وصية سمير فرنجية
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

وصية سمير فرنجية

وصية سمير فرنجية

 العرب اليوم -

وصية سمير فرنجية

بقلم : خير الله خير الله

لم يكن سمير فرنجية ذلك الاستثنائي المتقد ذكاء ومعرفة في شؤون لبنان والعالم العربي فحسب، كان أيضا وقبل كلّ شيء ذلك الإنسان المرهف الحسّ الذي لم يفرّق يوما بين لبناني وآخر، بين مسلم ومسيحي وبين غنيّ وفقير. كان سمير فرنجية في كلّ وقت صادقا مع نفسه، خصوصا في احتقاره للأغبياء، رافضا في الوقت ذاته استغلال موقعه كابن عائلة نافذة في الشمال اللبناني من أجل منصب، أيّا يكن هذا المنصب.

على خلاف معظم الزعماء المسيحيين وغير المسيحيين في لبنان، لم يبع نفسه للشيطان، وما أكثر الشياطين الذين مرّوا على لبنان في حياة سمير فرنجية الذي انطفأ يوم الاثنين الماضي في بيروت في الحادي عشر من نيسان ـ أبريل قبل يومين من ذكرى الثالث عشر من نيسان 1975 يوم اندلاع الحرب اللبنانية. كان بين القلائل الذين فهموا معنى تلك الحرب التي لعب المسلّحون الفلسطينيون، بدفع من النظام السوري، دورا محوريا فيها من جهة، وخطورة قيام الميليشيات الطائفية والخطف على الهوية من جهة أخرى.

كلام كثير قيل في سمير فرنجية. قيل هذا الكلام في حياته وقيل بعد موته الذي لم يكن مفاجئا. لم ييأس سمير فرنجية يوما، على الرغم من معرفته العميقة في شؤون لبنان وما يدور حول لبنان. قرّر أن يستريح، هو الذي كان يستعيد بين فترة وأخرى حيويته من محبّة الأصدقاء وما أكثرهم، من ميشال حاجي جورجيو وساندرا نجيم إلى يوسف الزين ومحمّد مطر وكثيرين غيرهم.

في الإمكان الإتيان على ذكر عشرات الأصدقاء الذين عرفوا سمير فرنجية باكرا، مثل الكاتب والمؤرّخ الفذّ أمين معلوف الذي بدأ حياته يساريا، وانتهى رجلا واقعيا وشاهدا على انهيار الشرق ومدنه، وبيروت بالذات. لكنّ سمير فرنجية يظلّ في نظر الذين عرفوه منذ مطلع سبعينات القرن الماضي ذلك الإنسان المثقّف القادر على التطوّر في استمرار والتعلّم من الحياة. هذه القدرة على التطوّر كانت محطّ إعجاب سمير فرنجية في شخص جورج نقّاش مؤسس جريدة "لوريان" التي عمل فيها في مطلع حياته الصحافية.

كان هناك إعجاب لدى سمير فرنجية بجورج نقّاش الذي كتب مقاله الشهير “سلبيتان لا تصنعان أمّة”، ناعيا فيه لبنان بمسلميه ومسيحييه الذين لم يتمكنوا من الاتفاق يوما على مفهوم للوطن الواحد. نشر المقال في العاشر من آذار – مارس 1949 وكلّف جورج نقّاش ثلاثة أشهر في السجن. لم يحل ذلك دون أن يصبح جورج نقّاش، لاحقا، وزيرا ثلاث مرات وأن يكون سفيرا لبلده في باريس قبل أن يُدمج “لوريان” بجريدة “لو جور” في العام 1971 في عملية تفتّقت عنها عبقرية غسان تويني.

من خلال جورج نقّاش، شاهد سمير فرنجية الانتقال من اليمين إلى الاعتدال والوسطية اللذين كانت تمثلهما الشهابية (نسبة إلى الرئيس فؤاد شهاب)، ذلك أن جورج نقّاش كان بين مؤسسي حزب “الكتائب” مع الشيخ بيار الجميّل في 1936، لكنهّ لم يمكث فيه سوى سنة واحدة. انتهى جورج نقّاش شهابيا يعتقد أن في الإمكان الرهان على لبنان من خلال بناء المؤسسات الوطنية والتعاطي مع كلّ اللبنانيين بلغة التنمية والمدارس والجامعات والقضاء على الفقر والحرمان، فضلا عن الإتيان بأفضل اللبنانيين إلى المواقع الحساسة في الدولة.

بدأ سمير فرنجية حياته يساريا لينتقل مع الوقت إلى الاعتدال وإلى مفهوم الحوار أساسا للتفاهم بين اللبنانيين مع أخذ في الاعتبار للظروف الإقليمية، بما في ذلك الجنون الفلسطيني على الأرض اللبنانية الذي دفع إليه النظام السوري، مثلما دفع هذا النظام منذ البداية أحزابا وتنظيمات مسيحية، ثمّ إسلامية، إلى إقامة ميليشيات خاصة بها.

كان هذا التوجّه إلى الاعتدال والرهان على إمكان إعادة الحياة إلى لبنان من دون الاصطدام بالعامل الإقليمي وراء تلك الصداقة، بل هذا التواطؤ الذي جمع بين سمير فرنجية والرئيس رفيق الحريري. قليلون كانوا يعرفون عن سرّ تلك العلاقة التي كانت تربط بين الرجلين. قليلون جدا كانوا يدركون مدى تفهّم سمير فرنجية لما كان يقوم به رفيق الحريري، حتّى في الذهاب بعيدا في مسايرة النظام السوري ورجالاته في لبنان، من أجل التمكن من إعادة بناء بيروت والانطلاق منها إلى إعادة إعمار لبنان.

سمحت التجارب التي مرّ بها سمير فرنجية للرجل بأن يكون دائما في قلب الحدث، وذلك على الرغم من اتهامه بالنخبوية التي جعلته يرفض التزلّف لأحد. لم يكن قادرا على ذلك بسبب تكوين شخصيته. كان صديقا لوليد جنبلاط من دون أن يكون مضطرا لتأييده في كلّ ما يفعله، على سبيل المثال…

كان اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005 نقطة تحوّل لدى سمير فرنجية الذي سارع إلى التقاط معنى تظاهرة الرابع عشر من آذار. زاد إيمانه بفكرة الرهان على لبنان من دون أن تغيب عنه التعقيدات التي عرقلت مشروع بناء دولة حديثة، في مقدّمها سلاح “حزب الله” الذي حل مكان السلاح الفلسطيني.

احتفظ سمير فرنجية بنقائه ونبله ولم يفقد يوما إيمانه بلبنان على الرغم من كلّ الخيبات. الأكيد أن ما ساعده في ذلك كانت مواقف البطريرك صفير الذي دفع إلى مصالحة الجبل، وإلى المطالبة بخروج القوّات السورية من لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي في أيّار – مايو من العام 2000 ثمّ إلى قيام لقاء قرنة شهوان الذي مهّد لما أسماه سمير قصير “استقلال 2005” بعد ارتكاب جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه.

كان سمير فرنجية متصالحا دائما مع نفسه. لم يدخل في مساومات رخيصة، على الرغم من أنّه كان دائما رجل حوار. لم يفه لبنان حقّه. هذا أمر طبيعي في بلد لم يسمح لوالده حميد قبلان فرنجية بالوصول إلى موقع رئيس الجمهورية في العام 1952، على الرغم من أنّه كان أكثر المستحقين لذلك. هذا طبيعي في بلد بقي فيه نسيب لحّود “الرئيس الحلم”، نظرا إلى أنّه كان في استطاعته نقل البلد إلى مكان آخر بعيدا عن المزايدات الرخيصة والمتاجرة بحقوق المسيحيين.

لم يكن سمير فرنجية بعيد النظر فحسب، بل كان مختلفا أيضا. صنع موقعا لنفسه من دون أن يضطرّ إلى السقوط في لعبة الطائفية والدمّ. كان راقيا في كلّ ملاحظاته و”تنكيتة” له وقادرا على التقاط التفاصيل التي تعني له الكثير. تحمّل الكثير في حياته. تحمّل ظلم القريب وظلم كلّ الذين افتروا عليه… لكنّه لم يتحمّل يوما الأغبياء والتافهين والسطحيين الذين يؤلّه اللبنانيون، خصوصا المسيحيين منهم، بعضهم. بقي مؤمنا بأنّ الاعتدال وحده يحمي لبنان ويحمي مسلميه ومسيحييه. تلك، كانت وصية رجل تعلّم من مدرسة ريمون اده أن هناك مبادئ لا يمكن التنازل عنها في أي وقت من الأوقات وفي أي ظرف من الظروف.

المصدر : صحيفة العرب

arabstoday

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 04:35 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 03:26 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصية سمير فرنجية وصية سمير فرنجية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab