حزب الله والتصالح مع الواقع
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

'حزب الله' والتصالح مع الواقع

'حزب الله' والتصالح مع الواقع

 العرب اليوم -

حزب الله والتصالح مع الواقع

بقلم : خيرالله خيرالله

في أعقاب كل معركة، كان الحزب يرتد على الداخل اللبناني لتحقيق مزيد من الانتصارات على اللبنانيين. كان يعمل في كل مرة على قضم جزء مما بقي من هيبة الدولة ومؤسساتها بحجة أنه 'مقاومة'.

ما يحمي لبنان ليس صواريخ “المقاومة” ولا مشاركة “المقاومة” في الحرب على الشعب السوري بناء على طلب من إيران. لا يحمي لبنان الكلام الذي صدر قبل أيّام عن الأمين العام لـ“حزب الله” السيّد حسن نصرالله عن أنّ “العدو الإسرائيلي يجب أن يعرف أنّه إذا شنّ حربا على سوريا أو على لبنان، فليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانيا ـ إسرائيليا، أو سوريا إسرائيليا”، مضيفا أن “هذا لا يعني أني أقول أن هناك دولا قد تدخل بشكل مباشر، ولكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كلّ أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان”.

لماذا هذا الكلام الذي ليس ما يبرّره غير الرغبة في تفادي التعاطي مع الواقع. يقول الواقع إن جنوب لبنان يعيش منذ العام 2006، أي منذ أحد عشر عاما إلّا ستة أسابيع بالتمام والكمال، في ظلّ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمـن التابع للأمم المتحدة وذلك في ظروف لم يعش مثلها منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم.

ثمّة حاجة لدى “حزب الله” وغيره إلى التصالح مع الحقيقة والواقع ومع ما يطالب به أهل جنوب لبنان الذين ذاقوا الويلات منذ زجّ لبنان بنفسه في معركة خاسرة كان في استطاعته تفاديها. عوقب لبنان بفرض اتفاق القاهرة عليه كونه لم يشارك في حرب 1967، أي لم يكن طرفا في الهزيمة ولا شريكا في التنظير لها!

ليس بالكلام عن نيات إسرائيل يمكن تغطية أن إيران لم تفعل شيئا من أجل القدس منذ إعلان آية الله الخميني عن هذا اليوم في تمّوزـ يوليو من العام 1979. لم تحصل منذ ذلك التاريخ غير متاجرة بالقدس ومزايدات لا هدف منها سوى إحراج العرب ولا شيء آخر غير ذلك.

في ظل أكثر الحكومات يمينية وتطرفا منذ قيامها، تعرف إسرائيل تماما ماذا تريد. أكثر من ذلك، إنّها تمارس سياسة تصب في خلق أمر واقع جديد على أرض فلسطين على حسـاب الشعب الفلسطيني. تريد بكـل بساطة تكريس احتلالها لجزء من الضفة الغـربية، بمـا في ذلك القـدس الشـرقية. ما هي الخطوات التي أقدمت عليها إيران من أجل منعهـا من تنفيذ هـذه السياسة التي أدّت إلى زرع مـا يـزيد على 650 ألـف مستـوطن في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.

القدس مطوقة من كلّ حدب وصوب بالمستوطنين. هناك أربعون مستوطنة في أراض قريبة من نابلس، كبرى مدن الضفّة الغربية. وحدهم أهل القدس الصامدون يدافعون عنها بدعم من العرب الصادقين، في مقدّمهم الملك عبدالله الثاني، وقبله الملك حسين، رحمه الله. أكثر من ذلك، إن إسرائيل تعرف تماما أن “حزب الله” الغـارق في وحول الحرب على الشعب السوري إنما يطلق الشعارات الفضفاضة والكلام الكبير لتغطية سياسة لم تؤد، أقلّه إلى الآن، سوى إلى منع مؤسسات الدولة اللبنانية من استعادة عافيتها.

لم تعترض إسرائيل يوما على كلّ ما من شأنه بقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة ما دام ذلك يسمح لها بتبادل الخدمات مع النظامين السوري والإيراني في ضوء حاجة كلّ منهما إلى هذه الجبهة التي أقفلها القرار 1701 لأسباب أكثر من معروفة. من بين هذه الأسباب أن قواعد اللعبة التي كان متفقا في شأنها مع حافظ الأسد تغيرت. تغيّرت هذه القواعد بمجرد أن إيران استخدمت في حرب صيف 2006 صواريخ قصفت بها مدنا وبلدات إسرائيلية، كما لم توفّر مدنا وبلدات عربية ما زال أهلها يتحدون إسرائيل من داخل حدود 1948.

أوقف القرار 1701 العمليات العسكرية ووضع حدّا لمزيد من الخراب اللبناني ولتهجير لأهل الجنوب من مدنهم وقراهم. أنهى القرار وضعا كان قائما. تغيرت قواعد اللعبة. الجميع يعرفون ذلك. الجميع يعرفون أنّ إسرائيل كان يمكن أن تلحق مزيدا من الخراب والدمار بلبنان لو استمرت حرب صيف 2006. لذلك سعى المجتمع الدولي إلى إسدال الستارة على الحرب حماية للبنان وما بقي منه وللبنانيين.

ما يفترض أن يدركه الأمين العام لـ“حزب الله” في نهاية المطاف أن الخدمة الوحيدة التي يمكن أن يؤدّيها للبنانيين وللبنان لا تكون بالتهديد بفتح الأجواء اللبنانية للإيرانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين واليمنيين الذين تكفيهم مصائب بلدهم. الخدمة الوحيدة تكون بإغلاق الأجواء اللبنانية في وجه كلّ من يريد استخدام لبنان “ساحة”، بما في ذلك بعض قيادات “حماس” التي يعتقد أنها انتقلت من الدوحة إلى بيروت. هل صار “حزب الله” الطرف الذي يتحكّم بالأجواء اللبنانية، يفتحها ويغلقها أمام من يشاء… بعدما اعتبر أن لا قيمة للحدود اللبنانية ـ السورية وأن الرابط المذهبي يتجاوز كلّ ما عداه في العلاقات بين دول المنطقة، بما في ذلك العـلاقات بين بلدين مثل سوريا والعراق؟

كان لبنان ضحية كل الحروب التي خاضها “حزب الله” مع إسرائيل منذ تسعينات القرن الماضي. في كل مرّة كانت تنتهي معركة، كان الحزب يرفع شارة النصر. في أعقاب كلّ معركة، كان الحزب يرتدّ على الداخل اللبناني لتحقيق مزيد من الانتصارات على اللبنانيين. كان يعمل في كلّ مرّة على قضم جزء مما بقي من هيبة الدولة اللبنانية ومؤسساتها بحجة أنه “مقاومة”. لم يقاوم، في واقع الحال، سوى كل المحاولات التي استهدفت إعادة الحياة إلى الدولة اللبنانية.

مرّة أخرى، لا يحمي لبنان في هذه المرحلة سوى القرار 1701 الذي وافق “حزب الله” على كلّ كلمة فيه قبل صدوره في آب ـ أغسطس من العام 2006. من يريد توفير أي خدمة من أيّ نوع للبنان يبدأ بالابتعاد عن الكلام غير الواقعي الذي يستغل “يوم القدس” من أجل مهاجمة المملكة العربية السعودية والدول العربية الخليجية التي يعمل فيها لبنانيون. ما يريده اللبنانيون هو العودة إلى الدولة التي يجدون فيها المنقذ الوحيد لهم من بقاء بلدهم “ساحة” لتبادل الرسائل بين إيران وإسرائيل.

لم ينعم أهل الجنوب اللبناني بالهدوء الذي ينعمون به إلّا بفضل القرار 1701. هناك ظروف قادت إلى ولادة القرار. لماذا المكابرة ورفض الاعتراف بذلك ورفض الاعتراف في الوقت نفسه بأن لبنان في غنى عن إيرانيين وعراقيين وباكستانيين وأفغان يدافعون عنه. ما رأي أهل الجنوب باستحضار “لواء الفاطميون” الأفغاني إلى أرضهم؟ ألن يذكرهم ذلك بالجنسيات المتنوعة التي أتى بها الفلسطينيون في مرحلة مـا إلى الجنوب؟

أمّا اليمنيون فتكفيهم مصائبهم، في مقدّمها انتشار وباء الكوليرا. الأكيد أن فلسطين آخر همومهم، خصوصا في هذه الأيّام. لم تعد فلسطين موجودة في اليمن سوى في خطابات عبدالملك الحوثي الذي يفترض فيه أن يعرف أن إنصاف أهل صنعاء ورفع يد ميليشياته عنهم أهمّ بكثير من شعارات تحرير فلسطين والقدس. ليس بالشعارات يحيا أهل اليمن ويستعيدون الأمل في استعادة الحياة الطبيعية في يوم من الأيّام. ليس بالشعارات تعود القدس. الشعارات هي الطريق الأقصر للانتصار على لبنان بدل الانتصار في يوم من الأيّام على إسرائيل.

arabstoday

GMT 09:40 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

ربع قرن على غياب الحسين

GMT 09:17 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تقبض من أميركا... ثمن ضبطها الجنوب؟

GMT 14:08 2023 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

اقتراب انتخاب رئيس للبنان... لسبب أميركي!

GMT 13:51 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

سورية... كرة نار في يد «الجمهوريّة الإسلاميّة»

GMT 16:33 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

رئيس للجمهوريّة اللبنانية... قبل الحوار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله والتصالح مع الواقع حزب الله والتصالح مع الواقع



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab