آخر نكات النظام السوري من عين العرب

آخر نكات النظام السوري من عين العرب

آخر نكات النظام السوري من عين العرب

 العرب اليوم -

آخر نكات النظام السوري من عين العرب

خيرالله خيرالله

ما الفارق بين ذبح الشعب السوري بالسيف أو الخنجر على طريقة 'داعش'، وبين البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام على المدن والبلدات السورية؟

لا يزال النظام السوري يؤمن بأنّ في استطاعته تمرير الشعارات المضحكة- المبكية على شعبه وإغراق الناس بهذه الشعارات، لعلّه يأتي يوم يمكن فيه أن يصدّقوها. هل يمكن أن يكون هناك غبيّ يصدّق ما يقوله النظام السوري عن “المقاومة” و”الممانعة”؟ عن أي “مقاومة” يتحدّث النظام؟ عن أيّ “ممانعة”؟

لا يستطيع هذا النظام الاعتراف بما حلّ بسوريا بسببه ولا بالواقع الجديد المتمثل في أنّ الشعب السوري يرفضه. يظنّ أن في استطاعته الكذب إلى يوم الكذب وأنّ الكذبة التي يطلقها يمكن أن تتحوّل حقيقة من شدّة تكرارها. الكذبة تظلّ كذبة، تماما مثلما أنّ الحقيقة تبقى حقيقة. الحقيقة الوحيدة في سوريا هي الثورة الشعبية التي لا يمكن إلّا أن تنتصر يوما، لا لشيء سوى لأنّها ثورة شعب يبحث عن كرامته…

هذا نظام يعيش في عالم آخر لا علاقة له بما يدور على أرض الواقع. ليس في استطاعته الوصول إلى مرحلة يعترف فيها بأنّ مسؤولية ما حل بالبلد يقع عليه أوّلا، وأنّ الألاعيب التي كان يمارسها في الماضي عفا عنها الزمن، وأنّ كلّ ما في الأمر أنّه صار تحت رحمة إيران، بل امتدادا لنفوذها في المنطقة لا أكثر.

من بين آخر النكات السمجة التي أطلقها النظام السوري، اعتراضه على سماح تركيا بمرور قوات كردية آتية من العراق إلى بلدة كوباني، أو عين العرب، السورية، بغية المساعدة في الدفاع عنها في وجه تنظيم “داعش” الذي يعتبر ابنا شرعيا للنظام السوري.

في الواقع، كانت النكتة الأخيرة للنظام السوري مجموعة نكات في نكتة واحدة. تحدّثت وزارة الخارجية التابعة للنظام عن “انتهاك سافر للسيادة السورية”. دخول أكراد عراقيين الأراضي السورية للدفاع عن كوباني وما بقي من أهلها “انتهاك سافر للسيادة”، في حين دخول مقاتلين شيعة من لبنان والعراق، وحتّى من أفغانستان، للدفاع عن النظام والمشاركة في ذبح الشعب السوري، على غرار ما تفعله “داعش” يندرج في سياق تعزيز للسيادة!

تحدّثت الخارجية السورية أيضا عن أن تركيا “كشفت نياتها ضد وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسلامتها”. هل تركيا وحدها الطرف الإقليمي غير المهتمّ بالمحافظة على وحدة الأراضي السورية؟ هل النظام نفسه مهتمّ بوحدة الأراضي وسلامتها؟

لو كان النظام مهتمّا بوحدة الأراضي السورية وسلامتها، لكان أقدم يوما على خطوة جدّية من أجل استعادة هضبة الجولان المحتلة، سلما أو حربا، أو عن طريق المقاومة طويلة النفس، بدل عمل كل شيء من أجل بقاء الهضبة محتلة منذ العام 1967، أي منذ كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع!

كذلك، لو كان النظام مهتما بالفعل بوحدة الأراضي السورية وسلامتها، لكان توقّف عن المتاجرة بالجولان والقضية الفلسطينية، ولكانت المقاومة للمحتل الإسرائيلي في الأراضي السورية وليس عبر جنوب لبنان الذي تدفق عليه المسلحون الفلسطينيون، من كلّ حدب وصوب، منذ أواخر الستينات بتشجيع من النظام السوري نفسه.

كان مطلوبا، في كلّ وقت، إبقاء هذا الجرح الذي اسمه جنوب لبنان مفتوحا إلى ما لا نهاية كي يكون هناك انتصار على لبنان بديلا من الانتصار على إسرائيل، ليس إلا. كان مطلوبا إبقاء جبهة الجنوب اللبناني مفتوحة كي يقول النظام السوري إنّه يقاوم إسرائيل… حتّى آخر لبناني وآخر فلسطيني.

من النكات المنبثقة عن النكتة الأساس المتمثّلة في الاعتراض على دخول أكراد عراقيين كوباني، عبر الأراضي التركية، اتهام الحكومة التركية بدعم “داعش”. قد يكون ذلك صحيحا، خصوصا أنّ هناك ألف اعتراض واعتراض على السياسة التي يتبعها الرئيس رجب طيب أردوغان الذي عمل منذ البداية على تفكيك سوريا. لم يتدخل أردوغان بالطريقة التي كان يفترض أن يتدخل بها للتخلص سريعا من نظام لم يعترض يوما على تفتيت سوريا. فمثلما أنّه يمكن اعتبار الحكومة التركية و”داعش” وجهين لعملة واحدة، فإنّ النظام السوري و”داعش” حليفان في كلّ شيء، بما في ذلك المشاركة في التخلّص من الشعب السوري بكلّ الطرق المتوفرة. ما الفارق بين ذبح الشعب السوري بالسيف أو الخنجر، على طريقة “داعش”، وبين البراميل المتفجّرة التي يلقيها النظام على المدن والبلدات والقرى السورية؟ هل السيف والخنجر أرحم من البرميل المتفجّر أو السلاح الكيميائي؟

كان في استطاعة النظام السوري توجيه لوم ما إلى تركيا، لو هاجم “داعش” لدى محاصرتها كوباني. كان تصديه لـ”داعش” كفيلا بتبرير الانتقاد الذي يوجهه لتركيا ولأردوغان اللذين قصّرا بدورهما في نجدة كوباني. فما لا يمكن تجاهله أن لتركيا حساباتها الكردية أيضا. ما كان لتركيا قبول نجدة الأكراد لكوباني وأهلها، وإن بشكل محدود، لولا الضغوط الدولية. اكتفت تركيا بنشر دباباتها في منطقة تشرف على كوباني، ربما من أجل التفرّج بطريقة أفضل على المجزرة التي تتعرّض لها هذه البلدة السورية!

ما يفوت النظام السوري أنّه جعل من البلد بلدا من دون حدود ولا سيادة. الحدود مع العراق زالت لمصلحة العلاقة القائمة بين السنّة في البلدين. الرابط السنّي صار أهمّ من الانتماء الوطني إلى سوريا أو العراق. بدأ كلّ شيء عندما استباح “حزب الله”، وهو ميليشيا مذهبية لبنانية بإمرة ايران، الحدود مع سوريا من أجل حماية قرى شيعية ومقامات دينية مثل الست زينب. لم يكن ذلك سوى تبريرات إيرانية تصبّ في حماية النظام السوري من منطلق أنّه نظام علوي أساسا. هذا كلّ ما في الأمر، والباقي تفاصيل ونكات وشعارات لم تعد تقوى على الصمود أمام الحقائق الجديدة في المنطقة.

في مقدّمة هذه الحقائق سقوط النظام السوري بعدما أدّى المهمة التي وجد من أجلها، أي تفكيك سوريا، بعد مساهمته في زرع كل أنواع الفتن في لبنان من أجل الخلاص منه. بدأ ذلك بتوريط الفلسطينيين في حرب على لبنان واللبنانيين لم يخرج منها البلد سالما، بل ما زال يعاني إلى الآن من النتائج التي ترتّبت عليها.

في ظل النظام السوري، لم تعد قرية كردية في سوريا تجد من ينجدها سوى الكردي الآخر. هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي بدأ يتشكّل، والذي يقف العرب عموما مكتوفي الأيدي أمامه وأمام نظام سوري لا يريد أخذ العلم بما يدور في محيطه… وحتّى في محيط دمشق نفسها.

arabstoday

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 06:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر نكات النظام السوري من عين العرب آخر نكات النظام السوري من عين العرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab