هونغ كونغ، فييتنام، كوبا وربّما إيران

هونغ كونغ، فييتنام، كوبا... وربّما إيران؟

هونغ كونغ، فييتنام، كوبا... وربّما إيران؟

 العرب اليوم -

هونغ كونغ، فييتنام، كوبا وربّما إيران

حازم صاغية

في 1997 أرجعت بريطانيا هونغ كونغ إلى الصين. حصل ذلك بعدما انتهى عقد استئجارها الذي دام 99 سنة.

لم يمرّ التزام بريطانيا بتعهّدها مرور الكرام. فغلاة اليمين في المملكة المتّحدة، الذين لم ينسوا الماضي الإمبراطوريّ، لم يُسعدهم الأمر. لكنّ أهل هونغ كونغ بدوا غاضبين. فهم خافوا على الديموقراطيّة التي يتمتّعون بها وعلى المشروع الحرّ الذي يعيشون في ظلّه جاعلاً جزيرتهم واحداً من «نمور آسيا».

البريطانيّون حاولوا أن يضمنوا مستقبل هونغ كونغ وأن يطمئنوا سكّانها، فتوصّلوا مع الصينيّين إلى صيغة «بلد واحد بنظامين»، وأقرّت بكين بدرجة متقدّمة من الحكم الذاتيّ للجزيرة وباحتفاظها بنظامها الاقتصاديّ لمدّة خمسين سنة تلي التوحيد.

هكذا بدا لوهلة أنّ البرّ الكبير يتّحد مع الجزيرة الصغرى بالقدر الذي تتّحد فيه الجزيرة مع البرّ. فالصين، نصف الشيوعيّة، كانت تمضي في تعلّم الخبرات الرأسماليّة وتقنيّاتها. وهي أدركت أنّ الأخوة الصغار معلّمون لا يُستغنى عن تعليمهم.

مؤخّراً، ظهرت ثمار أخرى لما اعتبره البعض «تنازلاً» بريطانيّاً. ذاك أنّ ميل الصين إلى قضم الحكم الذاتيّ لهونغ كونغ اصطدم بحركة ديموقراطيّة لا يملك شيوعيّو الصين أن يستهينوا بها إلى ما لا نهاية. هكذا تحوّلت هونغ كونغ قنبلة ديموقراطيّة موقوتة في جسد الاستبداد الصينيّ.

لقد قيل حين عادت هونغ كونغ إلى الصين إنّ الغرب «رضخ». واليوم أيضاً يقول اليمين الأميركيّ، كما يقول اليسار الراديكاليّ خارج أميركا، إنّ أميركا رضخت لكوبا بإعلان رئيسها التطبيع معها. وهذا صحيح إذا كان المقصود إنهاء سياسة الحصار والمقاطعة التي بات عالمنا اليوم يضيق بها. لكنّه لا يعود صحيحاً حين نتذكّر أنّ جزيرة كوبا حيال أميركا ليست كجزيرة هونغ كونغ حيال الصين. فمن كوبا هرب، عام 1980، 125 ألف مواطن إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، وعام 2001، وكان انقضى أكثر من عقد على فناء الاتّحاد السوفياتيّ وتوقّفت مساعداته، أرسلت أميركا موادّ غذائيّة إلى الجزيرة المجاورة لإطعام أهلها.

وأغلب الظنّ أنّ باراك أوباما يفكّر على هذا النحو. فهو واثق من قوّة النموذج «الناعمة» التي يتراءى له أنّها تغني عن نموذج القوّة، قتالاً كان أو حصاراً. وأوباما، على كلّ ما قد يقال بحقّ في نقده، يمثّل رقعة في الرأي العامّ الأميركيّ تظنّ أنّها قد تُهزم في الحروب، ولكلّ حرب نهاية، لكنّها لا تُهزم في السلام. ففييتنام التي طردت أميركا في 1975 تشاطرها اليوم علاقات وثيقة، والمنتصر الفييتناميّ يتلهّف لاستضافة ما يستثمره المهزوم الأميركيّ لديه، فيما المهزوم الشريك التجاريّ الأساس للمنتصر الذي هو ثاني مصدّري الألبسة إلى الأسواق الأميركيّة. أمّا «عدوّ» فييتنام ومصدر خوفها الراهن فالصين، لا أميركا التي تجيد استخدام ذاك العداء.

وتلك الرقعة في الرأي العامّ الأميركيّ تعرف أيضاً أنّ «حركات التحرّر الوطنيّ» ترى في «محاورة» أميركا لها معياراً لنجاحها، وأنّ كلّ الضجيج حول دول «البريكس» لا يعدو كونه إقراراً بتوسّع التجارة والمنافسة الرأسماليّتين على نطاق عالميّ. وهذا بدوره رقص في مرقص الولايات المتّحدة.

وذلك طبعاً يزعج أهل الحرب الباردة، في اليمين الأميركيّ كما لدى اليساريّين والقوميّين الكارهين لأميركا في سائر أنحاء العالم. والأخيرون سوف يهلّلون ويقولون: انتصرنا وتنازل الغرب، وسوف يقال لهم: حسناً، لقد تنازلنا وانتصرتم، لكنّه سيكون انتصاركم الأخير، وبعده سوف تتحدّثون عن الردّة وعن خيانة الرفاق الذين أغراهم الدولار وحرَفَهم عن الصراط المستقيم.

ولربّما كان أوباما ومن يمثّلهم يفكّرون في إيران على النحو هذا.

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هونغ كونغ، فييتنام، كوبا وربّما إيران هونغ كونغ، فييتنام، كوبا وربّما إيران



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab