مصر الجيش على الأبواب

مصر: الجيش على الأبواب

مصر: الجيش على الأبواب

 العرب اليوم -

مصر الجيش على الأبواب

غسان الإمام

كل عام والعسكر بخير. الجيش المصري على أبواب القاهرة. في داخلها، أقام حواجز خرسانية معيقة للحركة ضده. على قناة السويس، احتل الجيش بورسعيد لتأمين الملاحة، خوفا من دولية الملامة. هل يستعيد الجيش الوديعة لدى الإخوان. حكمُ «المرشد» في عجز ظاهر. وكيله الرئيس محمد مرسي يلوذ بالصمت. الشعب يحاصره في قصره. احتفل بعيد المولد النبوي الشريف في مسجد صغير بالقرب من منزله. كان خطابه، في المناسبة، نوعا من استجداء المصريين فترة أخرى من الصبر على مشاكل تحتاج إلى حلول تستغرق سنوات. خطف «الإخوان» السلطة من الشباب. والأحزاب. والعسكر. وصلوا إلى السلطة ببراعة التنظيم وقداسة الشعار. لكن الحلول الجاهزة أثبتت عجزها. فالحكم في فراغ. والواقع أكد عدم قدرة الإخوان على احتكار الحكم والسلطة، وإقصاء المعارضة السياسية والشعبية عن المشاركة. كان ملك المغرب حكيما في تعديل الدستور. وفي إشراك الإسلاميين في الحكم. ها هو الشريك الإسلامي الأصغر يختلف مع الشركاء الأصغر منه، على ما بقي من سلطة حكومة الشراكة. في تونس، حزب «النهضة» المحاكي لحزب الإخوان يعاني من عقدة تعديل الحكومة التي يشارك فيها حزبان سياسيان لا يتمتع برضاهما. ويواجه معارضتين متناحرتين. ومختلفتين معه حول أسلوبه في الحكم، واحتكاره صناعة القرار. المعارضة الأولى تستلهم علمانيتها عبر البحر. والأخرى شاركت في «غزوة الصناديق». ثم تبيّن أنها انتحرت في البر. فقد شاركت «الأعور» المختار، في غزو صندوق الغاز. وليبيا؟ هنا زرعت الوزيرة هيلاري كل أنواع «الإسلامات» السياسية والجهادية. وانسحبت - ربما وهي نادمة - على فقدان القذافي الذي وفّر على الغرب الصدام مع هذه «الإسلامات» في المغرب العربي. ومالي. وسائر أفريقيا الغربية. هل كان على القذافي أن يموت تلك الميتة المخزية. ليثبت أنه لم يكن ساذجا؟! في مصر، الجيش على الأبواب. هل المجلس العسكري طامح إلى العودة؟ يعود. لا يعود. يعود. ما أحلى الرجوع إلى الحكم! هل يعود بقوة الانقلاب، أم بالوفاق مع جبهة الإنقاذ، أم مع جبهة «الإخوان»؟ هل ترضى أميركا بانقلاب في مصر؟ الوزيرة هيلاري التي أشرفت على نقل السلطة في المغرب العربي ومصر، إلى مشايخ الإسلام السياسي والإخواني، غادرت الخارجية، ربما لتعود إلى البيت الأبيض، بعد أربع سنوات. هل ترضى هيلاري أن ترى الفريق عبد الفتاح السيسي محل محمد مرسي؟ السيسي ليس مشكلة. فقد ترأس المخابرات العسكرية في ذروة العلاقة الودّية بين عسكر المشير طنطاوي وعسكر البنتاغون. والأرجح أن مرسي اختاره قائدا للجيش، لمعرفته بثقة البيت الأبيض به. لكن ماذا سيكون موقف «الترويكا» الإنقاذية المعارضة «صباحي. عمرو موسى. محمد البرادعي» إذا حل الجيش محل الإخوان؟ سبق لهؤلاء أن عارضوا بشدة عسكرة السلطة والسياسة، بعدما أطاحت الانتفاضة بعسكر حسني مبارك. لكنهم قد يصبرون على فترة عسكرية انتقالية، أملا في أن يسلِّم العسكر أحدهم مفاتيح الرئاسة. عسكر مع موسى معادلة دبلوماسية مقبولة، كالعسكر مع بوتفليقة. عسكر مع صبّاحي مرور صعب في عنق الزجاجة. عسكر مع البرادعي معادلة نووية مستحيلة، إلا إذا لانت صلابة رجل العلاقات الدولية تحت المطرقة العسكرية. ماذا في جعبة باراك أوباما الثاني من هدايا للعرب وللمنطقة؟ هناك تشاك هاغل وزير «الحربية» الذي لن يحارب إيران. هناك جون كيري المعجب بالأسد الأب. فقد سبق له أن دعم جهود الرئيس بيل كلينتون لمصالحته مع إسرائيل. وهو معجب بالرئيس أوباما الذي اختاره وزيرا للخارجية، ليواصل إعجابه بالأسد الابن، ومعارضته لتسليح «جبهة النصرة» بصواريخ «ستينغر» أرض/ جو. وهناك مساعد مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب جون برينان المختص بصيد صقور «القاعدة» و«طالبان» ومعهم المدنيين الأبرياء في اليمن. وباكستان. وأفغانستان. يخالجني شعور بأني أعيش عصر احتضار الدبلوماسية، وعجز السياسة. رفض هتلر مفاوضة الديمقراطية، فأعلن تشرشل الحرب على ألمانيا. ويهدد وريثه ديفيد كاميرون اليوم بسحب بريطانيا الجزيرة من أوروبا القارة. رفض الإمبراطور هيروهيتو الاستسلام. فأعلن ترومان إيمان أميركا بحقوق الإنسان. وقصف اليابان بقنبلة نووية، أهّلتها لدخول عصر الديمقراطية. ثم قصفها بأخرى لإدخالها عصر السلام. رفض العرب مفاوضة إسرائيل. عندما سلحتها أوروبا بالتقنية النووية، رفضت مفاوضة العرب. في الألفية الميلادية الثالثة، حال الدبلوماسية والسياسة أسوأ مما كانتا عليه في الحرب الباردة. قلبت حماس حكومة الوحدة الفلسطينية. وقبلت بمبدأ الدولتين. واحدة لها في غزة. والثانية لمحمود عباس في الضفة. أعلن بن لادن الحرب على كل من هب ودب على سطح هذه الكرة المتعبة. فاغتالته وحدة كوماندوس انتدبها أوباما وكان بإمكانه محاكمته. لكن اختار إيداعه قعر بحر العرب. رفض بوتفليقة مفاوضة «الجهاديين» الخاطفين. فقتلوا 47 يابانيا وغربيا. احتج الحوارنة على قلع أظافر أطفالهم. رفض بشار الاعتذار والحوار. أودع والدته وشقيقته ناطحة سحاب إماراتية. وتفرغ لاجتثاث 60 ألف سوري، بتهمة انتسابهم لـ«جبهة النصرة». رفض صدام مفاوضة الأميركيين. فاجتثه المالكي الذي يواصل استئصال العراقيين بالمفرق والجملة. أساءت الجهادية الجزائرية التوقيت. استغلت انفتاح الراحل الشاذلي بن جديد. فحاربت الجزائريين. فر «الجهاديون» من عسكر بوتفليقة. ألغوا العروبة. عانقوا «القاعدة». «أسلموا» المغاربة. غزوا الأفارقة. أَلَّبوا الطوارق الزرق على الماليين السود. والماليين على العرب. نسي الرئيس مرسي حربه مع المصريين، وحلفه مع الأميركيين. فأعلن «الجهاد» على الفرنسيين! قلد «جهاديو» المشرق سوء التوقيت عند «جهاديي» المغرب. تسللت «جبهة النصرة» من الأردن والعراق إلى سوريا. حاربت طائفية النظام بالطائفية، فأحرجت السنة أمام العلويين. خطفت الشيعة العابرين، فجند بشار «حزب الله» في مقاتلة السنة السوريين. رفضت مصافحة المسيحيين، فأحرجت موارنة لبنان المتحالفين مع سنة الحريري. أَلَّبت الحوارنة على الدروز السوريين، فأحرجت وليد جنبلاط أمام الدروز اللبنانيين. كسب بشار جولة في حرب الدعاية. أنزل الشيخ البوطي في عيد المولد النبوي، للدعاء له بالنصر على الشاشة. حشد ميليشيا حزب الله ضد السنة المحاصرين في حمص. طارد «جبهة النصرة» في ريف دمشق. واصل قصف سنة حلب. وحماه. واللاذقية. ودرعا. ودير الزور. فعجز ثوار السياسة عن تشكيل الحكومة الانتقالية. نعم، العرب يعيشون عصر احتضار الدبلوماسية وعجز السياسة. هم في عالم لا يعرف التعاطف، كالأيتام على مائدة اللئام. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر الجيش على الأبواب مصر الجيش على الأبواب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab