على هامش «المحاولة الانقلابيّة» في ألمانيا
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

على هامش «المحاولة الانقلابيّة» في ألمانيا

على هامش «المحاولة الانقلابيّة» في ألمانيا

 العرب اليوم -

على هامش «المحاولة الانقلابيّة» في ألمانيا

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

هناك أحداث سخيفة وبلهاء، لكنّها تخبّئ فيها ظاهرات مهمّة أو احتمالات مقلقة. أحداث كهذه قد تقدّم تلك الظاهرات على نحو مُشوّه أو مبتور، لا، بل قد تُجهضها أحياناً، إلاّ أنّها تكشف عن وجودها الكامن، وربّما عن خطرها أيضاً.
محاولة الانقلاب الأخيرة في ألمانيا تندرج في تلك الأحداث. ألا يثير تعبير «انقلاب في ألمانيا»، أو في أيّ بلد أوروبيّ غربيّ، معاني وانطباعات أقرب إلى الهذيان تبعاً للتناقض الداخليّ في التعبير نفسه؟
معطيات المحاولة الانقلابيّة كما نقلتها وسائل الإعلام تشبه كثيراً أفعال الجماعات اليمينيّة المصابة بالجنون: تغيير ألمانيا أنيطَ بـ25 شخصاً من يمينيّين متطرّفين وعسكريّين متقاعدين ورموز سابقين في «حزب البديل لألمانيا». هؤلاء خطّطوا لاقتحام مبنى البرلمان (الرايخستاغ) والاستيلاء على السلطة قبل أن يُعتقلوا. التأثّر واضح باقتحام مبنى الكابيتول في الولايات المتّحدة مع الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة.
نموذج هؤلاء المتآمرين هو ألمانيا الإمبراطوريّة لما قبل 1871. أحد تنظيماتهم اسمه «مواطنو الرايخ». أبرز وجوههم أرستقراطيّ في الواحد والسبعين من عمره يُسمّي نفسه «هنري الثالث عشر». أكثر ما يكرهونه ألمانيا الديمقراطيّة الحديثة التي يرفضون الإقرار بها ودفع الضرائب لها: بعضهم طبعوا عملات وبطاقات هويّة بديلة. أحد تنظيماتهم «ك نون» يرى أنّ السلطة الألمانيّة الفعليّة تقيم في يد «دولة عميقة» ذات قدرات سرّيّة وخطيرة. لا ثقة لديهم بالمؤسّسات ولا بالعلم: «كوفيد»، في نظرهم، مجرّد مؤامرة، والمعلومات الكاذبة عنها جزء من خطّة هدفها السيطرة على السكّان وإخضاعهم. الإعلام مكروه لأنّه مضلّل. وسائل التواصل الاجتماعيّ سلاحهم الأمضى لنشر خرافاتهم وتعميمها. الولايات المتّحدة واليهود، وعلى جاري العادة، يحتلّون رأس قائمة الخطر وصناعة المؤامرات الشرّيرة. مجلّة «دير شبيغل» أضافت عنصراً آخر، إذ أشارت إلى أصابع روسيّة وراء المحاولة، لكنّ الناطق بلسان الكرملين نفى ذلك.
المعلومات التي رشحت عن هؤلاء تتجمّع عند مسألتين مترابطتين: الأولى، انشداد إلى ماضٍ، أغلبه مُتخيّل، بوصفه هو الحلّ. انشداد كهذا ينمّ عن قلق العيش في حاضر متحوّل ومأزوم. هنا يمكن إدراج تحدّيات العولمة واللجوء والهجرة والتصدّعات التي تعانيها الدولة - الأمّة في زمننا الراهن. أمّا المسألة الأخرى، فهي التشكيك الشعبويّ في الديمقراطيّة وفي مؤسّساتها، والقناعة المتزايدة بأنّ هذا النمط في الحكم وفي العلاقات الاجتماعيّة لم يعد يوفّر الأمان الاقتصاديّ أو أيّ أمان آخر للسكّان.
المُقلق في هذا ليس الـ25 شخصاً الذين كانوا يُعدّون لانقلاب عسكريّ ثمّ اعتُقلوا، وليس في أنّ كثيرين من المتطرّفين الألمان مسلّحون، أو أنّ أعداد مسلّحيهم تزايدت في السنوات الأخيرة. المقلق أنّ اجتماع ضعف الديمقراطيّة ومعاندة الزمن سبب لظاهرات بشعة ليس الانقلاب العسكريّ سوى واحد منها.
مراجعة سريعة لبعض تاريخ هذا الصنف من المحاولات في أوروبا الديمقراطيّة تؤكّد هذا المعنى.
في 1961، ورفضاً لنزع الاستعمار في الجزائر، حاول أربعة جنرالات فرنسيّين متقاعدين إطاحة الرئيس شارل ديغول. معاندة الزمن ترافقت مع الإضعاف الذي كانت الحرب الجزائريّة قد أنزلته بالديمقراطيّة الفرنسيّة والجمهوريّة الخامسة.
إيطاليا شهدت، في 1964 كما في 1970، محاولتين انقلابيّتين كان هدفهما قطع الطريق على أيّ محاولة للإقرار بشرعيّة الحزب الشيوعيّ وإشراكه في الحكومة. الديمقراطيّة الإيطاليّة كانت (ولا تزال) تعاني ضعفاً غالباً ما تبارى المحلّلون في شرحه.
إسبانيا في 1978 عرفت محاولة لمنع التحوّل إلى الديمقراطيّة الذي لم يبدأ إلاّ مع وفاة الديكتاتور فرنكو في 1975.
مؤخّراً، في 2017، كان لرفض العولمة والدولة الحديثة، وللتأثّر بنموذج بوتين في روسيا، أن تسبّبا في محاولة انقلابيّة في النمسا، كثيراً ما تشبه المحاولة الألمانيّة الأخيرة أفكاراً وإعداداً وهزالاً. قائدة المحاولة مونيكا أونغر أرادت لحركتها أن تمهّد لانقلاب يشنّه الجيش.
أمّا ألمانيا نفسها فسبق أن شهدت في عشرينات القرن الماضي أكثر من محاولة انقلابيّة، دفع إليها السباق بين الانهيار الاقتصاديّ وتراجع الثقة بالحياة السياسيّة والديمقراطيّة لجمهوريّة فايمار. إحدى تلك المحاولات التي انطلقت من مدينة ميونيخ في 1923 كان على رأسها، وسُجن بسبب فشلها، أدولف هتلر. لكنّ الأخير وصل بعد عشر سنوات فحسب، ومن خلال العمليّة الانتخابيّة، إلى سدّة السلطة.
هذا لا يعني أنّ أوروبا، وخصوصاً ألمانيا، مهدّدة بتكرار ما حصل قبل قرن. مع ذلك، تأتي المحاولة الانقلابيّة الأخيرة لتحضّ على الحذر وتوجب القلق. فلنتذكّر فحسب أنّ أحزاب أقصى اليمين باتت تحكم بلداً كإيطاليا، وأنّ المبدأ الانتخابيّ نفسه، وهو أكثر مبادئ الديمقراطيّة صموداً في وجه الشعبويّات، بدأت تطاله الشكوك على ما دلّت الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة في الولايات المتّحدة، وإلى حدّ ما في البرازيل. لنتذكّر دعوة دونالد ترمب الأخيرة للاستغناء عن الدستور. لنتذكّر الانتخابات الإسرائيليّة والحكومة التي ستنبثق منها... ولنلاحظ دوماً تلك المباراة الدائرة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار لتكسير الديمقراطيّة وإعلان موتها. هذا كلّه قد يتحوّل، وهو يتحوّل، إلى بنادق تطلق رصاصاً قاتلاً وسامّاً في الاتّجاهات كلّها.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على هامش «المحاولة الانقلابيّة» في ألمانيا على هامش «المحاولة الانقلابيّة» في ألمانيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab