بعد استقالة حكومة حزب الله في لبنان

بعد استقالة حكومة "حزب الله" في لبنان...

بعد استقالة حكومة "حزب الله" في لبنان...

 العرب اليوم -

بعد استقالة حكومة حزب الله في لبنان

خيرالله خيرالله

ما الذي يمكن ان تعنيه استقالة حكومة "حزب الله" في لبنان؟ انها تعني أنّ رئيس مجلس الوزراء لم يعد قادرا حتى على المحافظة على ماء الوجه امام اهله في طرابلس. فنجيب ميقاتي ابن طرابلس اوّلا، وهو يريد زيارة مدينته وخدمة اهلها والاقامة فيها بين حين وآخر وان يكون موضع ترحيب فيها ونائبا يمثلها في مجلس النوّاب. ثم هو سنّي ولبناني وعربي، فضلا عن انه رجل اعمال ناجح لديه مصالح في الشرق الاوسط وخارجه. هناك سؤالان يطرحان نفسهما في ضوء استقالة الحكومة التي فرضها "حزب الله" على اللبنانيين بناء على طلب سوري- ايراني، قبل ان يسهّل عملية رحيلها. السؤال الاوّل كيف التخلص من  السوابق التي سعت هذه الحكومة الى تكريسها وتحويلها ثوابت لبنانية؟  اما السؤال الثاني فهو ماذا بعد الاستقالة وما الذي يريده "حزب الله" من الاستقالة؟ هل هدف الحزب  من وراء دفع ميقاتي الى الاستقالة الانفتاح على لبنان واللبنانيين، بمن في ذلك الشيعة الذين يعترضون على سلوكه، والسعي الى التصالح معهم بعيدا عن اثارة الغرائز المذهبية... ام ان لديه اجندة خاصة به واضحة كلّ الوضوح؟ هذه الاجندة هي في الاساس اجندة ايرانية، تتمثل في فرض نظام جديد على لبنان انطلاقا من نسف كلّ محاولة لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها؟ بالنسبة الى السوابق التي حاولت هذه الحكومة تكريسها وتحويلها الى ثوابت، هناك اوّلا التأكيد ان سلاح "حزب الله" الميليشيوي والمذهبي وجد ليبقى ولم يعد موضع نقاش. هذا السلاح هو للاستخدام الداخلي اوّلا واخيرا.  يستخدم لتدجين الطوائف اللبنانية كما حصل مع الدروز وزعيمهم وليد جنبلاط.  يستطيع السلاح حتى الاتيان برئيس الحكومة الذي يريده بدليل فرض نجيب ميقاتي رئيسا لمجلس الوزراء بعد منع اجراء الاستشارات النيابية في الموعد الذي حدده اصلا رئيس الجمهورية. للمرّة الاولى في لبنان، هناك حزب مذهبي يفرض على اللبنانيين رئيس الوزراء السنّي. بعد ذلك، يشكّل هذا الحزب حكومة لا علاقة لها من قريب او بعيد بشخص رئيس مجلس الوزراء، حكومة لا همّ لها سوى اذلال السنّة والمسيحيين بعد وضع الدروز تحت هاجس التهديد بتهجيرهم من قراهم ومناطقهم... يمكن الحديث عن سوابق اخرى سعى "حزب الله" الى فرضها على اللبنانيين بعدما شكّل لهم حكومتهم واختار توقيت رحيلها. من بين هذه الثوابت اقتناع اللبنانيين نهائيا بأن عليهم تناسي ان بلدهم بلد عربي يستقبل السياح العرب والاجانب، خصوصا اهل الخليج، على الرحب والسعة ويشعرهم بأنهم في بلدهم الثاني.  صار مطلوبا من لبنان ان يكون على شاكلة وزير خارجيته المعادي لكلّ ما هو عربي في المنطقة. صار على لبنان ان يعتبر نفسه مجرّد ملحق بالمحور الايراني- السوري ينفّذ التعليمات التي تصدر من طهران، على غرار ما هو حاصل في العراق حيث هناك حكومة على استعداد لتغيير مواقفها من النظام السوري بين ليلة وضحاها، لمجرّد ان ذلك مطلوب ايرانيا... من السوابق الاخرى التي سعى "حزب الله" فرضها عبر حكومته، تعوّد اللبنانيين على البؤس والذلّ، وان يكون ممثل المسيحيين في الحكم مجرد تابع للحزب. وهذا يعني ان يكون المسيحي الذي في الحكومة على شاكلة النائب ميشال عون الذي يمكن اعتباره في احسن الاحوال نسخة كاريكاتورية  للزعيم الايطالي الفاشي بنيتو موسوليني... الذي كان تابعا لهتلر. هذه هي  السوابق المطلوب ان تكون ثوابت في لبنان الجديد، اي لبنان المتخلّف، الذي يحكمه "حزب الله". في ضوء هذه الثوابت، يطرح السؤال الثاني نفسه: ماذا يريد "حزب الله" من استقالة حكومته؟  هناك متفائلون يقولون ان الحكومة المستقيلة ادّت الغرض من تشكيلها وأنّ هناك نية لدى "حزب الله" في التصالح مع اللبنانيين الآخرين وذلك في ضوء الحاجة الى حكومة وحدة وطنية يفرضها الاستحقاق السوري. فالنظام السوري في حال انهيار متقدمة ومسألة الرحيل عن دمشق ليست سوى مسألة وقت. وهذا يعني ان افضل ما يستطيع لبنان عمله هو تحصين نفسه داخليا والابتعاد قدر الامكان عن الاحتقان المذهبي، خصوصا الاحتقان السنّي- الشيعي. اوليس "حزب الله" جزءا من لبنان وهو في حاجة الى ملاذ في بلد يتسع لكل ابنائه؟ هل نصدّق المتفائلين الذين ما زالوا يراهنون على أن لدى "حزب الله" مصلحة في الانفتاح على اللبنانيين الاخرين والتخلي عن فكرة اذلال المسيحيين والسنّة والسعي الى الانتهاء من الاحتقان المذهبي؟  قد يكون ذلك واردا. لكنّ تجارب الماضي القريب توحي بأنّ الحزب لا يمكن ان يكون لبنانيا وان الاجندة التي يعمل بموجبها والتي قادته الى فرض الحكومة المستقيلة على اللبنانيين لم تتغيّر. اكثر من ذلك، صارت هذه الاجندة ضرورة ايرانية اكثر من أي وقت، لا لشيء سوى لأنّ النظام السوري انتهى عمليا وأنّ ايران لا يمكن ان تخسر لبنان ايضا. كلّ ما في الامر أنّ خطوة التخلص من الحكومة عن طريق منع رئيسها من التمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي، جزء لا يتجزّأ من الانقلاب المستمر الذي بدأ عمليا باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وقبل ذلك التمديد لاميل لحود على الرغم من صدور القرار 1559.  الهدف اقامة نظام مختلف في لبنان في اساسه المثالثة، بين السنّة والشيعة والمسيحيين، على ان يكون هناك نائب لرئيس الجمهورية يمتلك صلاحيات واضحة ذات طابع تنفيذي. الهدف وضع اليد على كلّ مفاصل الدولة والانتقال من الوصاية السورية- الايرانية، الى الوصاية الايرانية الخالصة.  المطلوب نسف الطائف من اساسه. تحقيق هذا الهدف اجندة بحدّ ذاتها. كلّ الوسائل التي تسمح بتحقيق هذا الهدف صالحة. كان تشكيل حكومة "حزب الله" برئاسة نجيب ميقاتي خطوة في هذا الاتجاه...كذلك استقالتها.  

arabstoday

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 06:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد استقالة حكومة حزب الله في لبنان بعد استقالة حكومة حزب الله في لبنان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab