مستقبل «الحراك» اللبنانيّ ومستقبل لبنان

مستقبل «الحراك» اللبنانيّ ومستقبل لبنان

مستقبل «الحراك» اللبنانيّ ومستقبل لبنان

 العرب اليوم -

مستقبل «الحراك» اللبنانيّ ومستقبل لبنان

حازم صاغية

حتّى الآن أنجز «الحراك» الشبابيّ في لبنان أغراضاً أربعة على الأقلّ:

فهو، أوّلاً، أعلن أنّ قطاعاً يُعتدّ به من اللبنانيّين، أغلبهم صغار السنّ، خرج من القمقم. هؤلاء صاحوا، ثلاثاً ورباعاً، أنّ الكرامة والمصلحة كرامة الفرد ومصلحته، لا كرامة الطائفة ومصلحتها. وقد أسقطوا من حساباتهم، بالهتاف وبالسخرية، بالمقالة وعبر التواصل الاجتماعيّ، كلّ «كبير». فـ»دولة الرئيس» و»معالي الوزير»، وكذلك «سيّد المقاومة» و»الشهيد الذي علّم وعمّر»...، لغة أزلام وإعلام متزلّم، فضلاً عن تخلّفها الذي يشي ببُعد «الطبقة السياسيّة» عن العالم المعاصر. فحالات الاحتجاج المدنيّ والمدينيّ التي تُواجَه بالقمع وبالتشهير («زعران، مندسّون، شيوعيّون...») ليست سوى شهادة على الجهل بنيويورك ولندن وباريس التي يُدّعى الشبه «الحضاريّ» بها.

لقد انسحب القطاع الأصغر سنّاً والأنشط والأحدث والأشدّ تأهيلاً من لغة النظام، وها هو يتجرّأ على وصف أقطابه بما هم عليه، لا باللغة التي يقدّمون بها أنفسهم، ويقدّمهم الإعلام الرسميّ وشبه الرسميّ. وبافتضاح آلة الكذب الأبويّ تُرفع الكوابح والأثقال عن صدور مواطنين وأفراد أحرار.

وهو، ثانياً، أسّس للسياسيّ المكسور المُطالَب بالدفاع عن نفسه كموظّف عند الشعب، بدلاً من السياسيّ الديك. وقد تمانع الوقاحة المتأصّلة فيه فتحول دون إقراره بالواقع هذا، إلاّ أنّه لن يستطيع بعد اليوم أن يطرد ميلاً يحمله الهواء إلى احتقاره أو كرهه، أكان مصحوباً بأزلامه ومواكبه وسيّاراته «المُفيّمة» أم لم يكن.

وقدّم «الحراك»، ثالثاً، مشهداً طائفيّاً تعدّديّاً، تضطلع فيه النساء والشابّات بدور لا يقلّ عن دور الرجال والشبّان. وكانت المرّة الأخيرة التي رأينا فيها هذا المشهد يوم 14 آذار 2005. وفي هذه الغضون أصيب بشيء من الانحسار الكلام عن الطوائف وحقوقها وقضاياها.

وبثّ «الحراك»، رابعاً، الموضوع البيئيّ في الأجندة السياسيّة الفقيرة، والتي يرجّح أنّ رموزها «الكبار» لم يسمعوا ببروتوكول كيوتو، كي لا نذكر أسماء الأميركيّ ليستر براون أو الفرنسيّ رينيه ديمون...

ولقائل أن يقول إنّ معظم هذه المكاسب ينضوي في الرمزيّ والمعنويّ، فهي أقرب إلى موادّ أوّليّة يلزمها الكثير كي تراكم وتتراكم. ويقال أيضاً، وليس القائلون دائماً من المغرضين أو معادي «الحراك»، إنّه يفتقر إلى الأفق الإنجازيّ في الواقع. ذاك أنّه حتّى لو انضبط بأعلى درجات التجنّب للسياسة واقتصر على المطالب، فإنّ السياسة لن تتجنّبه عند لحظة معيّنة، وعندها تظهر الطوائف بكامل جلالها ومهابتها. وما يزيد الظهور الطائفيّ حدّةً وجود السلاح في يد إحدى الطوائف مقابل خوف الطوائف الأخرى، والاحتدام العنفيّ الذي تعيشه المنطقة حاليّاً، وغياب أيّ جسم سياسيّ وتنظيميّ كبير خارج تلك الطوائف، بعد تاريخ مديد من فشل المحاولات الطامحة إلى مغادرتها وعياً وسلوكاً ومصالح.

لكن أليست هذه الأسباب الوجيهة، والتي قد تحرم «الحراك» الأفق السياسيّ، هي نفسها التي تحرم لبنان كلّ أفق وتحشره في احتمالات سيّئة لا يُستثنى منها انهيار وحدته، وربّما فناء الكيان ذاته؟

فقد يكون شبّان «الحراك» إرميا لبنان، أو كاساندرا هذا النظام، ينذرون أهل البلد بما أنذرت به ابنة الملك الطروادي أهل مدينتها: سوف تنتهي خراباً وتُدكّ أسوارها.

arabstoday

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بدأت تشعر لاول مرة بأن ورقة لبنان بدأت تفلت من يدها

GMT 05:20 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الكتابة في كابوس

GMT 05:18 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان ليس «حزب الله»... وفلسطين ليست «حماس»!

GMT 05:17 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جرائم حوادث السير في شوارعنا

GMT 05:15 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نعم... وقت القرارات المؤلمة

GMT 05:14 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

حماية لبنان ليست في «القوّة»... أيّة «قوّة»

GMT 05:13 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مرّة أخرى... الحنين للملكية في ليبيا وغيرها

GMT 05:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل السنوار... هل يوقف الدمار؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل «الحراك» اللبنانيّ ومستقبل لبنان مستقبل «الحراك» اللبنانيّ ومستقبل لبنان



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
 العرب اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
 العرب اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 13:17 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 العرب اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 04:43 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الشاهنشاهية بعد 45 عامًا!

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 05:07 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ليبيا أضحت اثنتين

GMT 05:13 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مرّة أخرى... الحنين للملكية في ليبيا وغيرها

GMT 17:11 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب تونس يعلن إنهاء تعاقده مع فوزي البنزرتي بالتراضي

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كروس يرفض إقامة مباراة وداع خاصة له بعد اعتزال كرة القدم

GMT 19:21 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عملة "بيتكوين" تترجع بنسبة 2.13% مع ترقب نتائج أعمال الشركات

GMT 16:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 21:05 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نيوكاسل الإنكليزي يعلن تجديد عقد أنتوني جوردون

GMT 16:21 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار في الديكور والتدبير المنزلي لجعل المنزل أكثر راحة

GMT 21:10 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الترجي التونسي يطيح بمدربه البرتغالي كاردوزو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab