علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه

علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه

علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه

 العرب اليوم -

علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه

بقلم : خير الله خير الله

في سياق البحث عن توازنات جديدة في اليمن خصوصا بعد الاختراقات التي سجلها الإخوان والسلفيون في مناطق الشمال الزيدي وفي داخل صنعاء نفسها أوجد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ما يعرف بـ”الأمن القومي” الذي كان بمثابة مقابل للأجهزة الأمنية الأخرى التي كانت فيها شراكة مع الإخوان المسلمين، كـ”الأمن السياسي” مثلا، الذي كان على رأسه العميد غالب القمش.

وبحثا عن التوازن أيضا، كان علي عبدالله صالح وراء صعود الحوثيين منذ البداية. فهو الذي فتح لهم طريق “حزب الله” وإيران، وهو الذي حاول استخدامهم إلى أبعد حدود منذ حرب الانفصال في صيف العام 1994 وذلك بعد انتصاره في تلك الحرب بفضل الإخوان المسلمين والسلفيين خصوصا.

بقي علي عبدالله صالح يمارس لعبة التوازنات باستمرار، كي يضع نفسه في موقع الحكم، وكي لا يكون تحت رحمة طرف واحد قوي في البلد. لذلك شجع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في العام 1990 على تشكيل حزب “التجمع اليمني للإصلاح” بغية إيجاد توازن، يصب في مصلحته، بين الحزب الاشتراكي الآتي من الجنوب بأفكاره العلمانية من جهة، والإسلاميين والقبليين من جهة أخرى. ما لا يمكن تجاهله أن “الإصلاح” في أيام الشيخ عبدالله الذي توفي في أواخر 2007، كان حزبا من ثلاثة مكونات هي: الإخوان، والقبيلة، والسلفيون بزعامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني.

الهدف من تشجيع الحوثيين كان ثلاثيا، كان ثلاثة أهداف تصب في تحقيق هدف واحد.

الهدف الأول هو الوقوف في وجه العائلات الزيدية الكبيرة المعروفة بالعائلات الهاشمية، مثل آل المتوكل وآل حميدالدين، التي كان علي عبدالله صالح ولا يزال لا يثق بها. هذه العائلات من محافظة حجة وليست من محافظة صعدة.

الهدف الثاني هو أن يظهر للسعوديين، خصوصا بعد دعمهم للانفصال، أنه قادر على فتح خطوط ما مع إيران.

الهدف الثالث خلق قوة قادرة على التصدي للمدارس الدينية السلفية والإخوانية التي كانت السعودية تشجع عليها في المناطق الشمالية، بما في ذلك محافظة صعدة التي هي معقل الحوثيين.

بين هذه المدارس كانت مدرسة مقبل الوادعي (سلفي) والتي كان وجودها يزعج الزيود كثيرا. كانوا يعتبرون ذلك تحديا لهم في عقر دارهم. وثمة من يقول إن علي عبدالله صالح كان وراء الوادعي أيضا وذلك من أجل إيجاد أوراق له في منطقة الحوثيين!


دخول الحوثيين إلى مجلس النواب

أكثر من مسؤول يمني يؤكد أن علي عبدالله صالح كان يموّل الحوثيين وهو من أدخلهم إلى مجلس النواب في الانتخابات الأولى التي جرت بعد انتهاء حرب الانفصال.

عشرات الحوثيين أقاموا فترات طويلة في قم، وبدأوا يتحولون إلى الشيعة الاثني عشرية التي لا علاقة لها بالزيدية بشكلها التقليدي. وقد استطاع الإيرانيون، بمشاركة عناصر من “حزب الله” تغيير طبيعة قسم من المجتمع الزيدي.

لم يكتف علي عبدالله صالح، في البداية بتمويل الحوثيين الذين سموا أنفسهم ابتداء من العام 1996 "الشباب المؤمن"، بل وفر لهم وجودا سياسيا، وعلاقات مباشرة مع إيران التي عملت منذ اللحظة الأولى على استيعابهم مستعينة في الوقت ذاته بـ"حزب الله"
حتى العام 2003، اعتقد علي عبدالله صالح أن الحوثيين في جيبه وأنهم ورقة من أوراقه. لكن حادثة وقعت في تلك السنة جعلته يعيد النظر في حساباته. اكتشف الرئيس اليمني السابق الذي كان يمرّ في محافظة صعدة لتأدية فريضة الحج، أن الحوثيين صاروا شيئا آخر وأنهم انقلبوا عليه.

توقف علي عبدالله صالح في صعدة. كان في طريقه إلى مكة برّا لتأكيد تطور العلاقات مع السعودية، بعد توقيعه اتفاق ترسيم الحدود مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فوجئ علي عبدالله صالح بعد انتهائه من إلقاء خطبة صلاة الجمعة في المسجد الأهم في صعدة، بوقوف شخص من الحوثيين وإطلاقه ما بات يسمى بـ”الصرخة”. و”الصرخة” هي “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

فهم علي عبدالله صالح أن إيران استوعبت الحوثيين وأنه لم يعد يتحكم بهم كما كان يعتقد. كان أوّل ما فعله أن أمر بحملة اعتقالات في صفوف الحوثيين، ردا على تحدّيه في صعدة. كانت تلك الإشارة الأولى لبدء ست حروب استمرت بين 2004 وأوائل 2010.

تواجه الجيش اليمني خلالها مع الحوثيين وسقط فيها آلاف الضحايا وقتل خلالها حسين بدرالدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي الأكبر الذي يتزعم الحوثيين حاليا. علي عبدالله صالح نفسه قال لي: “بيني وبين الحوثيين ست حروب وثلاثين ألف شهيد”.

لم يدر علي عبدالله صالح أن إيران متورطة أكثر بكثير مما يعتقد في دعم الحوثيين وتوجيههم نحو الاثني عشرية. لم يدر أيضا أن “حزب الله” متورط إلى أبعد الحدود مع الحوثيين، إن من ناحية التدريب وإن من ناحية تزويدهم بالأسلحة، وحتى بالنسبة إلى بناء شبكة اتصالات لهم لا تخضع لمراقبة السلطات اليمنية.

أخطر ما في الحروب الست التي وقعت، أنها كانت على خلفية التوريث في اليمن. حاول علي عبدالله صالح استغلالها للتخلص من خصمه اللدود اللواء علي محسن صالح الأحمر، الذي كان يطمح إلى خلافته، والذي كان يعترض على توريث أحمد علي عبدالله صالح. لم يرد علي عبدالله صالح في أي يوم حسم الحروب مع الحوثيين. ربما، لم يكن يستطيع ذلك ففضل توظيف تلك الحروب لتحقيق غايات محددة.

علي عبدالله صالح تمكن من احتواء الحوثيين في منطقتهم. لكنه لم يستطع في أي وقت إلحاق هزيمة كاسحة بهم

احتواء وليس هزيمة كاسحة

تمكن علي عبدالله صالح من احتواء الحوثيين في منطقتهم. لكنه لم يستطع في أي وقت إلحاق هزيمة كاسحة بهم. وهذا عائد إلى أسباب عدة، بينها أنه لم يكن يريد انتصارا للحوثيين على علي محسن صالح الأحمر أو انتصارا للأحمر على الحوثيين. كان يريد أن يستنزف كلّ منهما الآخر، كي يبقى صاحب الكلمة في البلد وصولا إلى توريث نجله.

معروف أن علي محسن صالح الأحمر وهو من قرية علي عبدالله صالح وقريب منه عائليا، ينتمي إلى الإخوان المسلمين. وكان متحالفا مع الشيخ حميد الأحمر، نجل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. كان علي محسن يمتلك نفوذا كبيرا في الجيش بصفته قائد الفرقة الأولى/ مدرع، وتعتبر من بين الأقوى في الجيش اليمني. وكانت بمثابة قوة موازية للحرس الجمهوري بقيادة أحمد علي عبدالله صالح.

أدى انقلاب حميد الأحمر وعلي محسن على عبدالله صالح والذي نفذ مع انطلاق ثورة الشباب في 2011 إلى فك الحصار عن الحوثيين الذين ما لبثوا أن تمددوا في كل أنحاء البلد، بعد سيطرتهم على محافظة عمران، وصولا إلى صنعاء في أيلول/ سبتمبر من العام 2014 ثم إلى محيطها. اتجهوا بعد ذلك إلى الوسط ثم إلى عدن قبل أن تجبرهم “عاصفة الحزم” على التراجع.

خلاصة الأمر أن الحوثيين انقلبوا على علي عبدالله صالح الذي صنعهم وهم الآن متحالفون معه بسبب حاجة كل منهما إلى الآخر، في مواجهة عدو مشترك هو السعودية والإخوان وآل الأحمر وكانوا حتى تموز/ يوليو 2014 زعماء حاشد التي تعتبر القبيلة الأكثر تماسكا في اليمن.

كانت المرة الأولى التي تحدث فيها علي عبدالله صالح عن الحوثيين في حديث حصلت عليه منه في صيف العام 2004. سألني أين ستنشر الحديث فأجبته: في “المستقبل” الصادرة في بيروت وفي “الرأي” الكويتية التي ربطتني صداقة بصاحبها جاسم بودي ومدير التحرير الزميل والصديق علي الرز. أصرّ على نشر الحديث، الذي يلمح فيه إلى علاقة الحوثيين بإيران و”حزب الله” في “المستقبل”.

أراد في ما اعتقد توجيه رسالة إلى الحزب عبر صحيفة لبنانية. لم يكن كلامه عدائيا تجاه “حزب الله”، لكن الواضح أنه كان يريد تمرير شيء ما عبر “المستقبل”، التي صدر الحديث في صفحتها الأولى في أحد أعداد شهر تموز/ يوليو، وذلك بعد الحرب الأولى التي خاضها الجيش اليمني مع “الشباب المؤمن”.

في السنوات العشرين الأخيرة من عهده، عرف علي عبدالله صالح كيف يستخدم الإعلام بشكل جيّد خدمة لمصالحه ولأهدافه.

arabstoday

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 04:35 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 03:26 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab