اليمن لماذا لا يفلح السيناريو اللبناني
الخطوط الجوية في أذربيجان تعلن تعليق رحلاتها إلى 7 مدن روسية الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية كانت تستخدم لتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله عند معبر على الحدود السورية اللبنانية مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين إثر استهدافهم بطائرة مسيرة إسرائيلية في جباليا البلد شمال غزة وسائل إعلام لبنانية تفيد بأن القوات الإسرائيلية شنت قصفاً استهدف ثلاثة مواقع في منطقة البقاع إيقاف حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي عقب هجوم من الحوثيين برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية في اليمن بشكل مؤقت منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن الجيش الإسرائيلي يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان بعد أن قام بمحاصرته "اليونيفيل" تعلن أن الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير المناطق السكنية والزراعية والطرق جنوب لبنان هيئة مراقبة الطيران في روسيا تعلن إغلاق جميع مطارات موسكو مؤقتا تحسبا لهجمات بطائرات مسيرة
أخر الأخبار

اليمن.. لماذا لا يفلح السيناريو اللبناني؟

اليمن.. لماذا لا يفلح السيناريو اللبناني؟

 العرب اليوم -

اليمن لماذا لا يفلح السيناريو اللبناني

أمير طاهري

يحذر المثل الفارسي قائلاً: «لا تصلح كل الوصفات لكل الولائم».

والفكرة هنا أن الأسلوب الذي يمكن أن ينجح في إحدى المسائل ليس بالضرورة أن ينجح في كل المسائل.

وانطباقًا على الشركات التي تبني الإمبراطوريات، فإن حكمة القول المأثور تبدو واضحة في حالة التورط الإيراني في المستنقع اليمني.

يبدو أن استعراض إيران كقوة انتهازية هو ما أدى بها إلى الوقوع في الأزمة اليمنية.
اقتنع بعض من يطلقون على أنفسهم بناة الإمبراطوريات داخل المؤسسة العسكرية الأمنية الإيرانية، بأنهم يمكنهم إضافة ريشة أخرى إلى عمائمهم، وهو إغراء تصعب مقاومته.

فقد جرُّوا إيران إلى موقف معقد مع معرفة قليلة أو معدومة حول كيف تسير الأمور، أو لا تسير مطلقًا، في اليمن.

هناك أمر وحيد أكيد بصرف النظر عن نتائج التجربة: الاستراتيجية الحوثية المدعومة من إيران قد فشلت بالفعل.

وهناك سببان لذلك الفشل.

أولا: الوهم القائل بأن الولايات المتحدة تعيد ترتيب أجندتها وتحول توجهاتها في الشرق الأوسط من حيث الاعتراف بإيران قوة إقليمية مسيطرة، ليس إلا ضربًا من ضروب الخيال.

وقد عزز الرئيس باراك أوباما من ذلك الوهم حين تحدث عن إيران بوصفها «قوة إقليمية» وحاول تعديل السياسة الأميركية في لبنان وسوريا والعراق طلبًا لرضاء الملالي.

ومع ذلك، يكفي القول بأن أوباما لم يتبق له في البيت الأبيض سوى 18 شهرًا أو نحوها ليلعب في ذلك العالم الخيالي الجميل. وبمجرد تلاشي ذكراه إلى حاشية من حواشي التاريخ، فلن تؤيد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تلك السياسة المصممة لتسليم الشرق الأوسط إلى الملالي وحلفائهم السابقين من جهاز الكي جي بي في موسكو.

إن الوهم محل التساؤل يتسم بالسخافة حتى في سياق سياسة أوباما الخارجية السخيفة.

إنه يفعل كل ما بوسعه ليضع الولايات المتحدة على مسار التراجع العالمي، ولا يمكنه في الوقت ذاته مد يد المساعدة للملالي في توسيع حدود إمبراطوريتهم حتى اليمن السعيد.

والسبب الثاني وراء فشل مخطط الحوثي يكمن في النسخة الرديئة من المخطط الإيراني في لبنان، وعلى هذا النحو، فهي ليست قابلة للتطبيق في اليمن.

نجح المخطط الإيراني في لبنان، إلى الآن على أدنى تقدير، نظرًا للعوامل التي هي إما مختلفة أو غير موجودة أصلاً في اليمن.

لبنان دولة صغيرة على شريط ساحلي صغير يمتد إلى سلسلة جبلية صغيرة، وتبلغ مساحتها 10.400 كيلومتر مربع، وبالتالي يسهل من الناحية النسبية السيطرة عليها بقوة صغيرة. أما اليمن، رغم ذلك، فإنه دولة ذات مساحة تبلغ 527 ألف كيلومتر مربع مع تضاريس متباينة تتراوح بين الجبال، والصحارى، والسواحل، والجزر.

يبلغ تعداد السكان في لبنان 5.6 مليون نسمة يتركزون في بيروت وما حولها من عشرات المناطق الحضرية. أما اليمن فيبلغ تعداد السكان فيه 27 مليون نسمة، وهم ينتشرون عبر تضاريس شاسعة مع ما يقرب من سبعة آلاف قرية وعشرات المستوطنات شبه الحضرية من حدود الربع الخالي وحتى البحر الأحمر. وضجت عناوين الصحف في الأيام الأخيرة باقتراب الحوثيين من السيطرة على عدن.

وأولئك الذين يعرفون عدن جيدًا يعرفون كذلك أنه لا الحوثيون ولا أي مجموعة مسلحة أخرى، بما في ذلك شراذم الجيش الوطني، لديهم القوة البشرية الكافية لإحكام السيطرة على تلك المنطقة الممتدة الفسيحة المحاطة بعشرات البلدات الصغيرة.

اضطر البريطانيون في أواخر الستينات إلى نشر أكثر من 50 ألف جندي للسيطرة على عدن التي كانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، ولم يحالفهم النجاح في نهاية الأمر، بل كان عليهم التمركز في خور مكسر وشن الغارات الجوية بين الحين والآخر. وهذا ما يفعله الحوثيون الآن. ولا يعني ذلك «السيطرة على عدن»، رغم كل شيء.

وهناك اختلاف آخر بين لبنان واليمن.

تتمتع إيران في لبنان بدعم سوريا، الدولة المجاورة الكبرى، لمخططها الاستعماري في لبنان. أما في حالة اليمن، فليست هناك دولة مجاورة على استعداد لأن تكون بمثابة قناة للهيمنة الإيرانية هناك. ورغم كل شيء، فإن جارتي اليمن، المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، لا تبغيان معاودة السيناريو اللبناني في اليمن.

لن تنسى سلطنة عمان أنه خلال فترة الستينات والسبعينات، استخدم المتمردون الشيوعيون الأراضي اليمنية لشن حربهم الغازية ضد إقليم ظفار العماني الجنوبي.

وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن احتمال وجود قوة معادية على طول حدودها الجنوبية أمر غير مرحب به على الإطلاق، على أقل تقدير.

ولدينا فارق آخر كبير، وهو أن الطائفة الشيعية في لبنان تربطها صلات تاريخية مع إيران تعود إلى ما يقرب من خمسة قرون مضت؛ فالشيعة الاثنا عشرية في لبنان ظلوا على علاقات وثيقة تربطهم بإيران؛ حيث بدأ برنامج إعادة تنظيم وتعزيز الطائفة الشيعية في عهد الشاه مع إيفاد البعثات الدينية، وعلى رأسها الزعيم الشيعي البارز موسى الصدر، ومدعومة بالتبرعات السخية من جانب الحكومة الإيرانية. كان لإيران في عهد الشاه نحو 2400 جندي في جنوب لبنان بحجة حماية الشيعة من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.

كان المجتمع المسيحي اللبناني يحمل تعاطفًا نحو إيران جراء المعارضة المشتركة التي تجمعهما حيال مشروع القومية العربية بزعامة جمال عبد الناصر والحركة البعثية.
وفي اليمن، رغم ذلك، فإن البزوغ الأخير للطائفة الزيدية، وهي تمثل نسبة 42 في المائة من تعداد السكان، وبوصفهم من الشيعة، لا يعكس واقع تصورهم من الزاوية الإيرانية؛ حيث يعتبر علماء المذهب الشيعي الإيراني أن الزيديين فرقة من فرق التشيع الأصلية بالطريقة نفسها التي ينظرون بها إلى غيرها من الطوائف الشيعية الأخرى.
حتى ذلك الحين، من الواضح أن الحوثيين، رغم تسليحهم الجيد وتمويلهم السخي، لا يمثلون بأنفسهم أغلبية الطائفة الزيدية في اليمن.

وفي الأسابيع الأخيرة، خرج العديد من أبناء الطائفة الزيدية اليمنية في صنعاء وتعز متظاهرين ضد الحوثيين ومن يدعمونهم في إيران.

لا يمكن لأحد أن يتصور إدارة حوثية تسيطر على الأقاليم الشمالية ذات الأغلبية الزيدية ناهيك عن بقية اليمن، فقد ارتفعت مكانة الحوثيين فقط بفضل تحالفهم مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وبقايا جيشه النظامي السابق.

من الناحية العسكرية، كذلك، فإن السيناريو اللبناني، مع تنظيم حزب الله لاعبه الأساسي، غير قابل للتكرار في اليمن.

أنشأت إيران وسلحت حزب الله للحروب ذات الكثافة المنخفضة، وليست الحروب الهادفة إلى الاستيلاء والسيطرة على الأقاليم.

تريد إيران حزب الله لأجل إطلاق الصواريخ والقذائف، وشن الهجمات في المناطق الحضرية من خلال السيارات المفخخة واغتيال الشخصيات، وغير ذلك من أساليب وعمليات حرب العصابات.

أما في اليمن، مع ذلك، فإن تنظيم أنصار الله، الجناح العسكري للحوثيين، يقاتل في حرب تقليدية لم يتلق التدريب المناسب لها، ولا يمتلك القيادة القادرة أو الدعم اللوجيستي المطلوب.

والنتيجة النهائية للمخطط الإمبريالي الإيراني، إن وجد مثل ذلك المخطط بالأساس، يمكن أن تكون تفكيك اليمن.

انفصل إقليم حضرموت بالفعل، وربما مع وجود تنظيم القاعدة الذي يحاول السيطرة نجد صنعاء وتعز منقسمتين إلى أحياء تحمل العداء بعضها ضد البعض، بينما الممالك الأربع السابقة في الجنوب تقع في أيدي حفنة من الجماعات المسلحة. وفي عدن، هناك صراع متأرجح من غير المنتظر أن يشهد نهاية في أي وقت قريب.

إن محاولة إعداد صياغة السيناريو اللبناني في اليمن أدت حتى الآن إلى كارثة تعاني منها كافة الأطراف المعنية.

arabstoday

GMT 09:00 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

فنّانو سوريا

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:55 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 08:52 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

الشرع وترمب وماسك

GMT 08:51 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

2024: البندول يتأرجح باتجاه جديد

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 08:45 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

رائحة في دمشق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن لماذا لا يفلح السيناريو اللبناني اليمن لماذا لا يفلح السيناريو اللبناني



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab