الصراع على عدن وأحداث 1986
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الصراع على عدن.. وأحداث 1986

الصراع على عدن.. وأحداث 1986

 العرب اليوم -

الصراع على عدن وأحداث 1986

بقلم - خير الله خير الله

لم يبدأ الصراع على عدن أمس ولن ينتهي غدا. ليس طبيعيا التساؤل من يسيطر على عدن في الوقت الحاضر. الطبيعي أن تكون السيطرة على عاصمة الجنوب اليمني، ذات التاريخ العريق، للقوى التي لديها علاقة بعدن نفسها وطموحات أهلها والمحافظات المحيطة بها والقريبة منها مثل لحج والضالع.

لا يمكن السيطرة على عدن عبر قوى لا علاقة لها أصلا بالمدينة، بل تريد استخدامها قاعدة لها في خدمة مشروع سياسي غير قابل للتحقيق. يقوم هذا المشروع على استعادة الوحدة اليمنية انطلاقا من عاصمة الجنوب اليمني. ليس طبيعيا أن تكون السيطرة على عدن من شخص ليس لديه وجود في المحافظة التي ينتمي إليها، وهي محافظة أبين التي تقع على مسافة قريبة من عدن أيضا. ما نشهده اليوم في عدن هو استمرار لما حصل في الثالث عشر من كانون الثاني – يناير 1986 لا أكثر.

وقتذاك انتصرت قوى معينة في عدن، من منطلق مناطقي وقبلي قبل أي شيء آخر. بكلام أوضح انتصر عسكريو لحج والضالع على عسكريي أبين وشبوة الذين كانوا يسيطرون على البحرية وسلاح الجوّ. حسم المعركة الضابط هيثم قاسم طاهر، وكان من الضالع، وذلك بواسطة الدبابات التي كانت في إمرته ورجّح كفة الفريق المعادي لعلي ناصر محمّد.

ليس طبيعيا، بعد اثنين وثلاثين عاما على إزاحة علي ناصر محمّد، وهو من أبين، من موقع رئيس الدولة والأمين العام للحزب الاشتراكي الحـاكم، أن ينتصر في عـدن ضابط من الذين كانوا موالين له. عرفت جماعة علي ناصر محمّد التي خسرت السلطة في العام 1986 بتسمية “الزمرة”. كان عبدربّه منصور هادي الذي أصبح رئيسا موقتا في العام 2012، كما كان قبل ذلك نائبا للرئيس في عهد علي عبدالله صالح، من المنتمين إلى “الزمرة”. كان أيضا بين الذين لجأوا إلى صنعاء بعد “أحداث 13 يناير” التي اعتُبرت نقطة تحوّل على الصعيد اليمني ككلّ.

لم تكن تلك الأحداث، التي لم يستطع الاتحاد السوفياتي احتواءها، إشارة إلى انتهاء النظام في اليمن الجنوبي فحسب، بل مهّدت أيضا للوحدة اليمنية التي تحقّقت في الثاني والعشرين من أيار – مايو 1990.

في الثالث عشر من كانون الثاني – يناير 1986، انتصر خصوم علي ناصر محمد بعد مواجهات ذات طابع دموي سقط فيها ما يزيد على عشرة آلاف قتيل. لا أرقام دقيقة عن حصيلة تلك المعارك، لكن الثابت أنها كانت حربا أهلية تواجهت فيها محافظات مع محافظات أخرى. اضطر المنتصرون في تلك المواجهة، من عسكريي لحج والضالع، إلى الاستعانة بشخصيات مدنية من حضرموت لتشكيل غطاء لهم بعد تحقيق انتصار عسكري على “الزمرة”. كانت أبرز شخصيتين في تلك المرحلة علي سالم البيض الذي تولى الأمانة للحزب الاشتراكي الحاكم وحيدر أبوبكر العطاس الذي أصبح رئيسا للدولة. وكان هذان الموقعان في يد علي ناصر محمد قبل إزاحته نتيجة صراع دموي حاول خلاله التخلص من خصومه، فقتل، عبر مرافقه حسان، أربع شخصيات أساسية منهم. قُتل عبدالفتاح إسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شايع. لم يوفق في التخلص من الآخرين الذين أصبحوا في الواجهة، خصوصا بعد الوحدة التي استمرت عمليا أربع سنوات.

عاد اليمن كله، في ضوء رغبة الحزب الاشتراكي بالعودة عن الوحدة في العام 1994، إلى نظام يتحكّم به علي عبدالله صالح من دون شراكة جنوبية تذكر. لم يكن عبدربّه منصور هادي الذي أصبح نائبا للرئيس سوى جزء من الديكور ليس إلا.

لا ضرورة لاستعادة كل الأحداث التي شهدها اليمن بشطريْه الشمالي والجنوبي منذ العام 1986. لكنّ ما لا مفرّ من الاعتراف به حاليا أن الرغبة لدى أكثرية الجنوبيين هي في الانفصال ولا شيء آخر. يعبّر “المجلس الانتقالي” عن هذه الرغبة. ما الذي يعنيه الانفصال؟ هذا موضوع آخر.

الأكيد أن لا مجال لإعادة الحياة إلى “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي كانت قائمة قبل الوحدة. وهذا يعني في طبيعة الحال أن لا مجال للعودة إلى بلد مستقل اسمه اليمن الجنوبي. لم يعد هناك ما يربط حضرموت من جهة بعدن أو بلحج والضالع من جهة أخرى. يمكن ربط حضرموت بشبوة في المستقبل. كما يمكن ربط عدن بمدينة مثل تعز تعتبر عاصمة الوسط اليمني ذي الكثافة السكّانية الكبيرة والأكثرية الشافعية.

منذ ما قبل اغتيال الحوثيين لعلي عبدالله صالح، قبل شهرين، هناك واقع جديد في اليمن. هناك “شرعية” لم تعرف كيف تتعاطى مع هذا الواقع وهناك قوى شعبية حقيقية في الجنوب. تضمّ هذه القوى الشعبية قسما من أهالي أبين أيضا. تحاول هذه القوى التكيف مع حال التشظي التي يعاني منها بلد لم يعد فيه مركز يمكن أن تدار شؤون الدولة الموحدة منه. كان علي عبدالله صالح أول رئيس لليمن الموحد وآخر رئيس له.

هذا هو الواقع اليمني الآن. شكلت الوحدة في مرحلة معينة ضرورة، خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يسيطر على الجنوب إبان الحرب الباردة. حفظت الجنوب وساعدت في تفادي حروب بينه وبين الشمال. من المنطقي حاليا أن يبحث أهل كل منطقة في اليمن عن الصيغة التي تناسبهم. لم يعد مقبولا أن يعيش أهل عدن في ظـل فوضى مستمرة بحجة أن المدينة صارت عاصمة “الشرعية” في حين ليس لدى هـذه الشرعية ما يكفي من الشجاعة للإقامة في عدن والاهتمام بشؤون أهلها.

هل على أهل عدن والمناطق المحيطة بها انتظار تحرير صنعاء من الحوثيين كي يسمح لهم بالتفكير في كيفية استعادة التيّار الكهربائي؟

ليس معروفا بعد كيف ستنتهي الأمور في عدن، لكن من حق أهلها، في الوقت الذي يتراجع فيه الحوثيون في تعز، وفيما يتعرض هؤلاء لمزيد من الضغوط في صعدة، التفكير في أنفسهم أولا. عليهم التفكير في موقعهم على الخريطة الجديدة لليمن، وهي خريطة لن ترسم قبل حسم معركة صنعاء التي يبدو أنّها ستكون طويلة. هل على أهل عدن وما حولها وعلى الساكنين فيها وفي المحافظات القريبة انتظار نتائج معركة صنعاء كي ينعموا بحد أدنى من الأمن والخدمات العامة؟

لا شرعية لـ”الشرعية” في عدن. هذا عائد إلى أسباب تاريخية أولا. الشرعية الوحيدة هي لمن يستطيع الاستجابة لمطالب المواطنين وإبعاد عدن عن مزيد من العذابات في انتظار اليوم الذي قد يأتي أو لا يأتي… يوم تتبلور فيه صيغة جديدة لبلد تشظى لم يعد فيه مركز تدار منه شؤونه.

المصدر : جريدة العرب

arabstoday

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 04:35 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 03:26 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع على عدن وأحداث 1986 الصراع على عدن وأحداث 1986



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab