سوريا فضحت الجميع…
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

سوريا فضحت الجميع…

سوريا فضحت الجميع…

 العرب اليوم -

سوريا فضحت الجميع…

خيرالله خيرالله

الثورة في سوريا ثورة حقيقية. هناك شعب طفح به الكيل. لم يعد يسأل عن شيء بعدما انقطعت به كل سبل الحياة وفقد الأمل في مستقبل أفضل يُسمح له فيه باستعادة بعض من كرامته المهدورة. لهذه الأسباب وليس لغيره، كشفت سوريا الجميع، بل فضحت الجميع. لأنّها كشفت الجميع وفضحتهم، تستحقّ سوريا، بشعبها أوّلا، كلّ شكر على ذلك.

بات يمكن الآن قول “شكرا سوريا” من دون خجل أو وجل وليس لتغطية الجرائم التي ارتكبها النظام العلوي في حقّ لبنان واللبنانيين، على غرار ما فعل الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله في الثامن من مارس 2005. وقتذاك، شكر حسن نصرالله سوريا بعد أقلّ من شهر من اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

هل كان الأمين العام لـ”حزب الله” يشكر النظام السوري على تغطيته اغتيال رفيق الحريري، أم كان يشكر النظام على دخوله تلك اللعبة الخطيرة التي أدّت إلى خروج الجيش السوري من لبنان؟

كان خروج العسكر السوري من لبنان فرصة لا تعوّض لإيران كي تملأ، عبر الميليشيا المذهبية التي تتحكّم بها في لبنان، الفراغ العسكري والأمني في البلد، وتسعى في الوقت ذاته إلى الحلول مكان الوصاية السورية على الوطن الصغير.

فضحت سوريا أوّل ما فضحت بشار الأسد والنظام الذي يرمز إليه والذي عمره يبدأ من العام 1970 حين احتكر والده السلطة واستخدم البعث كي يصبح أوّل رئيس علوي للبلد. الرئاسة في سوريا حقّ من حقوق أي مواطن سوري مسلم. لكن ليس مقبولا فرض شرعية عن طريق انقلاب عسكري، وعن طريق الطائفية والمذهبية والأجهزة الأمنية.

ما أكّدته ثورة الشعب السوري أن لا شرعية للنظام مهما تلطى بحزب البعث الذي هو في الأصل حزب علماني. كان يمكن لشعارات البعث أن تكون جذّابة لو لم يتبيّن أنّه لا يبقى، في أحزاب فارغة من هذا النوع، سوى المتخلفين. هؤلاء يعتقدون أن في استطاعتهم التغلّب على منطق التاريخ عن طريق استخدام شعار “العروبة” أو “الممانعة”، وكلّ ما له علاقة بمواجهة إسرائيل. تبيّن أيضا أن البعثي، الذي يبقى بعثيا، لا علاقة له بأي شيء حضاري في هذا العالم وأنّه ليس سوى أحد دعاة حلف الأقليات الذي لا مستقبل له في الشرق الأوسط، اللهمّ إلّا اذا كان المطلوب تفتيت المنطقة وجعلها دويلات طائفية ومذهبية تدور في الفلكيْن الإسرائيلي والإيراني.

فضحت سوريا “حزب الله” أيضا ومدى ارتباطه بالنظام العلوي السوري من زاوية محض إيرانية. كشفت أن “حزب الله” مرتبط بإيران إلى درجة أنّه كان كافيا أن تأتي تعليمات “المرشد” بالمشاركة في الحرب التي يشنّها النظام على شعبه، حتّى غرق الحزب، الذي يفترض أنّه لبناني، في الرمال المتحركة السورية. لا مجال لأيّ أخذ ورد في شأن “الكلفة” عندما يتّخذ علي خامنئي قراره. لا يعود أمام الحزب سوى التزام قرار “المرشد” بغض النظر عمّا إذا كان هذا الالتزام يعني خرق ما يقي من سيادة للدولة اللبنانية والحدود الدولية لهذه الدولة. العامل المذهبي يتقدّم، من وجهة نظر “حزب الله”وأمينه العام السيّد حسن نصرالله على كلّ ما عداه، بما في ذلك الحدود اللبنانية ومصير مئات الشباب.

نعم، فضحت سوريا الجميع. كشفت القدرة التركية المحدودة على التدخل وحجم المشاكل التي يواجهها الرئيس رجب طيب أردوغان في الداخل التركي، خصوصا مع الأكراد.

كشفت سوريا حقيقة النظام الجديد في العراق الذي فرضته الدبابة الأميركية. ظهر بوضوح أن الحكومة المركزية في بغداد لا تزال تحت الهيمنة الإيرانية وأن لا فارق كبيرا بين نوري المالكي وحيدر العبادي، حتّى لو كان رئيس الوزراء الحالي يمتلك كلّ النيات الحسنة. مركز القرار في بغداد لا يزال في يد الميليشيات المذهبية الموالية لإيران والتي حاربت معها ضدّ العراقيين بين العامين 1980 و1988.

لكنّ أهمّ ما فضحته سوريا هو حدود الدور الإيراني، بالتعاون مع “حزب الله” أو من دونه. تستطيع إيران بفضل تدخلها المباشر وأدواتها اللبنانية والعراقية والأفغانية، أي الميليشيات المذهبية التي تستخدمها لدعم النظام، المشاركة في تقسيم سوريا. لكنّ إيران لا تستطيع تحويل كلّ سوريا مستعمرة، كما حاولت، وما زالت تحاول، أن تفعل في العراق واليمن والبحرين.

كان العجز الإيراني، الذي لم يبدّله الاتفاق في شأن الملف النووي مع “الشيطان الأكبر”، وراء الاضطرار إلى الاستنجاد بالدبّ الروسي الذي لديه مصالح خاصة به في سوريا. في مقدّمة هذه المصالح الغاز السوري. الأمر لا يقتصر على كميّات الغاز الموجودة في سوريا، وهي كمّيات كبيرة، بل يشمل أيضا منع أن تكون الأراضي السورية ممرّا للغاز الخليجي الذي يمكن أن يصل إلى أوروبا.

فرض العجز الإيراني الاستعانة بالقوّة العسكرية الروسية التي لا يمكن أن تنقذ رأس بشّار الأسد ونظامه المتهاوي. لعب هذا النظام دورا محوريا في تمدّد “داعش” التي يدّعي الروسي محاربته، في حين أن حربه الحقيقية هي على الشعب السوري.

إذا كان من حسنة للتدخل الروسي المباشر، الذي يتمّ بالتنسيق الكامل مع إيران وإسرائيل، فهو أنه أثبت أن النظام انتهى. انتهى النظام من جهة، وظهر أن العلويين ليسوا مغرمين بدعوات التشيّع الإيرانية من جهة أخرى. يفضّل العلويون الروس على الإيرانيين في مناطقهم.

فوق ذلك كلّه، كشفت سوريا العجز الأوروبي. أوروبا لم تعد لاعبا في الشرق الأوسط لا أكثر ولا أقلّ، خصوصا في غياب الإستراتيجية الأميركية وزيف مثاليات إدارة باراك أوباما. يعبّر عن هذا الغياب الكلام الكثير الصادر عن رجال الإدارة الأميركية الذي يظلّ كلاما بكلام.

ما الذي تريده الإدارة الأميركية في سوريا؟ لا جواب عن ذلك. هل هي مع التدخل الروسي أم لا؟ لا جواب أيضا.

هل كشفت سوريا أن الشرق الأوسط لم يعد همّا أميركيا أساسيا؟ ربّما كان ذلك الجواب المعقول، أقلّه في ما يخصّ الأشهر الـ14 المتبقية من ولاية أوباما الذي اختزل المنطقة ومشاكلها وأزماتها بالملفّ النووي الإيراني.

يتجاهل الرئيس الأميركي أن حربا حقيقية تدور حاليا في غير مكان، في سوريا تحديدا، وأن التدخل الروسي الوقح لن تكون له من نتائج سوى إطالة هذه الحرب إلى ما لا نهاية… مع انعكاسات في غاية السلبية على بلد صغير مثل لبنان تحاول إيران تغيير طبيعة نظامه وتركيبته السكانية، وتغيير طبيعة المجتمع الشيعي المعروف بانفتاحه وطليعيته على غرار ما تفعل في سوريا.

arabstoday

GMT 23:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

العمدة شلتوت!

GMT 23:42 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرورو!

GMT 23:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

إنهم لا يُصدِقون

GMT 23:35 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإعلام والدمار الشامل

GMT 07:01 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مقاهي الأنس

GMT 06:59 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

«بلا فلسفة»!

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 06:35 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار... وشرط صموده

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا فضحت الجميع… سوريا فضحت الجميع…



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab