الصحافة اللبنانية لم تمت بعد…
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الصحافة اللبنانية لم تمت بعد…

الصحافة اللبنانية لم تمت بعد…

 العرب اليوم -

الصحافة اللبنانية لم تمت بعد…

بقلم : خير الله خير الله

هناك أزمة مركّبة اسمها أزمة الصحافة اللبنانية. ترمز الحال التي تمرّ فيها صحيفة “النهار” إلى عمق هذه الأزمة. هناك صعوبات حقيقية تواجه “النهار” التي صدرت في آب – أغسطس من العام 1933. هذه الصحيفة، التي اضطرت إلى بيع بعض ممتلكاتها لتتمكن من متابعة الصدور في الأشهر القليلة المقبلة، ستجد أن أزمتها الراهنة قابلة لأن تتجدد عاجلا أم آجلا في غياب حلّ جذري يضمن استمرارها. أزمة “النهار” أعمق بكثير مما يعتقد في غياب خطة مدروسة ومتكاملة تستهدف إنقاذها.

في سياق الأزمة، توقّفت قبل أيّام جريدة “السفير” التي لعبت دورا أساسيا منذ العام 1974. بدأت بلعب دور صوت “الحركة الوطنية”، ودعمت المقاومة الفلسطينية في ظل وجود مجموعة من الصحافيين اللامعين من ذوي الخبرات فيها، وفي ظل دعم من قسم لا بأس به من اللبنانيين كانت تعبّر عن صـوتهم. لكنّها مـا لبثت أن انتقلت إلى معـاداة النظام اللبناني، الذي ما كان لأي صحيفة أن تكبر وتنمو من دونه. صار هذا الخطّ في مرحلة لاحقة قريبا دائما من نظام الوصاية السوري أو من الحليف الأوّل لهذا النظام، في مرحلة معيّنة ثم راعيه لاحقا. والمعني هنا إيران بكلّ ما تمثّله منذ العام 1979، تاريخ قيام “الجمهورية الإسلامية” فيها. هذه “الجمهورية” التي هي نقيض تام لما عليه لبنان كناية عن نظام يحمل مشروعا توسّعيا ذا طابع مذهبي على الصعيد الإقليمي.

كان وجود “السفير”، بفضل المال الليبي في البداية، وتطورها دليلا على أن لبنان يتّسع للجميع وعلى أنّه ليس بالهشاشة التي يتصورّها كثيرون. من بين الذين كانوا يتحدثون عن “هشاشة” لبنان أركان النظام السوري الذي عمل دائما من أجل تدجين الصحافة اللبنانية، وذلك منذ قبل دخول القوات السورية إلى البلد تحت غطاء “قوات الردع العربية”. كان أوّل ما فعلته القوات السورية عندما دخلت لبنان إغلاق الصحف، على رأسها “النهار” و“السفير”. عاودت الصحيفتان الصدور بعد فترة إغلاق قصيرة ولكن تحت الرقابة…

زاد وضع الصحافة سوءا هذه الأيام لأسباب خاصة بكلّ من “النهار” و“السفير”، إضافة بالطبع إلى غياب المال السياسي العربي. ولكن ما لا مفرّ من الاعتراف به أن الصحيفتين خرّجَتا عددا كبيرا من الصحافيين والأقلام التي ساهمت في تقدّم الصحافة العربية، بما في ذلك تلك التي صدرت في أوروبا. بقيت “السفير” دائما جريدة تتميّز بمقدار معيّن من المهنيّة. احترمها خصومها قبل أصدقائها.

لا يمكن الفصل بين أزمة الصحافة اللبنانية وأزمة لبنان بكلّ أبعادها، مع التشديد مجدّدا على أن هناك حالتين خاصتين تختلف كلّ منهما عن الأخرى، هما حالة “النهار” وحالة “السفير”. الاختلاف بين الحالتين لا يعني عدم وجود نقاط التقاء بينهما. من بين نقاط الالتقاء الفشل في قيام مؤسسة غير مرتبطة بالأشخاص. فشلت “النهار” لأنّ هناك جهة معروفة اغتالت جبران تويني. كان جبران تويني شخصا يمتلك ما يكفي من العلاقات لإبقاء “النهار” عائمة. من اغتاله عرف تماما ما الذي يفعله، لا لشيء سوى لأنّ الهدف كان التخلص من الجريدة، القائمة على شخص، والتي دخلت منذ غياب جبران غسّان تويني مرحلة الموت البطيء. أما “السفير” فقد توقّفت لأن صاحبها، الأستاذ طلال سلمان، وصل إلى مرحلة وجد نفسه فيها وحيدا وبات مضطرا إلى سد العجز من ماله الخاص، خصوصا بعد شحّ المورد الإعلاني وغير الإعلاني.

استطاع الأستاذ غسّان تويني في مرحلة ما بعد اغتيال نجله جبران إبقاء “النهار” على قيد الحياة، لكنّ كلّ وضع الجريدة راح يتراجع سريعا منذ وفاته في الثامن حزيران ـ يونيو 2012. بقي غسان تويني حتّى اليوم الأخير من حياته يقاتل من أجل “النهار” التي أسسها والده، والتي عرف كيف يجعل منها في مرحلة معيّنة، خصوصا بعد اغتيال الشخصية الاستثنائية التي اسمها كامل مروة في أيّار ـ مايو من العام 1966، الجريدة الأهمّ في العالم العربي.

لم تكن صحف بيروت في خمسينات وستينات وسبعينات، وحتّى ثمانينات وتسعينات القرن الماضي صحفا لبنانية. كانت أيضا صحفا عربية ذات أجندات خاصة بكلّ منها. كان طبيعيا أفول نجمها مع بدء أفول نجم بيروت في العام 2005 إثر اغتيال رفيق الحريري، الذي أعاد بناء المدينة، كما أعاد الحياة إلى لبنان وأعاد وضع لبنان على خارطة المنطقة والعالم. فمنذ اغتيال رفيق الحريري، هناك عملية خنق مستمرّة لبيروت يظلّ أفضل تعبير عنها الهجمات المتتالية التي تتعرّض لها المدينة من أجل ترييفها ومنعها من التطوّر وذلك في ظلّ أزمة اقتصادية لا سابق لها في لبنان. هل من يريد أن يتذكّر الاعتصام في وسط المدينة بعد حرب صيف العام 2006، ثمّ الغزوة التي استهدفتها في السابع من أيّارـ مايو 2008؟

ليس سرّا أن الصحف الكبيرة في العالم مرتبطة بمدن معيّنة. “نيويورك تايمز” مرتبطة بنيويورك، و“واشنطن بوست” مرتبطة بواشنطن. “لوموند” مرتبطة بباريس، “التايمز” بلندن… علما أن المدن الكبرى تتسع، كل منها، لأكثر من صحيفة ناجحة، خصوصا عندما تكون هناك موازنات إعلانية كبيرة متوافرة. كلّما ازدهرت المدينة الكبيرة، زاد ازدهار الصحف فيها. تعكس الصحف في نهاية المطاف الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، ومدى تأثيرها على محيطها.

لا يمكن عزل أزمة الصحافة اللبنانية عن صعود المواقع الإلكترونية ولا عن تقلص حجم الموازنات الإعلانية ولا عن غياب المال السياسي العربي، فيما لا يزال المال الإيراني موجودا بطريقة أو بأخرى. لكنّ لا بدّ من الاعتراف أيضا بأن هناك أزمة خاصة بكلّ جريدة تصدر من بيروت أو توقّفت عن الصدور. لا حاجة بالطبع إلى الدخول في التفاصيل التي تعني أشخاصا معيّنين وحالتين خاصتين. لا بدّ من التفكير في أنّ بيروت لم تمت بعد. وهذا يعني في طبيعة الحال أن أزمة “النهار” وتوقف “السفير” لا تعنيان في الضرورة نهاية الصحافة اللبنانية… اللهمّ إلا إذا كان الهدف من كلّ ما تعرّض له لبنان وبيروت بالذات عبر “حزب الله” يستهدف القضاء على الصحافة أيضا.

قد يكون هناك مكان لمشاريع صحافية انطلاقا من بيروت شرط أن تتسم هذه المشاريع بحد أدنى من الواقعية، أي أن تأخذ في الاعتبار أن ثمّة حاجة إلى تجارب جديدة لشباب يمتلكون القدرة على الجمع بين الماضي والمستقبل. يمكن لهذه التجربة أن تكون بتمويل من أصحاب عقول ورأسماليين أذكياء ومستنيرين من أبناء لبنان، لديهم أجندة لبنانية قبل أيّ شيء آخر. فمن من بين ما تعاني منه “النهار” غياب التفكير الذي يستطيع التخطيط لجريدة من نوع جديد يمكن أن تجلب استثمارا لرأسمال لبناني فيها. هذه العقلية قتلها من قتل جبران تويني الذي كانت انطلاقته الكبرى من “نهار الشباب”. من يتذكّر تلك التجربة المتميّزة التي كانت أقرب إلى مغامرة أكثر من أيّ شيء آخر؟

لم تمت الصحافة اللبنانية بعد. ما مات هو نمط معيّن من الصحف لم يحسن القيمون عليها مد جسور مع المستقبل لا أكثر ولا أقلّ. ليس طبيعيا أن تتقوقع الصحف اللبنانية بمجملها على نفسها وأن لا يوجد فيها أشخاص يمتلكون حدا أدنى من المخيلة والمعرفة بلبنان والعالم العربي. ليس طبيعيا أن يكون فيها أشخاص ما زالوا يكتبون الموضوع ذاته منذ عشرين أو ثلاثين سنة، حتّى لا نقول أكثر. هل من يتجرّأ على خوض مغامرة صحافية جديدة انطلاقا من بيروت وإنْ بإمكانات متواضعة؟ ما قد يكون أهمّ من ذلك سؤال في غاية البساطة: هل لا يزال مسموحا صدور صحيفة عربية حقيقية من بيروت؟

المصدر : صحيفة العرب


 

arabstoday

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 04:35 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 03:26 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة اللبنانية لم تمت بعد… الصحافة اللبنانية لم تمت بعد…



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025
 العرب اليوم - نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab