اخوان مصرهل هم أفضل من عبدالناصر

اخوان مصر....هل هم أفضل من عبدالناصر؟

اخوان مصر....هل هم أفضل من عبدالناصر؟

 العرب اليوم -

اخوان مصرهل هم أفضل من عبدالناصر

خيرالله خيرالله

ليس أمام مصر سوى تفادي التصعيد مع اثيوبيا بسبب سدّ "النهضة" الذي باشرت بناءه على نهر النيل. ربّما كان السدّ يلحق اذى كبيرا بمصر التي هي "هبة النيل". لكنّه يؤمل بكبار المسؤولين المصريين تفادي الكلام الكبير من جهة والتعلّم من تجارب الماضي من جهة أخرى. وهذا يعني في طبيعة الحال التفكير في العمق في موازين القوى السائدة بدل التحدث عن امكان توجيه ضربة عسكرية الى اثيوبيا أو عن أنّ "كل الخيارات مفتوحة" امام مصر، كما قال الرئيس محمّد مرسي. ليس صحيحا أنّ كل الخيارات مفتوحة أمام مصر وأن كل نقطة مياه تؤخذ من النيل ستعوّض بالدم المصري. لغة الدمّ لا تثير سوى الاشمئزاز. وليس صحيحا، عندما يتعلّق الامر بالسد، أن في استطاعة مصر الضغط عسكريا على اثيوبيا. فلدى مصر ما يكفي من المشاكل الداخلية والخارجية كي لا يكون هناك أي تفكير، او حتى تلميح الى ضربة عسكرية. ليس هناك من خيار أمام مصر الاخوان غير خيار التفاوض والسعي الى التفاهم مع اثيوبيا. لو كانت اثيوبيا ضعيفة، هل كانت حصلت على قرض صيني مقداره مليار دولار من أجل تمويل بناء السدّ؟ يفترض في هذه المشاكل دفع المسؤولين المصريين الحاليين، ما داموا يريدون تمييز نفسهم عن حكم العسكر، اعتماد العقلانية بديلا من الشعارات الطنانة التي لا تقدّم ولا تؤخر ولا تجيش الناس وراء حكم الاخوان المسلمين، الذين يبدو يوميا أنّهم لا يختلفون في شيء، باستثناء التزمت في المجال الاجتماعي، عن العسكر الذين استولوا على السلطة في العام 1952. وقتذاك، حصل انقلاب عسكري، سمّي "ثورة 23 يوليو" أسّس لسلسلة من الكوارث. كان في أساس هذه الكوارث الخلفية الريفية للضباط الذين قاموا بـ"الثورة". هذه الخلفية ليست عيبا، لكن العيب يكمن في الرغبة في الانتقام من المدينة بدل التعلّم من القيم السائدة فيها، اكان ذلك في القاهرة أو الاسكندرية أو السويس او الاسماعيلية أو المنصورة أو حلوان أو أسيوط او أسوان...أو اي مدينة مصرية أخرى. مارس العسكريون المصريون ما مارسه العسكر في العراق أو في سوريا او السودان أو ليبيا. قضوا على المدينة وقضوا على التعليم وكلّ قيم الحضارة والتقدّم واستعاضوا عنها بالانتصارات الوهمية والمتاجرة في الوقت ذاته بقضية فلسطين. ما يجمع بين حكم العسكر بشكل عام، على الرغم من بعض العقلانية في عهدي أنور السادات وحسني مبارك، والاخوان المسلمين حاليا هو رفض الاعتراف بموازين القوى على الارض. لم يعترف حكم العسكر بموازين القوى الاّ بعدما أكتشف أنو السادات انّ لا قدرة لدى مصر على حروب جديدة وأن حرب اكتوبر 1973 هي آخر الحروب التي يمكن أن تخوضها مصر مع اسرائيل. اكتشف خصوصا أن مصر لن تستطيع استرجاع الاراضي المحتلة في 1967 الاّ عن طريق المفوضات. وقد نجح في ذلك فعلا. ولم يكن أمام حسني مبارك سوى السير على خطى السادات وان على طريقته. المفارقة الآن، ان حكم الاخوان لا يمتلك من خيارات مع اسرائيل سوى تأكيد التزام بنود معاهدة السلام مع البلدين وذلك على الرغم من كلّ المزايدات التي تلجأ اليها حركة "حماس" بين الحين والآخر. مثلما يتحمل حكم الاخوان مسؤولياته في التعاطي مع اسرائيل، آخذا في الاعتبار موازين القوى القائمة، من المنطقي انسحاب ذلك على العلاقات مع اثيوبيا. انه الخيار الوحيد المتاح أمام مصر التي عليها الاعتراف بأن الحاجة أكثر من أي وقت الى حكم عصري يتجرّا على تسمية الأشياء بأسمائها. وهذا يعني في طبيعة الحال السعي اليوم قبل غد الى الدخول في مفاوضات جدّية مع اثيوبيا لمعالجة المشاكل التي يمكن أن تنجم عن سدّ "النهضة". قليل من التواضع المصري أكثر من ضروري هذه الايّام. يشمل التواضع الابتعاد عن النظرة الفوقية الى السودان الذي لم يتخذ، أقلّه الى الآن، موقفا مؤيدا لمصر في كلّ ما يتعلّق بالسد الاثيوبي. على العكس من ذلك، يبدو السودان متفهما لموقف اديس أبابا أكثر بكثير من موقف القاهرة. يمكن فهم التصعيد الذي لجأ اليه الاخوان المصريون في شأن كلّ ما له علاقة بالسد الاثيوبيّ. هناك حاجة لدى الاخوان للتغطية على عجزهم عن معالجة مشاكل مصر، بدءا بالسياحة وصولا الى البرامج التربوية والثقافة والحرية والعدالة، مرورا بالنمو السكّاني العشوائي والفوضى السائدة في سيناء، فضلا عن الأمن الفقود وانهيار هيبة الدولة. التصعيد مع اثيوبيا لا يحلّ أي مشكلة مصرية. انّه يكشف للاسف الشديد العجز المصري. يكشف خصوصا أن الهمّ الحقيقي للاخوان يتمثّل في الاستيلاء على السلطة والتحكّم بكلّ مفاصلها ولا شيء غير ذلك... والهرب المستمر الى الخارج لتجييش المواطنين وتعبئتهم خلف "قضية وطنية". لا دور لـ"القضية الوطنية" هنا سوى الهاء المواطن وجعله ينسى همومه اليومية. في النهاية، ان القضية الوطنية، أي قضية وطنية، تعني أوّل ما تعني الاهتمام برفاه المواطن وتفادي بيعه الوهم. الوهم حاليا يتمثّل في الترويج لحلّ عسكري مع اثيوبيا. لو كانت مصر قادرة على اللجوء الى حلول عسكرية من أي نوع كان، لماذا تبدو عاجزة حتى عن التعاطي مع العصابات الارهابية في سيناء وغزة والتي تعتدي على جنود مصريين؟ أين الذين قتلوا الجنود المصريين في آب- اغسطس الماضي؟ أين الذين خطفوا جنودا قبل أسابيع قليلة؟ مرّة اخرى، بعض التواضع الاخواني أكثر من ضروري. على الاخوان أن يتذكروا أن الوهم والابتعاد عن الواقع وفهم موازين القوى واستيعابها قاد جمال عبدالناصر الى هزيمة 1967. هل في استطاعة الاخوان أن يظهروا أنهم أفضل من ناصر...أم أنهم في الحقيقة أكثر تخلّفا منه؟ هل تكشف الايّام ان الانجاز الوحيد لجمال عبدالناصر كان في تصدّيه للاخوان المسلمين وتنظيمهم العنكبوتي وفكرهم الظلامي؟  

arabstoday

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 06:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اخوان مصرهل هم أفضل من عبدالناصر اخوان مصرهل هم أفضل من عبدالناصر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab