لبنان كي لا يبقى التغيير موقفاً أخلاقيّاً بحتاً
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

لبنان: كي لا يبقى التغيير موقفاً أخلاقيّاً بحتاً

لبنان: كي لا يبقى التغيير موقفاً أخلاقيّاً بحتاً

 العرب اليوم -

لبنان كي لا يبقى التغيير موقفاً أخلاقيّاً بحتاً

بقلم - حازم صاغية

منذ انتخب اللبنانيّون 13 نائباً وصفهم الإعلام بـ«التغييريين»، انطلقت حملة ممانِعة وعونيّة ضدّهم. الصحافة ومثلها وسائل التواصل الاجتماعي شحذت ألسنتها. «النقّاد» راحوا يراقبون «التغييريين» بعشرين عيناً مفتوحة مسجّلين الهفوات ومضخّمينها ومحوّلينها إلى فضائح. هكذا شهدت بيروت، مرّة أخرى، أعمال قتل معنوي مسمومة هبّ معظمها من المواقع التي نُسبت إليها أعمال قتل مادّي سابقة.
كان متوقّعاً أن تبادر الأطراف الأشدّ التصاقاً بالنظام القائم، والأشدّ حماية له، إلى الحملة هذه على رجال ونساء لم يصلوا إلى البرلمان بموجب المعايير التي يعتمدها النظام. فهم لم تحملهم طوائفهم إلى حيث وصلوا، ولا كانوا مُحامي تلك الطوائف والمعبّرين عن مصالحها، كما لم يتكتّموا على انتمائهم إلى قيم جديدة وطرق أخرى في الكلام والتصرّف والمظهر الخارجيّ، وعلى رفضهم نمطاً في الحاكميّة يمتدّ من ازدواجيّة السلاح إلى الفساد المعمم، فيما تمتدّ «إنجازاته» من نهب أموال المودعين إلى تفجير مرفأ بيروت...
لقد أتى التشهير ليعبّر عن امتعاض الماضي القديم من بشائر مستقبليّة يُستحسن تشويهها وإخمادها في المهد. وكان يمكن القول إنّه، ككلّ تشهير، يبقى مقرفاً، لا يدلّ إلاّ إلى عزلة أصحابه وإلى شعورهم بأنّهم باتوا عُرضة للتجاوز. لكنّ انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة المجلس نمّ عن حقيقة أخرى، هي أنّ الممثّلين السياسيين للشتيمة أقوياء وقادرون، وأنّ الماضي القديم شديد الوطأة على الحاضر، قواه المتنافرة تلتحم وتتضافر في المفاصل العصيبة. هكذا اجتمعت، رغم كلّ شيء، «حركة أمل» و«التيّار الوطني الحرّ» في التصويت الأخير. والمراقِب لا تفوته ملاحظة أنّ أمين عامّ «حزب الله»، الذي يميّز غثّ مصالحه عن سمينها، هو الذي بنى هذا التوافق الذي يُعدّ «استراتيجيّاً» بالقياس إلى خلافات يراها «تكتيكات» من صغائر الأمور. ونعرف أنّ هذا التوافق الذي هُندس «تحت الطاولة» إنّما جاء مسبوقاً بتوافق «فوق الطاولة» رعاه الراعي الصالح إيّاه حين صالحَ، في بيته، سليمان فرنجيّة وجبران باسيل.
فسيّد «التناقض الرئيسيّ» يعرف أنّ ما يبدأ برئيس مجلس مطواع ينتهي برئيس جمهوريّة مطواع هو الآخر، وأنّ انتخاب الأوّل صالح أن يكون تمريناً على انتخاب الثاني.
وهذا ما ينقلنا من مطلقي الشتائم، الذين لا يستحقّون التوقّف طويلاً عندهم، إلى سياسييهم وقواهم ممن أثبتوا أنّهم لا يزالون يشكّلون المتن العريض أو معظمه، وأنّه لا يزال في وسعهم أن يُنجبوا النظام الذي يبادلهم الإنجاب. ذاك أنّ الهزيمة التي ألمّت بثورة «17 تشرين» وحاولت الانتخابات الأخيرة استدراكها أعادت المتصدّرين إلى صدارتهم لأسباب تدفعنا من حيّز السياسة اليوميّة إلى حيّز الاجتماع والاقتصاد اللبنانيين، ودائماً إلى التراكيب العصبيّة المتينة. وإذا صحّ أنّ تعديلات بارزة طرأت على تمثيل القوى الطائفيّة، صحّ أيضاً أنّها تمكّنت من أن تحظى مجتمعة بأكثريّة المقاعد الساحقة.
وخريطة كهذه تستحقّ أن تدفع إلى مراجعة بعض معاني التغيير وفُرصه واحتمالاته المتاحة، وكذلك قياس سرعته ومراحله وأولويّاته. فإذا كان «التغييريّون» لا يزالون، رغم كلّ المآسي الوطنيّة، هامشاً بالقياس إلى متن عريض طائفيّ، وهذا خبر سيّئ بما فيه الكفاية عن لبنان واقعاً وصورة، فإنّ أي صراع بين المتن والهامش سوف تكون نتائجه معروفة مسبقاً. أمّا الممرّ الوحيد إلى الإنجاز فصيغة توافُقٍ ما مع من هم «أقلّ سوءاً» في هذا المتن، أي الطرف الأقلّ تورّطاً في النظام والأكثر تضرّراً من رموزه المتغلّبين، أي التابعين لـ«حزب الله» و«تيّار»ـه. فبعملٍ كهذا يُمنَع استفراد الهامش بحيث ترتسم خريطة أشدّ تكافؤاً للصراع السياسيّ. ولا يجوز هنا، بحجّة «كلّن يعني كلّن»، التغافل عن تناقضات فعليّة داخل المتن الطائفيّ، ولا التضحية بما هو ممكن اليوم لصالح ما يمكن أن يكون ممكناً غداً. ذاك أنّ تلك الشعارات والتطلّعات التي رُفعت في «17 تشرين» تصلح عناوين أخلاقيّة وتعابير عن نزوع محترم إلى النقاء، لكنّها حتماً لا تصلح عناوين سياسيّة متى كانت السياسة تتوخّى الإنجاز الفعليّ. فكيف وأنّ ما يضاعف الخلل في موازين القوى أنّ تعبير «كتلة منسجمة» في وصف «التغييريين» لا يزال تعبيراً تعوزه الدقّة.
وتصوّرٌ كهذا لا يعني «الإمحاء» في الأطراف «الأقلّ سوءاً»، أو الذيليّة حيالها، لكنّ أكثر ما يؤذي المناعة الذاتيّة هو خُوَّاف الاحتكاك بالأجسام الأخرى الذي لا يرافقه عادةً إلاّ خُوَّاف السياسة نفسها ورهبة «التلوّث» بها.
وهذا، في المقابل، لا يلغي مسؤوليّة القوى «الأقلّ سوءاً» المحسوبة على المتن العريض. فهي صادرة عن مواضٍ لا بدّ من مراجعتها، وعن طرق في القول والسلوك لا بدّ من تكييفها مع المستجدّات التي يعبّر عنها «التغييريّون»، وهي بالطبع آتية من تجارب تعاند، أو على الأقلّ تستغرب، العمل مع قوى غير طائفيّة، قوى لم تندرج قبلاً في حسابها وفي تصوّرها للسياسة. وأساسي هنا، ودائماً، اعتماد «الأقلّ سوءاً» مواقفَ أكثر جذريّة في الميادين الاجتماعيّة والاقتصاديّة، لا سيّما في مجالات مكافحة الفساد وقيم التزلّم والمحسوبيّة.
أمّا أن يبقى الحال على ما هو عليه فهذا وصفة لانتخاب رئيس جمهوريّة يجعل انتخاب رئيس المجلس قبل أيّام مناسبة للفرح وللتهليل.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان كي لا يبقى التغيير موقفاً أخلاقيّاً بحتاً لبنان كي لا يبقى التغيير موقفاً أخلاقيّاً بحتاً



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab