ما يفهمه اللبنانيون والعرب من خطاب نصرالله

ما يفهمه اللبنانيون والعرب من خطاب نصرالله...

ما يفهمه اللبنانيون والعرب من خطاب نصرالله...

 العرب اليوم -

ما يفهمه اللبنانيون والعرب من خطاب نصرالله

خيرالله خيرالله

أكّد الخطاب الاخير للسيّد حسن نصرالله، الامين العام لـ"حزب الله" الايراني ذي العناصر اللبنانية، أن خطورة زجّ الحزب  بمقاتليه في أتون الصراع السوري لا تقتصر على لبنان وحده. تنسحب هذه الخطورة ايضا على المنطقة كلّها بما فيها سوريا، خصوصا في ضوء ما شهدناه وما نزال نشهده لدى الجار العراقي. هناك محاولة واضحة لاعطاء الصراع على سوريا طابعا مذهبيا فاقعا. الاكيد أن شعارات من نوع "الممانعة" و"المقاومة" لا تغطي ما يرتكبه "حزب الله" بناء على طلب مباشر من ايران. تكمن مشكلة نصرالله في أنّه لم يتمكن من ايجاد مثل هذه التغطية على الرغم من ذهابه بعيدا في الاستعانة بكلّ ما يمت لفلسطين بصلة. كلّ ما يفهمه السوري واللبناني والعراقي والخليجي، عموما، هو أن حزبا مذهبيا تابعا لايران، أقام دويلة له في لبنان، ارسل عناصره اللبنانية الى الاراضي السورية لنصرة نظام طائفي أقلّوي يحكم سوريا منذ ما يزيد على اربعة عقود بالحديد والنار. هذا كلّ ما في الامر. ما يفهمه أيضا أيّ عربي يعرف الف باء السياسة أنّ ايران قررت الغاء الدولة اللبنانية واعتبار لبنان مجرد "ساحة" أو نقطة انطلاق لتنفيذ سياسات معيّنة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالشعب اللبناني ومصالحه. هناك خوف ايراني على النظام الطائفي في سوريا، ولذلك كان لا بدّ من توفير كلّ دعم ممكن له من لبنان والعراق وايران نفسها وحتى عن طريق اسلحة تشترى من من موسكو التي لا يهمها عدد السوريين الابرياء الذين يقتلون يوميا. ما نشهده في سوريا اليوم، بدليل ما خرج به نصرالله في خطابه، هو مرحلة اخيرة من عملية بدأت في العام 1966 استهدفت في نهاية المطاف تغيير طبيعة المجتمع السوري. شارفت هذه العملية على نهايتها بعدما صرنا في الفصل الاخير منها. تبيّن أن هذا الفصل يتطلب أيضا، في الجانب اللبناني منه، تغيير طبيعة المجتمع اللبناني والموقف التقليدي للبنان مما يدور حوله وحتى تغيير الحدود الجغرافية للوطن الصغير عبر ربط مناطق سيطرة "حزب الله" في البقاع اللبناني بمناطق سورية مطلوب أن تجري فيها عملية تطهير عرقي تشمل تهجر سكّانها السنّة. كذلك، يتطلب هذا الفصل دعما مستمرّا للنظام السوري ان عن طريق ايران أو عبر ميليشيات مذهبية عراقية ومساعدات مالية من حكومة بغداد. يحصل ذلك للأسف الشديد بغطاء توفّره روسيا التي يبدو همّها محصورا في كيفية ابقاء الشرق الاوسط في حال من التوتّر واللاتوازن. في العام 1966، يوم الثالث والعشرين من شباط- فبراير تحديدا، كان الفصل الاوّل. يومذاك، باشر الضباط العلويون في احكام سيطرتهم على المؤسسات الامنية وعلى القوات المسلحة السورية. قضت الخطوة الاولى في هذا المسار بالعمل على التخلص من الجناح المدني في حزب البعث الذي نفّذ انقلاب الثامن من آذار-مارس 1963 بحجة رفضه الانفصال عن مصر. استهدف هذا الانقلاب قطع الطريق على عودة بورجوازية المدن السورية، أي العائلات الكبيرة، الى حكم سوريا. منذ 1966، التي أسست لهزيمة 1967، ثم لانفراد حافظ الاسد بالسلطة في 1970، استطاع النظام، بفضل الطائفة، حتى السنة 2000، ثم العائلة والطائفة في عهد بشّار الاسد، احكام قبضته على سوريا...وحتى على لبنان في مرحلة ما استمرّت حتى العام 2005. أجرى النظام السوري كلّ الحسابات الممكنة. وأقام كل التحالفات التي تسمح له بالسيطرة الكاملة على البلد. لعلّ أهم ما فعله هو اغلاق جبهة الجولان المحتلّ وابقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة. لم تكن اسرائيل، حتى العام 2006، ضدّ هذه المعادلة. فاسرائيل أصرّت، لدى وضع "خطوط حمر" لدخول القوات السورية الى لبنان في العام 1976، على بقاء الجنوب اللبناني تحت سيطرة "المسلحين الفلسطينيين" التابعين لمنظمة التحرير بحجة أنها في حاجة الى "مناوشات معهم بين بين وآخر". ما فاجأ النظام السوري ومعه  كلّ حلفائه بدءا بايران هو الشعب السوري. تبيّن أن عملية ترويض هذا الشعب، التي استمرّت ما يزيد على اربعة عقود، باءت بالفشل. هذا ما لم يستوعبه الامين العام لـ"حزب الله" الذي يرفض الاعتراف بأنه زجّ شبانا لبنانيين في معركة ذات طابع مذهبي مع شعب يريد استعادة حريته وكرامته ليس الاّ. ما دخول "حزب الله" ومن خلفه ايران على خطّ المشاركة المباشرة والمعلنة في المعارك الدائرة في الاراضي السورية سوى دليل على هذا الفشل. أكثر من ذلك، انّه دليل على العجز عن التمييز بين نظام انتهى وشعب يقوم بثورة. لم يعد السؤال مرتبطا بمستقبل النظام السوري. النظام صار من الماضي. اضطرار "حزب الله" لاعلان مشاركته في القتال يؤكّد ذلك. السؤال الحقيقي ما الذي سيترتب على المشاركة الايرانية عن طريق ميليشيا مذهبية عناصرها لبنانية على الوضع الاقليمي برمته. هل من حاجة بعد الآن الى تأكيد ما صار معلومات عامة عن أن كلّ شيء تغيّر في الشرق الاوسط وأن ما يهدد المنطقة الممتدة من العراق الى لبنان مرورا بسوريا، صار النزاع ذا الطابع المذهبي أكثر من أي شيء آخر؟ ما فعلته ايران، عن طريق "حزب الله" هو تأجيج لنزاع لا يزال في بدايته ضرب العراق ثم سوريا وها هو يضرب لبنان. كلّ ما يمكن قوله أن ايران اقدمت على مخاطرة كبيرة. هل يستأهل الدفاع عن النظام السوري الساقط مثل هذه المخاطرة التي لا يمكن الاّ أن تصب للاسف الشديد في مصلحة اسرائيل؟

arabstoday

GMT 08:34 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

عصر “مقاومة ترامب”!

GMT 08:31 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

سيكون على إيران القبول بحكومة نوّاف سلام!

GMT 08:28 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

لا التأجيج ولا التحشيد ولا التخويف

GMT 02:27 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

بدل مشروع مارشال

GMT 02:14 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

غزة... الريفييرا و«الدحديرة»!

GMT 02:01 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

عِظة ترمب... وانفجاراتنا

GMT 01:59 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

وفاة آغاخان إمام النزارية

GMT 01:55 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

أحد أشكال الوعي اللبناني الأردأ...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يفهمه اللبنانيون والعرب من خطاب نصرالله ما يفهمه اللبنانيون والعرب من خطاب نصرالله



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:42 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"
 العرب اليوم - شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"

GMT 02:14 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

غزة... الريفييرا و«الدحديرة»!

GMT 08:31 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

سيكون على إيران القبول بحكومة نوّاف سلام!

GMT 16:16 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

60 شاحنة إغاثية سعودية تنطلق إلى سوريا

GMT 15:13 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

حصيلة شهداء الحرب على غزة تتجاوز 48 ألفا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab