عاشت مجتمعاتنا راكدة مغلقة
فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي
أخر الأخبار

عاشت مجتمعاتنا راكدة مغلقة!

عاشت مجتمعاتنا راكدة مغلقة!

 العرب اليوم -

عاشت مجتمعاتنا راكدة مغلقة

بقلم - حازم صاغية

مع الحرب الأميركيّة في العراق عام 2003 ظهرت حجّة تناهض الحرب حرصاً على العراق وعلى الديمقراطيّة وعلى القانون الدوليّ. ذاك أنّ الديمقراطيّة لا تُفرض بالقوّة وعلى الضدّ من القانون. هذا إساءة للمفهومين معاً، فضلاً على إساءته للعراقيّين أنفسهم.
الحجّة كانت وجيهة، والسنوات والتجارب اللاحقة زادتها وجاهة. ضعفُها كان نابعاً من أنّ معظم مردّديها لا يهمّهم العراق ولا الديمقراطيّة ولا القانون الدوليّ. تخيّلوا نظاماً كالنظام السوريّ، مثلاً لا حصراً، يردّد هذه الحجّة فيما يرسل إلى العراق أدوات الموت.
اليوم، هناك في بيئة الممانعين حملة على المنظّمات الدوليّة وعلى جورج سورس بالتحديد: إنّ هؤلاء يدعمون قيماً غير قيمنا! إنّهم طابور خامس. حصان طروادة.
بالطبع سيكون مضحكاً لو تحدّث نقّاد الممانعة عن أنّ تلك المنظّمات تستخدم القوّة لفرض قيمها، أو أنّها تسيء للديمقراطيّة أو تتجاوز على القانون الدوليّ. مع هذا فالحدّة التي تُواجَه بها هي الحدّة إيّاها التي ووجهت بها الحرب الأميركيّة بجيشها وطائراتها ودبّاباتها.
أين تكمن المشكلة الفعليّة إذاً؟
أغلب الظنّ أنّ ما تكرهه بيئة الممانعين هو التدخّل الذي يغيّر أوضاعنا، أكان التدخّل عنفيّاً أم غير عنفيّ، قانونيّاً أو غير قانونيّ، وذلك بغضّ النظر عن مدى التغيير الذي ينجح في إحداثه. أمّا التدخّل الذي يثبّت أوضاعنا ويكرّسها فمرحّب به دائماً، بدليل الاحتفال الصاخب والمتواصل بالاحتلالين الفظّين الإيرانيّ والروسيّ في سوريّا لإسناد نظام تعود أصوله إلى 1963.
يندرج هذا السلوك في نظرة عريضة إلى العالم عنوانها: نريد أن تبقى الأشياء على ما هي عليه، وأن تُخنق الحرّيّة التي تتطاول عليها. ولأنّ تلك النظرة كونيّة، يكون المديح نصيب السياسة التي تمارسها روسيا في نطاقها الجغرافيّ المباشر، ومفادها سحق أيّة رغبة قد تراود الشعوب. كذلك تُمتدح الصين بسبب تهديدها إرادة التايوانيّين في الحفاظ على استقلالهم، وإرادة أهل التيبيت في أن يستقلّوا، بينما يلفّ الصمت إخضاع الصين، بقسوة وجلافة بالغتين، لسكّانها المسلمين.
هكذا يغدو تحصيلاً حاصلاً أن تُسمّى سياسات الممانعة سياسات رجعيّة بالمعنى الدقيق للكلمة، أي أنّ همّها الأوحد الحفاظ على الأوضاع القائمة، ووقف التحوّل الذي أنتجته نهاية الحرب الباردة عند حدّه. وهي توجّهات تتجاوز الممانعين بطبيعة الحال، كما تطال أنظمة وجماعات أخرى، إلاّ أنّ الممانعين وحلفاءهم الدوليّين هم الذين يتولّون صياغتها الآيديولوجيّة وتبرير المواقف المنجرّة عنها. غير الممانعين من كارهي كلّ تدخّل مصابون بالحرج وأحياناً بالبُكم.
أمّا الأجندة الراديكاليّة الخالدة التي ينبغي أن لا تتغيّر فيمكن وصفها بثلاث حركات متلاحقة: حرب – هزيمة – حرب، أو مقاومة – احتلال – مقاومة... هكذا منذ أحمد عرابي في أواخر القرن التاسع عشر حتّى يوم الدين.
كلّ ما جدّ أنّ الطرف الذي بات يرعى تطبيق هذه الأجندة لم يعد هبّاتٍ شعبيّة وعفويّة تحذر الجديد، بل نظامٌ استبداديّ لا تُساءَل علاقته بشعبه ولا ينبغي إخضاعها للنقاش.
المشكلة أنّ هذا العالم الذي يدافع عنه الممانعون بالغ الهشاشة: تهدّده التجارة والسياحة وشقّ قناة أو بناء جسر. تهدّده الحياة في مجتمع ديمقراطيّ، والاطّلاع، من خلال وسائل التواصل أو التلفزيون، على ما يجري في العالم الخارجيّ. تهدّده المقارنة بالشعوب التي تعيش حياة أفضل نتلصّص عليها. تهدّده السينما والكتاب اللذان «ينبغي مراقبتهما بدقّة» و«عدم السماح بتسلّلهما إلينا»...
بالطبع، وللأسف، فإنّ هذه ليست الوجهة الوحيدة في العالم، وهي قد تتعايش مع وجهات رديئة شعبويّة وقوميّة وربّما عنصريّة. لكنّها، مع ذلك، قويّة بما يكفي لتثير المخاوف. فبلدان الانكفاء عن العالم تفرّ من عزلتها بوسائل شتّى. هذه مثلاً حال فيتنام التي تحاول لاوس تقليدها، وهي كانت لتكون حال كوبا لو لم يُعِد دونالد ترمب، في 2017، الكثير من القيود التي نزعها باراك أوباما عن التعامل معها. ولسوف تكون كوريا الشماليّة، في أغلب الظنّ، آخر البلدان مبارحةً للعزلة وللتعفّن الذي يصيب المعزول.
وهذا بعض ما يفسّر النبرة الجريح التي يعبّر عنها بعض كتّاب الممانعة وإعلاميّيها والتي تجاور النبرة الانتصاريّة المتورّمة التي يتراجع مُصدّقوها: تحسّرٌ دائم على زمن ولّى وعلى قادة رحلوا، وشكوى دائمة من زمن لم تعد فيه الشعارات القديمة «على الموضة»، فيما غدا الناس أكثر انشغالاً بهموم جديدة وأشدّ تعويلاً على طرائق أخرى في النظر والتفكير.
والحال أنّ الأزمنة تتغيّر، وتغيّرها هو بالضبط ما يجعل منها تاريخاً. أمّا عدم الإقرار بالتغيّر، والسير سير القطار الذي لا يلوي على شيء، والعيش على فكرة بسيطة واحدة تناهت إلينا عن آباء وأجداد لم يثبت أنّهم كانوا حكماء بما يكفي...، فهذا إنّما يخرج صاحبه تماماً من التاريخ.
اتركوا مجتمعاتنا راكدة ومغلقة كي نستطيع المضيّ في حكمها وفي إفقارها. هذه هي الحكمة الممانعة اليوم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاشت مجتمعاتنا راكدة مغلقة عاشت مجتمعاتنا راكدة مغلقة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab