تذكير اسرائيلي للنظام السوري بالدور المطلوب

تذكير اسرائيلي للنظام السوري بالدور المطلوب...

تذكير اسرائيلي للنظام السوري بالدور المطلوب...

 العرب اليوم -

تذكير اسرائيلي للنظام السوري بالدور المطلوب

خيرالله خيرالله

خلطت اسرائيل الاوراق في سوريا بعدما قصفت مواقع معيّنة في دمشق موفّرة تغطية للمجازر ذات الطابع المذهبي التي ارتكبها النظام في بانياس والمنطقة المحيطة بها. كذلك، وفرّت تغطية للحصار الذي يستهدف القصير القريبة من حمص والحدود اللبنانية، وهو حصار يشارك فيه بقوة "حزب الله" بناء على طلب مباشر من ايران. الظاهر أن كلّ ما تريده اسرائيل هو تشجيع النظام على متابعة حربه على الشعب السوري. انّها توجّه، عبر غاراتها على دمشق، رسالة فحواها أن المطلوب تدمير سوريا وأنّه ما دام النظام يفعل ذلك، لن يكون هناك أي تدخل لمصلحة الشعب السوري...أمّا في حال سعى الى الهرب الى خارج، فقد بات معروفا ما الذي ينتظره. بكلام أوضح، هناك رسالة اسرائيلية مضمونها أنه ليس مسموحا هذه المرّة هروب النظام السوري الى خارج كما كان يحصل في الماضي، خصوصا أنه خرّب كلّ ما يستطيع تخريبه في لبنان كما قتل من الفلسطينيين اكثر بكثير مما قتل الطرف الذي يحتل ارضهم. ثمة امران ملفتان. الاوّل أن اسرائيل ضمنت دعما اميركيا. تحظى كلّ خطوة تقدم عليها في سوريا بغطاء الرئيس باراك اوباما الذي لم يتردد في تأكيد أنه يتفهم الغارات التي تنفذها الطائرات الاسرائيلية مستهدفة الاراضي السورية. يتمثّل الامر الآخر الملفت في أنّ "حزب الله" استطاع، في غضون أيام قليلة تلت الاعلان رسميا عن أنه صار جزءا لا يتجزّأ من القوات الموالية للنظام، اعطاء طابع مذهبي فاقع، للمواجهة الدائرة على الارض السورية. هذه المواجهة هي في الاصل بين شعب يريد استعادة حريته وكرامته من جهة ونظام يعتبر سوريا، من جهة أخرى، مزرعة تابعة لطائفة معيّنة باتت تختصرها منذ العام 2000 عائلة الرئيس بشّار الاسد والمحيطين بها من الذين وضعوا نفسهم في خدمتها. وهؤلاء موجودون في سوريا وخارجها وبينهم، للاسف الشديد لبنانيون ايضا. تغيّرت طبيعة الصراع في سوريا بعدما تبيّن أنه سيكون طويلا وأن ايران طرف مباشر فيه عبر ميليشيا "حزب الله". ما لم يتغيّر هو رد النظام على هذا التغيّر. اعتاد النظام في الماضي الهرب الى خارج سوريا. فبعد حرب العام 1967، وكان لا يزال حافظ الاسد وزيرا للدفاع، هرب النظام الى الاردن حيث لعب دورا في تشجيع المسلحين الفلسطينيين على السعي الى قلب النظام الملكي والحلول مكانه. بعد 1970، وقبل ذلك بقليل، هرب النظام السوري الى لبنان وشجّع الفلسطينيين، عن طريق ارسال اسلحة اليهم والى غيرهم، كي يكونوا طرفا في حرب اهلية تؤدي الى تفتيت لبنان تمهيدا لوضعه تحت الوصاية السورية. وهذا ما حصل بالفعل على مراحل...وصولا الى تسليم الاداة المسمّاة ميشال عون قصر بعبدا ووزارة الدفاع للقوات السورية في خريف العام 1990. منذ ما قبل استيلاء حافظ الاسد على السلطة في سوريا وحصرها في شخصه وطائفته ثمّ في عائلته، كان هناك تصدير مستمرّ للازمة السورية الى خارج تحت شعار وهمي اسمه الدور الاقليمي لسوريا. كان هناك دائما ترحيب بهذا الدور ما دام يصبّ في مصلحة اسرائيل بطريقة او بأخرى. في حال كان مطلوبا اختصار ما آلت اليه اوضاع النظام السوري حاليا، فما يمكن قوله هو أنّ ليس ما يمنع الامعان في ذبح الشعب السوري. ولا مانع امام الاستعانة بـ"حزب الله" من اجل تنفيذ هذه المهمة، شرط التزام الخطوط الحمر الاسرائيلية. كلّ خروج عن الخطوط  مرفوض اسرائيليا واميركيا. الدليل على ذلك، ان المجازر ذات الطابع الطائفي والمذهبي على طول الساحل السوري وفي القصير وريف دمشق ومناطق سورية أخرى لم تلق أي استنكار اسرائيلي او اميركي أو أوروبي. لم تتحرّك اسرائيل، بغطاء اميركي، الاّ عندما اصبح الامر متعلقا بصواريخ يمكن أن يحصل عليها "حزب الله" من اجل توسيع دائرة الحرب السورية...لعلّ ذلك يفيد النظام في شيء! في الماضي، كان الدور السوري في لبنان مرحبا به في كلّ وقت ما دام يصبّ في خدمة اهداف واضحة من بينها على سبيل المثال وليس الحصر زجّ الفلسطينيين في آتون الحرب اللبنانية، ثم تكريس لبنان "ساحة" لحروب الآخرين على ارضه، وذلك بعد اجتياح العام 1982. يمكن الاتيان بمئات الامثلة عن الدور السوري المطلوب، اكان ذلك اردنيا او عراقيا او مصريا...او خليجيا، خصوصا بعد قيام علاقة خاصة بين دمشق وطهران. الآن، هناك مجال لدور واحد وحيد للنظام السوري. ارادت اسرائيل تذكير النظام بهذا الدور الذي يتمثّل في اثارة الغرائز المذهبية وجعلها تقضي على سوريا. ولذلك، لم يوجد من يدعم النظام السوري بعد الضربات الاسرائيلية سوى الاحزاب الطائفية في العراق والنظام الايراني والاخوان المسلمين في مصر، الذين يلعبون دورا مشبوها، والقيادة الروسية التي لا تريد التخلي عن سياستها الانتهازية المتميّزة بقصر النظر. أما التصريحات العربية الاخرى المستنكرة للغارة الاسرائيلية، فلم تكن سوى من نوع رفع العتب ليس الاّ. يبدو أن روسيا الاتحادية مصرة على عدم تعلّم شيء تجارب الاتحاد السوفياتي السعيد الذكر. اكثر من ذلك، تبدو مصرّة على تشجيع النظام السوري على ارتكاب اخطاء هي بمثابة كوارث، على غرار ما حصل عشية حرب الايام الستة في العام 1967. في كلّ الاحوال، يفترض أن يكون واضحا لدى ابناء الشعب السوري أن  كلّ ما يهمّ اسرائيل هو القضاء على سوريا. ما حصل اخيرا لم يكن سوى من زاوية لفت النظر، أي لفت نظر النظام السوري الى أن هناك مهمة مطلوب منه تنفيذها قبل أن يرحل وأن هذه المهمّة يجب أن تظل محصورة بالاراضي السورية...وبذبح السوريين!

arabstoday

GMT 06:31 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الملاذ

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وبقيت للأسد... زفرة

GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

هل «يتدمشق» الجولاني؟

GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الشرع والعقبة

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا: مخاوف مشروعة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

جهود بحثية عربية لدراسات الطاقة

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دمشق والسير عكس المتوقع

GMT 06:15 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

شرق أوسط جديد حقًّا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكير اسرائيلي للنظام السوري بالدور المطلوب تذكير اسرائيلي للنظام السوري بالدور المطلوب



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 العرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab