأ كثي ًرا حتى حلول عقد التسعينات. وكان هناك إجماع للآراء على أن العدالة لا بد أن تُطبق٬ حتى في الدعاوى المدنية المتعلقة بالحصول على التعويضات المالية و/ أو إعادة الممتلكات المصادرة على نحو غير قانوني٬ في حين تجعل من المستحيل تقديم المسؤولين الحكوميين للمحاكمة القضائية.

وهناك تطور مهم آخر ألا وهو اختفاء «الإسقاط بالتقادم» كمبدأ من مبادئ القانون. وبالتالي٬ وبصرف النظر تما ًما عن طول فترة حياته٬ سوف يظل بشار الأسد هدفً محتملاً طيلة معيشته لمواجهة المحاكمة على ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. ولقد تأسس هذا المبدأ بصورته الأكثر دراماتيكية من خلال قضية تشارلز تايلور٬ رئيس ليبيريا الأسبق٬ الذي كان ضال ًعا في ارتكاب جرائم الحرب في سيراليون٬ وقضايا الزعماء الصرب سلوبودان ميلوسيفيتش٬ ورادوفان كراديتش٬ وراتكو ميلاديتش.

وعلى الرغم من الضمانات غير الرسمية التي أعربت عنها فرنسا إلى جانب عدد من حلفائها الأفارقة٬ وعدد من الزعماء الأفارقة السابقين٬ ومن بينهم الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري٬ فإنها جميعها تصب في التصنيف نفسه.

كما أن هناك تغيي ًرا آخر يتعلق بتطورات مقاربة جديدة حيال قواعد الإثبات. ففي بعض الحالات٬ على سبيل المثال محاكمة زعماء الخمير الحمر في كمبوديا٬ فإن الأدلة التي ُطرِ حت أمام المحكمة المتعلقة بجرائم الحرب المرتكبة كانت تتألف كلها تقريًبا من شهادات الأفراد الضحايا أو الناجين من الحرب٬ وكانت بالتالي عرضة للمزيد من التحقق والاستجواب.

وبين عامي 2012 و٬2013 كان هناك مشروع خاص عمل عليه ذلك المكتب فيما يتعلق بالصراع في سوريا٬ وجمع من خلاله كًما هائلاً من الأدلة حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بشار الأسد ونظامه. وفي إشارة على حسن النية نحو جمهورية إيران الإسلامية٬ أغلق الرئيس أوباما ذلك المشروع في عام ٬2013 ونقل ميزانيته إلى مشروع آخر. وعلى الرغم من ذلك٬ فإن الأدلة المتجمعة لدى المكتب سليمة تما ًما٬ وُيمكن استخدامها في أية قضايا محتملة ضد الأسد ونظامه وحاشيته.

وعملت دول أخرى٬ بما في ذلك الدنمارك وألمانيا٬ من ناحيتها٬ على جمع الأدلة المتعلقة بسوريا٬ وكان ذلك في بعض الأحيان يتم بالتعاون مع اللجنة الدولية المستقلة ا لقوات الأسد بارتكاب «الجرائم ضد الإنسانية»٬ التي لا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها.

للتحقيق في سوريا. ووجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتهامات علنً وقالت المستشارة الألمانية في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2016 في برلين: «إن استخدام البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة٬ وحتى الأسلحة الكيميائية٬ لن يتم التغاضي عنه أو تجاهله. لقد تعرض السكان المدنيون إلى عمليات تجويع ممنهجة٬ وتعرضت المؤسسات الطبية للهجوم٬ وتعرض الأطباء للقتل٬ وتعرضت المستشفيات للتدمير»٬ حيث أضافت أنه حتى القوافل التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لم تسلم من القصف والدمار.

ا بالمذابح المنظمة للمعتقلين في السجون السورية التي يشرف عليها من جانبها٬ نشرت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا عدًدا من التقارير٬ كان آخرها متعلقً نظام بشار الأسد. وذكرت التقارير الصادرة عن اللجنة أن الآلاف من المعتقلين الذين كانوا قيد الاعتقال لدى الحكومة السورية قد تعرضوا للتعذيب الشديد أو القتل جراء التعذيب.

: «تعرض كل معتقل تقريًبا من الباقين على قيد الحياة إلى التعذيب والانتهاكات التي لا يمكن وصرح باولو بينيرو٬ رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا قائلاً تصورها»٬ مشي ًرا إلى أن أولئك المعتقلين لدى الحكومة السورية يمكن وصفهم بأنهم «بعيدون عن الأنظار ولا يعلم بأمرهم أحد: الموت المحقق في الجمهورية العربية السورية».

أخيرا وليس آخ ًرا٬ هناك العشرات من المنظمات غير الحكومية والآلاف من الناشطين في مجال حقوق الإنسان٬ وكثير من المواطنين السوريين٬ كانوا يعملون على جمع الأدلة ويوثقونها عبر السنوات الماضية.

لم يواجه أي حاكم آخر عبر التاريخ هذا الكّم الهائل من الأدلة التي تشير إلى دوره المباشر في المأساة. وليس السؤال ما إذا كانت تلك الأدلة سوف تؤيد قضيتها القائمة٬ وإنما السؤال هو: متى سوف يتحقق ذلك

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

GMT 04:48 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 00:22 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بناء الجدران يصل إلى إيران

GMT 00:01 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

فرنسا: نحو عام من الضباب؟

GMT 00:15 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

أوروبا بين الأمل والخوف

GMT 00:49 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

تداعيات خطة بايدن لوقف الحرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية وسيل الأدلة الهائلة سورية وسيل الأدلة الهائلة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab