من بورقيبة… إلى بوتفليقة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

من بورقيبة… إلى بوتفليقة

من بورقيبة… إلى بوتفليقة

 العرب اليوم -

من بورقيبة… إلى بوتفليقة

بقلم - خير الله خير الله

إذا كان عبدالعزيز بوتفليقة لا يستطيع لأسباب كثيرة الاستفادة من دروس تجربة بومدين، ما الذي يمنعه من تفادي الوقوع في الفخ الذي أوقع فيه بورقيبة نفسه فانتهى "المجاهد الأكبر" بالطريقة التي انتهى بها.

ما تشهده الجزائر حاليا تعبير عن أزمة عميقة لنظام اعتمد على عبدالعزيز بوتفليقة من أجل إنقاذه
من حقّ رجال الدولة الكبار الذين خدموا في الحقل العام طوال سنوات أن يرتاحوا لدى بلوغهم سنّا معيّنا. الراحة مكافأة لمثل هؤلاء الرجال الذين تجاوزوا الثمانين من العمر والذين أدّوا خدمات كبيرة لبلدهم. دفعت تونس في بداية ثمانينات القرن الماضي ثمنا كبيرا لرفض الرئيس الحبيب بورقيبة، الذي وضع الأسس لدولة حديثة، الانسحاب من الحكم. أصرّ على الاحتفاظ بالرئاسة بعدما تقدّم به السن، ولم يعد يمتلك كلّ قدراته العقلية والجسدية وصار أسير مجموعة من النساء من أقربائه وعدد من كبار موظفي القصر الجمهوري…

في النهاية، تحتاج الدول الحديثة إلى قادة شباب يتمتعون بالقدرة على العمل الدؤوب ومتابعة كلّ الملفات المهمّة، خصوصا الاقتصادي منها، فضلا بالطبع عن التكيّف مع التغييرات التي تجري في هذا العالم.

بلغ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الواحد والثمانين من العمر وهو مقعد منذ العام 2013. يشبه وضع بوتفليقة إلى حد كبير وضع بورقيبة في السنوات الخمس وحتّى العشر الأخيرة من حكمه. الأكيد أنّ الرئيس الجزائري لم يفقد كلّ القدرة على التفكير والتركيز مثلما فقد القدرة على الكلام بسلاسة. لكنّ الثابت أنّ الرجل الذي أعاد الأمل إلى الجزائر بعد توليه الرئاسة في العام 1999 لم يستطع النجاح حيث كان مفترضا أن ينجح وأن يحقق إنجازا فعليا. سقط في امتحان نهاية عهده، تماما كما سقط قبله بورقيبة الذي خلعه ثلاثة من كبار الضباط على رأسهم زين العابدين بن علي. أزاح الثلاثة بورقيبة مستندين إلى “أسباب طبّية”. كان ذلك في مثل هذه الأيّام من العام 1987.

كان ضمان انتقال السلطة بطريقة حضارية، استنادا إلى الدستور، المكان الذي يستطيع فيه بوتفليقة تحقيق إنجاز كبير ودخول التاريخ من أبوابه الواسعة. لم يستطع، بكل بساطة، إيصال الجزائر إلى مرحلة التداول السلمي للسلطة بعيدا عن فكرة “الرئيس لمدى الحياة” التي دمّرت السنوات الأخيرة من عهد الحبيب بورقيبة.

كان بلوغ الجزائر مرحلة التداول السلمي للسلطة، بمثابة إنقاذ للبلد واستكمال لما بدأ في العام 1999. بكلام أوضح، كان مفترضا في رجل مثل عبدالعزيز بوتفليقة أن يضع الأسس لتطوير النظام الجزائري من جهة، وإظهار أنّ هذا النظام قادر على تطوير نفسه من جهة أخرى.

لم يكن إعلان جمال ولد عبّاس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الذي بقي طويلا الحزب الحاكم، عن أن لا خيار آخر غير ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة بمثابة مفاجأة. كانت المفاجأة في الإعلان عن تبني ترشيح شخص آخر لموقع رئيس الجمهورية في الانتخابات المتوقعة بعد نحو ستة أشهر.

منذ انتخب رئيسا في 1999، حقّق عبدالعزيز بوتفليقة الكثير للجزائر. كان لجوء المؤسسة العسكرية إليه خيارا موفّقا. استطاع تضميد الجروح، كذلك لعب دورا في تحقيق نوع من المصالحة بعد سنوات عشر عجاف. في عهد بوتفليقة، عاد الأمن والأمان إلى معظم أنحاء الجزائر. كان متوقعا أن يؤسس لمرحلة جديدة بالفعل انطلاقا من التجربة التي مرّ فيها شخصيا بين 1979 و1999. شهدت تلك التجربة اضطراره إلى العيش في المنفى طويلا بعد توجيه اتهامات إليه بارتكاب مخالفات مالية في أثناء توليه موقع وزير الخارجية في عهد هواري بومدين، بين العامين 1965 وأواخر 1978.

 قضى بومدين إثر مرض عضال بعدما أَدخل الجزائر في متاهات كانت في غنى عنها. من بين تلك المتاهات “الثورة الصناعية” و”الثورة الزراعية” و”التعريب” الذي جعل الجزائريين ينسون الفرنسية من دون أن يتعلموا العربية على يد الإخوان المسلمين المصريين أو مدرسين فاشلين من أتباع حزب البعث أو ما شابهه جاؤوا من سوريا والعراق. غابت البديهيات عن رجل مثل بومدين، كان من دون شكّ نظيف الكفّ ووطنيا جزائريا إلى أبعد حدود. كانت مشكلته في أنّه لم يفهم يوما معنى التخلي عن عقد وأوهام كثيرة ورث بوتفليقة قسما لا بأس به منها. أراد بوتفليقة ارتداء ثوب بومدين متجاهلا أنّ كلّ شيء تغيّر في الجزائر، وأن النظام الذي أقامه هواري بومدين كان مقبولا في مرحلة معيّنة. كانت أموال النفط والغاز كافية للتغطية على كل الأخطاء التي ارتكبها حاكم الجزائر بين 1965 و1978، بما في ذلك الاعتقاد أنّ في استطاعته قيادة العالم الثالث. لم يدر في أي وقت أنّه لم يكن سوى أداة استخدمت في اللعبة التي كان الاتحاد السوفياتي يمارسها في أثناء الحرب الباردة…

في كلّ الأحوال، إذا كان بوتفليقة لا يستطيع لأسباب كثيرة الاستفادة من دروس تجربة بومدين، ما الذي يمنعه من تفادي الوقوع في الفخّ الذي أوقع فيه بورقيبة نفسه فانتهى “المجاهد الأكبر” بالطريقة التي انتهى بها، أي أسير بيته في المنستير. إنها عقدة السلطة من جهة، والسقوط في أسر الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس من جهة أخرى. عندما يتقدم الإنسان في العمر لا يعود قادرا على اتخاذ قرارات تتّسم بالحكمة.

كان على بورقيبة الانسحاب من الحلبة السياسية قبل أن يتقدم به العمر وقبل أن يصبح أسير سيدات القصر. كان أسير زوجته الثانية وسيلة بن عمّار التي ما لبث أن طلقها، ثم قريبته سعيدة ساسي. تسبب تقدم بورقيبة في السنّ وفقدانه القدرة على اتخاذ القرارات السليمة في الانقلاب الذي نفذه زين العابدين بن علي مع رفيقين له أحدهما الحبيب عمار. يبدو بوتفليقة حاليا في وضع شبيه بذلك الذي كان عليه بورقيبة. الفارق أن شقيقه سعيد بوتفليقة حلّ مكان سيدات القصر.

الفارق الآخر أنّ هناك وعيا في القصر الرئاسي الجزائري لإمكان حصول انقلاب عسكري. لذلك شهدت الأسابيع القليلة الماضية تغييرات كبيرة على صعيدي المؤسستين العسكرية والأمنية. يريد بوتفليقة، أو على الأصحّ، أولئك الذين يمسكون بالسلطة وأختام الرئاسة في الجزائر قطع الطريق على العسكر. هذا ما لم يستطع القيام به في 1987 أولئك الذين كانوا يشغلون مواقع مهمّة في تونس مثل محمّد الصيّاح وغيره.

كان على بورقيبة الانسحاب باكرا في وقت كان يمتلك كلّ وعيه وقدراته العقلية والجسدية، وألا يترك عقدة السلطة تتحكّم به. كان على بوتفليقة أن يفعل ذلك أيضا. صار هناك ما يجمع بين الرجلين على الرغم من الفارق الكبير بين شخصيتيهما. بورقيبة كان زعيما حقيقيا ولم يصعد في ظلّ أحد كما الحال مع بوتفليقة الذي اعتبر نفسه دائما الخليفة الشرعي لهواري بومدين. هذا لا يمنع الاعتراف بأنّ ما تشهده الجزائر حاليا تعبير عن أزمة عميقة لنظام اعتمد على عبدالعزيز بوتفليقة من أجل إنقاذه. إذا بعبدالعزيز بوتفليقة يعمل كلّ شيء من أجل ألا تقوم للنظام قيامة في يوم من الأيّام…

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من بورقيبة… إلى بوتفليقة من بورقيبة… إلى بوتفليقة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab