احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل

احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل

احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل

 العرب اليوم -

احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل

حازم صاغية
بقلم :حازم صاغية

«لبنان بلد الحرّيّات». هكذا هو. هكذا ينبغي أن يكون. «حزب الله» هو اليوم ضامن الحرّيّات فيه، وضامن البلد كـ «بلد حرّيّات». هذا ما قاله بطريقته أمين عام الحزب في آخر خطبة ألقاها (هل خطبَ مذّاك؟). الكلام يذكّر ببعض ما كان يقوله «الآباء المؤسّسون» عن البلد الذي يؤسّسونه.
هناك على هذا الكلام تحفّظان على الأقلّ، وهما ينبثقان من تجربتين، واحدة ذات حضور عميق ودائم في حياتنا، والأخرى عشناها ذات مرّة وتركت لنا تداعيات وعِبَراً.
فنحن، أكثريّة اللبنانيّين، محرومون من الحرّيّة التي نقرّر بموجبها أيّ بلد نريد. هذا ليس تفصيلاً. قداسة السلاح وقداسة القضيّة قيدان ثقيلان على حرّيّتنا وعلى الحرّيّة من حيث المبدأ. فحتّى يكون لبنان بلد الحرّيّات فعلاً ينبغي تعريض هذين السلاح والمقاومة لامتحان السكّان: إذا فازا بالأكثريّة كان به، وإلاّ فلا.
من ناحية أخرى، نذكر، في بدايات الثورة السوريّة، أنّ متعاطفين سلميّين معها، كانوا يهتفون ويغنّون ويضيئون شموعاً، تعرّضوا للضرب والبلطجة عقاباً على تعاطفهم هذا. كاتب هذه الأسطر كان شاهداً على بعض تلك الأعمال. مَن كانوا يتولّون «تربيتنا» حينذاك هم تحديداً مَن يريدون للبلد اليوم أن يكون «بلد حرّيّات». إنّهم الأحزاب نفسها الموالية لبشّار الأسد والمستظلّة بحسن نصر الله.
والحال أنّ أصفى النوايا الديمقراطيّة لا تكفي، في ظلّ وضع أعرج كهذا، لإنقاذ الحرّيّات نفسها من العرج. بمعنى آخر، لن يكون ممكناً تحرير هذه الحرّيّات من آثار الصراع السياسيّ القائم ومن تحالفاته الإقليميّة التي لا بدّ منها، سيّما وقد وطّد «حزب الله» هذا الربط المحكم بين لبنان وصراعات الخارج ومحاوره. وفي ظلّ غياب الدولة، على ما هي الحال، فإنّ الأقوى سيكون الأقدر على الاستفادة من حرّيّة عرجاء.
لكنْ بالعودة إلى كلام نصر الله، يبقى لافتاً أن يطالب بالحرّيّة من استطاع، خلال 24 ساعة فقط، ما بين منتصف الأربعاء ومنتصف الخميس، أن يفعل التالي (بحسب ما نقلت الصحف والمواقع الإخباريّة):
- «وقع إشكال كبير خارج البوّابة العليا للجامعة اللبنانيّة، بين طلّاب مؤيّدين لـ «حزب الله» ومناصرين لـ «تيّار المستقبل»، على خلفيّة معرض أقامه الحزب لإحياء ذكرى «الشهداء القادة للمقاومة الإسلاميّة»، تخلّله رفع لصور عماد مغنيّة وراغب حرب ومصطفى بدر الدين. وأفادت أوساط طلّاب الجامعة عن سماع طلقات ناريّة خلال الإشكال، من دون أن يتبيّن مصدرها، وهذا قبل أن يتدخّل الجيش...». أغلب الظنّ أنّ «مصدرها» هو محازبو «تيّار المستقبل» من المقيمين في محيط الجامعة!
- «نشر «حزب الله» مقطع فيديو وصفه مراقبون وموالون للحزب بأنّه غير رسميّ، يُظهر وحدة مقاتلين وهي تتدرّب في الثلوج ضمن منطقة غير محدّدة على ارتفاع 1370 متراً، في أحدث فصل من فصول المواجهة البصريّة مع إسرائيل (...) وفي فيديو الحزب يظهر مقاتلون يرفعون علمه بلون أبيض مختلف عن العلم الأصفر التقليديّ وهم يقاتلون ويتزلّجون. وظهر بعضهم متوضّئاً بالثلوج الباردة ويتبارك بالقرآن، ما أثار انتباه وسائل الإعلام العبريّة ومن ضمنها صحيفة «جيروزاليم بوست» التي قالت إنّ وحدة الثلج التابعة للحزب تحاكي جنود الجيش الإسرائيلي بثيابهم البيضاء المستخدمة للتمويه في الثلوج».
- أعلن حسن نصر الله في نفس الخطاب المشار إليه أعلاه عن الحرّيّات، عن قدرة حزبه على تحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة، وأنّ الكثير منها حُوّل فعلاً بحيث لم يعد الحزب بحاجة إلى نقل هذه الصواريخ من إيران. وتوجّه الأمين العامّ إلى الإسرائيليّين بالقول إنه لا يضع هذه الصواريخ في مكان واحد، مهدّداً بشنّ عمليّة «أنصاريّة 2»، ما يعني أنّه يحضّر لكمين يستهدف أيّة قوّة كوموندوس إسرائيليّة قد تحضر إلى لبنان بحثاً عن هذه الصواريخ أو لاستهداف مخازنها. كذلك ركّز على ما يمتلكه من مُسيّرات «الدرون» التي بدأ حزبه بتصنيعها في لبنان.
كيف نفهم أن يطالب بـ «الحرّيّات» من يملك هذه القدرات الحربيّة الجبّارة، ولا يكفّ عن «إذلال الإسرائيليّين»، اللهمّ إلاّ إذا كان وزير الداخليّة بسّام مولوي أقوى من الدولة العبريّة وجيشها!
أغلب الظنّ أنّ الحزب الذي ينتزع لنفسه حصّة من الحرّيّة تتيح تطوير الصواريخ، يترك لبسّام مولوي حصّة كافية لأداء وظيفتين: حجب الطبيعة الفعليّة للسلطة وتمويهها، ومنح الحزب سبباً للشكوى وإبداء المظلوميّة العزيزة على قلبه. هكذا يصار إلى وضعنا أمام معادلة تقول: إمّا السيّد مولوي أو الحرّيّات. ويغدو من المُلحّ بالتالي أن نطالب الوزير المذكور بأن يرخي قبضته المشدودة على أعناقنا. أوليس تفكيك جبروته شرطاً شارطاً لبقاء لبنان «بلد الحرّيّات»؟
إنّ «اضرب واصرخ» هي حكمة «حزب الله» الاستراتيجيّة. الضرب هو الجدّ. الصراخ مزاح ثقيل.

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:41 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ماجد الكدواني يواصل مُغامراته في"موضوع عائلي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab