اردوغان أحلام واوهام وهوس ايراني
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

اردوغان... أحلام واوهام وهوس ايراني

اردوغان... أحلام واوهام وهوس ايراني

 العرب اليوم -

اردوغان أحلام واوهام وهوس ايراني

بقلم - خير الله خير الله

لا يمكن الاستخفاف بالدور التركي الجديد في المنطقة في وقت يحاول رجب طيب اردوغان استعادة امجاد الإمبراطورية العثمانية. سيظلّ السؤال المطروح هل تمتلك تركيا وسائل تسمح لها بمتابعة سياستها التي يدعمها حاليا المال القطري؟ ماذا سيحصل في حال توقف هذا المال يوما؟

الجواب بكلّ بساطة ان الرئيس التركي يتصرّف على طريقة أولئك الزعماء الذين يصلون الى مرحلة يفقدون فيها القدرة على الاحتفاظ بعقل راجح. ليس مستغربا ان يكون اردوغان أصيب بالهوس الذي أصيبت به ايران التي باتت تعتقد بعد العام 1979 ان في استطاعتها لعب دور القوّة المهيمنة في المنطقة وباتت تحلم بإقامة الهلال الفارسي الذي يصل طهران ببيروت، عبر بغداد ودمشق. لم تكتف ايران بذلك، بل احتفلت في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014 بسقوط صنعاء في يدها بعدما دخلها الحوثيون الذين يشكلون ميليشيا من الميليشيات المذهبية التي يديرها "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" تحديدا. كان هذا الفيلق بقيادة قاسم سليماني قبل تصفيته بواسطة الاميركيين في الثالث من كانون الثاني – يناير الماضي.

يأتي تحرّك اردوغان خارج حدود تركيا في ذكرى مرور مئة عام على مؤتمر سان ريمو الذي قُسّم فيه الشرق الأوسط، باشراف عصبة الأمم (المنظمة الدولية التي كانت قائمة قبل نهاية الحرب العالمية الثانية) بين بريطانيا وفرنسا. تولّى مؤتمر سان ريمو توزيع تركة الإمبراطورية العثمانية التي انطوت على نفسها وانصرفت الى إعادة ترتيب الشؤون الداخلية لتركيا التي ما لبثت ان تحوّلت الى جمهورية علمانية على رأسها مصطفى كمال اتاتورك. كان اتاتورك ضابطا عرف كيف يشرف على انهيار الدولة العثمانية باقلّ مقدار ممكن من الخسائر وان يجعل تركيا قادرة على التصالح مع محيطها ومع الحقائق الدولية الجديدة بعيدا عن الأوهام التي يبدو انّها ما زالت راسخة في رأس الاخونجي رجب طيّب اردوغان. من الواضح ان الرئيس التركي لا يستطيع التخلّص من مرض الاخوان المسلمين المتمثّل في الشبق الى السلطة والتوسع من دون اخذ في الاعتبار للواقع ولموازين القوى في العالم.

ليس معروفا بعد هل سيتمكن اردوغان من تحقيق طموحاته في ضوء تسجيله نقاطا في ليبيا وفي ظلّ القبول الأميركي - الروسي – الإسرائيلي ببسط الهيمنة التركية على شمال سوريا. صار الوجود التركي في الشمال السوري على طول الشريط الحدودي بين البلدين امرا واقعا، تماما مثل الوجود التركي في قبرص، وهو وجود يغطي مساحة نحو 35 في المئة من مساحة الجزيرة ويشمل مناطق مهمّة مثل فماغوستا. الاتراك موجودون عسكريا في قبرص كقوّة احتلال منذ صيف العام 1974 بحجة حماية القبارصة الاتراك الذين يشكّلون نسبة 18 في المئة من السكّان، أي منذ 46 عاما. استطاعوا اثبات ان وجودهم هناك سيكون دائما. وهذا ما يبدو انّ حال الشمال السوري ستكون عليه في وقت تشير معلومات اكيدة، الى حدّ كبير، الى ان تركيا تسعى في غضون شهرين الى توسيع وجودها في الداخل السوري وصولا الى مشارف حماة.

هذا ما سيظهر بوضوح اكثر بعد الزيارة المتوقّعة لانقرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وهي زيارة كان مفترضا ان تكون جرت، لكنّها تأجلت الى موعد قريب.

ليس مستبعدا نجاح تركيا في سوريا، خصوصا ان نظام بشّار الأسد شبه منته بعدما تبيّن انّه جزء لا يتجزّأ من المشروع التوسّعي الإيراني الذي يواجه في هذه المرحلة صعوبات كبيرة تسببت بها العقوبات الأميركية. تبيّن ان "الجمهورية الاسلامية" التي أسسها آية الله الخميني في العام 1979 ليست سوى نمر من ورق. الدليل عجزها عن الردّ على اغتيال قاسم سليماني الذي يظهر يوميا الى ايّ حدّ كان رجلا مهمّا في مجال العمل على تحقيق ما تصبو اليه ايران في المنطقة، من العراق، الى سوريا، الى لبنان... وصولا الى اليمن.

يمكن لاردوغان ان ينجح في سوريا، لكنّ من المستبعد ان يحقّق أي نتائج إيجابية في ليبيا. مثله مثل ايران، لعب دورا يفوق قدرة اقتصاد تركيا على التحمّل. اكثر من ذلك، ادخل تركيا في متاهات سياسة تزعج أوروبا الى حد كبير. هناك حدود لابتزاز أوروبا وذلك على الرغم من عدم امتلاكها موقفا موحدا حيال ما يدور في ليبيا. لكنّ هناك، في المقابل، موقفا أوروبيا موحّدا من ترك تركيا تصل الى مرحلة تبتزّ فيها دول القارة عن طريق تسهيل هجرة الأفارقة اليها من الأراضي الليبية. هذه الأراضي على مرمى حجر من إيطاليا.

إضافة الى ذلك كلّه، ان تركيا تسيء مباشرة الى مصالح دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي هما اليونان وقبرص.

من المستبعد ان يكون مسموحا لتركيا السيطرة على قسم من المتوسط، أي التحكّم بهذا البحر من مضيق البوسفور الى خليج سرت في ليبيا. هذا ليس وقت إعادة الحياة الى الامبراطورية العثمانية. هذا وقت انصراف اردوغان الى معالجة مشاكل تركيا قبل ان يتوهّم بانّه صار قوة امبريالية تستطيع التدخل في اليمن والصومال أيضا، نعم في اليمن والصومال.

المشكلة انّه سيستحيل اقناع الرئيس التركي بانّه فشل في الداخل التركي وانّ فشله هذا لا يسمح له بامتلاك أي أوهام امبراطورية، خصوصا انّه ما زال يعيش في ظل هاجس اسمه هاجس الداعية الاسلامي فتح الله غولن اللاجئ في الولايات المتحدة والذي يمتلك شعبية كبيرة في الداخل التركي، شعبية مستقلّة عن الاخوان المسلمين الذين ينتمي اليهم اردوغان. جعل هذا الهاجس الرئيس التركي يشنّ في الأيام القليلة الماضية موجة اعتقالات شملت عسكريين وعناصر من الدرك وأطباء ومهندسين وصحافيين وأعضاء في مجلس النواب. في يوم واحد، يوم التاسع من حزيران – يونيو الجاري، اعتقلت السلطات التركية، حسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، 414 شخصا. معظم هؤلاء من العسكريين الذين اوقفوا بسبب ما يشتبه بعلاقة مع حركة غولن.

يتّهم اردوغان غولن بانّه كان وراء المحاولة الانقلابية في العام 2016. لا يزال الرئيس التركي اسير تلك المحاولة واسير عقدة غولن. من يكون في هذا الوضع، لن يذهب بعيدا لا في أحلامه ولا في اوهامه. يستطيع تحقيق نجاحات، من وجهة نظره في تركيا، لكن الذهاب الى ليبيا ولعب دور اقليمي اكبر بكثير مما تستطيع تركيا لعبه هو سقوط في ما سقطت فيه ايران التي لم تعد تعرف ان ثمّة حدودا ليس مسموحا لها بتجاوزها.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان أحلام واوهام وهوس ايراني اردوغان أحلام واوهام وهوس ايراني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab