في أنّنا نعيش في عالم مسحور
فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي
أخر الأخبار

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

 العرب اليوم -

 في أنّنا نعيش في عالم مسحور

بقلم - حازم صاغية

في الحقبة التي طغت فيها اللغة القوميّة المشوبة بيساريّة ما، كان الكثير من البيانات والمُخاطَبات يبدأ بالعبارة التالية: «إنّ الهجمة الشرسة التي تتعرّض لها أمّتنا وشعبنا...». أي بلغة الحكايات الشعبيّة: جاء الذئب. الذئب هاجم علينا...
في الحقبة التي طغت فيها لغة الإسلام السياسيّ، وهي لا تزال مستمرّة، بتنا نحن من يهجم على الذئب. ذاك أنّ «زمن الهزائم ولّى»، وفق العبارة الشهيرة للأمين العام لـ«حزب الله» اللبنانيّ.
القاسم المشترك بين اللغتين، وهناك قواسم مشتركة كثيرة بين أصحابهما، أنّنا نلاعب ذئباً، نقول مرّةً إنّه سيهجم علينا ويصرعنا ثمّ لا يفعل، ونقول مرّة أخرى إنّنا نحن من سيهجم عليه ونصرعه لكنّنا لا نفعل.
قبل أشهر قليلة فقط، انفجرت بنا مقالات وتصريحات بالعشرات، بالمئات، بالآلاف، بعضها لسياسيّين وكتّاب وبعضها لصحافيّين أو أدباء، مدارها أنّنا نصرع الذئب.
في ما يلي عيّنات قليلة جدّاً عمّا نُشر وقيل يومذاك:
«... توحّدت فلسطين من جديد، وامّحت الحدود الجغرافيّة بين القدس والضفّة وغزّة والجليل والمثلّث والنقب والشتات».
«في المعركة التي تشهدها أرض فلسطين انطلاقاً من الأقصى وحيّ الشيخ جرّاح، إلى الضفّة الغربيّة والأراضي المغتصبة عام 1948، مروراً بغزّة التي تحوّلت رغم مساحتها المحدودة والحصار الخانق المفروض عليها منذ 15 عاماً إلى قاعدة صلبة لمقاومة متنامية ضدّ الاستعمار، نشهد بداية مرحلة جديدة تؤذن بأفول دولة الكيان وتبشّر باقتراب حلم التحرير».
«يحقّ للمقاومة والشعب في قطاع غزّة، ويحقّ لشباب فلسطين وجماهيرها داخل حدودها التاريخيّة، وفي كلّ بلدان اللجوء، أن يرسموا علامة النصر ويعلنوا النصر بعد وقف إطلاق النار بلا قيد أو شرط».
«هذا التأكيد على الانتصار لا يصدر عن وهم ولا مبالغة ولا رفعاً للمعنويات؛ وإنّما هو مستند إلى وقائع تجسّدت على الأرض وفي ميادين المواجهات طوال شهر رمضان المبارك وما بعده حتى اليوم (...) بهذا تحقّقت وحدة شعب فلسطين في الداخل الفلسطينيّ وفي الخارج، تجاوزاً وتحدّياً لكلّ ما قام به الاحتلال منذ نكبة 1948 من اقتلاع وتجزئة لفلسطين وشعبها».
«إنّ القدس بلا ريب باتت أقرب».
إنّ العدوّ الإسرائيليّ «في طريقه إلى الانهيار».
أقلّ من ستّة أشهر تفصلنا عن تلك الكلمات أعلاه، علماً بأنّ ستّة أيّام فقط كانت أكثر من كافية لتبيان ما فيها من تهافت. لكنّ الذين أعلنوا آنذاك تضامنهم وتأييدهم لأهل الشيخ جرّاح وقطاع غزّة وأراضي الـ48، من غير أن يقولوا إنّ إسرائيل في طريقها إلى الانهيار، أو إنّ فلسطين ستُبعث موحّدةً من جديد، حُسبوا أعضاء في معسكر الذئب، هاجماً كان أم مهجوماً عليه.
والحال أنّ من السهل دوماً ردّ كلام المتكلّمين أولئك إلى الإحباط والشعور العميق بالهزيمة، ومن السهل أيضاً تقدير عدم احترامهم عقول الناس الذين يخاطبونهم، أو التدليل على تأثّرهم العميق بطريقة في المخاطبة تحتقر المعرفة بقدر ما تحتقر الناس. ما هو أبعد من ذلك أنّ اللغة السياسيّة السائدة هذه تتحوّل، منذ مدّة لم تعد قصيرة، إلى طريقة حياة تتكاثر البراهين عليها. فنحن، مثلاً، ننتصر فيما الطائرات الإسرائيليّة توالي ضرباتها في سوريّا، وعلينا أن نقتنع بأنّ مصالح لبنان ليست مع دول الخليج بل مع إيران، وأنّ عهد ميشال عون «عهد قويّ». أمّا نظام بشّار الأسد فحقّق في السنوات القليلة الماضية عدداً من المكتسبات الباهرة لشعبه وبلده!
ولأنّ العيش في عالم مسحور يتطلّب التسليم بالسحر، فإنّ من يقول كلاماً مخالفاً لا ينتمي إلاّ إلى الشيطانيّ. ذاك أنّ تفتيت الثقة بالواقع وبالحقيقة يسير يداً بيد مع تفتيت الثقة بين كلّ مواطن وآخر. هكذا نعيش في عالم من صلصال ليس فيه شيء صلب، عالمٍ يعجّ بالعملاء والجواسيس والمعلومات المضلّلة والنوايا الشريرة التي تتربّص بنا.
في كوريا الشماليّة مثلاً يقال دحضاً لوقائع الحياة هناك أنّها أكاذيب كوريّة جنوبيّة. الاتّحاد السوفياتيّ ظلّ يردّ كلّ معلومة صائبة عنه إلى «فبركة السي أي آي» و«الدعايات المضلّلة للإعلام الرأسماليّ»، وهكذا استمرّ حتّى سقوطه.
هذا العيش في عالم مسحور أو عالم خياليّ، تهفو إلى مثله السينما، ليس بالشيء البريء. من يصدّق هذا النهج، ويدير ظهره إلى العالم الفعليّ، مواطن مثاليّ في نظام استبداديّ. إنّه عابدٌ مثاليّ لزعيم تتعادل عنده السياسة والسحر.
لقد كان خبراً كاذباً هجومُ الذئب علينا حين قيل أنّه هجم. وهو يبقى خبراً كاذباً حين يقال أنّنا نهجم على الذئب.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 في أنّنا نعيش في عالم مسحور  في أنّنا نعيش في عالم مسحور



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab