تسميم ياسر عرفات… هروب إلى أمام
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

'تسميم' ياسر عرفات… هروب إلى أمام

'تسميم' ياسر عرفات… هروب إلى أمام

 العرب اليوم -

تسميم ياسر عرفات… هروب إلى أمام

بقلم : خير الله خير الله

لا يمكن للكلام عن أن ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، توفّى اغتيالا أن يخفي الحقيقة المرّة المتمثلة في أنّ القضية الفلسطينية تمرّ في أزمة عميقة. تعود هذه الأزمة إلى أسباب داخلية مرتبطة بأزمة حركة “فتح” وقيادتها من جهة، وللتغييرات التي حصلت في المنطقة والعالم من جهة أخرى. لم يعد صحيحا أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى عربيا، كما لم تعد موضع اهتمام عالمي، إضافة بالطبع إلى أن إسرائيل التي تؤمن باستمرار الاحتلال ومتابعة الاستيطان في وضع أكثر من مريح. من يبحث عن دليل جديد على ذلك، يستطيع العودة إلى زيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف للقدس المحتلة وطبيعة الاتفاقات التي وقعها خلال الزيارة. أكدت الاتفاقات عمق العلاقة القائمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وكلّ من الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميدفيديف الذي ليس سوى موظف لدى الرئيس الروسي يحرّكه كيفما شاء.

قبل كلّ شيء، إن كلّ كلام عن أن “أبو عمّار” اغتيل لا يمتّ للواقع بصلة، بل هو كلام أقرب إلى المزايدات من أيّ شيء آخر. جاءت نتيجة التحاليل التي أجريت في فرنسا، حيث فارق الزعيم الفلسطيني الحياة في أحد المستشفيات القريبة من باريس لتؤكد أن وفاته أكثر من طبيعية. فضلا عن ذلك، ليس صحيحا أن لجنة التحقيق الفلسطينية في الوفاة استطاعت الحصول على أي دليل ملموس على “تسميم” الرجل في أثناء وجوده بمقره في رام الله تحت الإقامة الجبرية بين أواخر 2001 و2004.

كلّ ما في الأمر أن هناك محاولة واضحة، في الذكرى الثانية عشرة لوفاة ياسر عرفات، لاستخدام قضية “التسميم” لتغطية الصراعات القائمة داخل “فتح” وحال الجمود التي تعاني منها القضية الفلسطينية في ظل انقسام داخلي بين السلطة الوطنية و”حماس” المتربّصة بها وبالضفّة الغربية.

من يعرف ياسر عرفات، ولو قليلا، يعرف أيضا أنّه كان رجلا مريضا منذ ما قبل وضعه في الإقامة الجبرية في “المقاطعة”، بل منذ ما قبل عودته إلى الأرض الفلسطينية في العام 1994، بعد توقيع اتفاق أوسلو في حديقة البيت الأبيض والمصافحة التاريخية بينه وبين إسحاق رابين. في الواقع، أخذت المتاعب الصحية لـ”أبو عمّار” تتضح أكثر فأكثر منذ سقوط طائرته في الصحراء الليبية في الثامن من نيسان – أبريل 1992 وخضوعه بعد ذلك لعمليات جراحية عدّة في الرأس نتيجة الرضوض التي تعرّض لها. وقد أجريت معظم هذه العمليات في الأردن برعاية من الملك حسين، رحمه الله، وإشراف مباشر من الطبيب الخاص بالزعيم الفلسطيني.

استغلّ آرييل شارون، الذي أصبح رئيسا للوزراء في ربيع 2001، أحداث الحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر لينقضّ على ياسر عرفات الذي ارتكب خطأ كبيرا عندما شجّع على عسكرة الانتفاضة الفلسطينية الجديدة التي اندلعت إثر زيارة شارون للمسجد الأقصى في خريف العام 2000. أدّت محاصرة إسرائيل لـ”المقاطعة” إلى التعجيل في تدهور صحّة الزعيم الفلسطيني الذي تعرّض مقرّه لقصف مدروس. انتهى الأمر بنقله إلى فرنسا لمعالجته. وقد أمضى في المستشفى نحو أسبوعين، وما لبث أن فارق الحياة لأسباب وردت في التقرير الطبي الذي صدر عن المستشفى الفرنسي واسمه فال دو غراس.

لم يعد الموضوع المطروح حاليا في المجال الفلسطيني، موضوع الأسباب التي أدت إلى وفاة ياسر عرفات أو إنجازاته. وحده التاريخ سيحكم على الرجل الذي وضع من دون شكّ القضية الفلسطينية على خارطة الشرق الأوسط ودفن في رام الله، أي على مرمى حجر من القدس التي حلم دائما أن يرقد جثمانه فيها. وحده التاريخ سيحكم أيضا على الأخطاء التي ارتكبها الزعيم الفلسطيني الراحل، سواء أكان ذلك في حق الأردن ثمّ لبنان، ثمّ الكويت أم في حق القضية نفسها، وذلك عندما رفض العرض الذي قدمه له رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك بحضور الرئيس بيل كلينتون في كامب ديفيد صيف العام 2000.

ربّما كان “أبو عمّار” على حقّ في رفض العرض الذي جاء به باراك، ولكن ما الذي يبرّر رفضه الموافقة على الاتفاق – الإطار الذي طرحه كلينتون قبل نهاية عهده في آخر يوم من السنة 2000؟ أدى هذا الرفض إلى قطيعة مع الإدارة الأميركية الجديدة التي كان على رأسها جورج بوش الابن. ما لبثت الولايات المتحدة أن أغلقت أبواب واشنطن في وجه الزعيم الفلسطيني الذي لم يعرف كيف يكون التصرّف بعد أحداث أيلول ـ سبتمبر 2001، أي بعد “غزوتي واشنطن ونيويورك” اللتين نفذتهما “القاعدة”.

في كلّ الأحوال، تبدو إثارة قضية “تسميم” ياسر عرفات أقرب إلى عملية هروب إلى أمام من أيّ شيء آخر. إنّه هروب من الواقع المتمثل في الحاجة لإعادة اللحمة إلى “فتح”، بكل قواها الحيّة، وليس تقسيم الحركة تمهيدا لإلغائها وإخراجها من المعادلة الفلسطينية. لعل أخطر ما في الأمر أن استخدام ذكرى وفاة ياسر عرفات لتصفية حسابات فلسطينية ـ فلسطينية يكشف حالا من الانسداد السياسي على كلّ صعيد. لم يعد من وجود للسلطة الوطنية الفلسطينية بعدما ألغي وجود منظمة التحرير الفلسطينية التي يُفترض أن تكون المشرفة على هذه السلطة. إضافة إلى ذلك، لم يعد من وجود يذكر لحركة “فتح” القادرة على مواجهة “حماس”، أي الحركة التي تصرّ على تكريس الانقسام الفلسطيني، بين الضفة والقطاع، سياسيا وجغرافيا.

بعد اثني عشر عاما على وفاة ياسر عرفات، لم يبق من السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية سوى الأجهزة الأمنية التي لا مهمّة لها سوى التنسيق مع الأمن الإسرائيلي. لم يعد هناك من مشروع سياسي من أيّ نوع كان، فيما “حماس” منصرفة إلى تعزيز وجودها في غزّة برضا إسرائيل ورعايتها. أين مشكلة إسرائيل حين تكون حركة مثل “حماس” واجهة الشعب الفلسطيني وإطلالته على العالم؟

يبقى الموضوع الأساسي المطروح، الذي لا يمكن الهرب منه، موضوع خلافة محمود عبّاس “أبومازن” رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية وزعيم “فتح”… ورئيس دولة فلسطين. هذا هو الموضوع الأساسي. كلّ ما عداه دوران في حلقة مغلقة لا ينجح في كسرها كلّ الكلام عن ياسر عرفات وعن الظروف التي أدّت إلى وفاته. هذه ظروف معروفة. معروف أيضا أن إسرائيل لا همّ لها، في هذه المرحلة، سوى تكريس الاحتلال ومتابعة الاستيطان وعدم الدخول في أيّ مفاوضات جدّية.

ما ليس معروفا كيف سيواجه الفلسطينيون الواقع كما هو والمتمثل في إعداد أنفسهم لمرحلة ما بعد “أبومازن” في ظل ظروف داخلية وإقليمية وعالمية غير مواتية؟ ألم يكن بناء مؤسسات لدولة فلسطينية، قد ترى النور يوما، تحت إشراف حكومة برئاسة الدكتور سلام فيّاض من الخيارات المطروحة لمواجهة مرحلة ما بعد “أبومازن” بدل الاستمرار في إضاعة الفرص… مهما كانت هذه الفرص هزيلة؟

 

arabstoday

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 04:35 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 03:26 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسميم ياسر عرفات… هروب إلى أمام تسميم ياسر عرفات… هروب إلى أمام



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab