رسالة الجنوب الشيعية وطرابلس السنّية
5 زلازل تضرب جزيرتي سانتوريني وأمورجوس في اليونان طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف تجمعاً للمدنيين شرق رفح ومقتل فلسطيني وسط تصاعد الانتهاكات منذ وقف إطلاق النار أسعار النفط تتراجع بفعل زيادة مخزونات الخام الأميركية ومخاوف الرسوم الجمركية مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط أسعار الذهب تتراجع بعد تصريحات باول بشأن الفائدة وسط ترقب بيانات التضخم الأميركية وزارة الصحة في نيويورك تؤكد تسجيل أول إصابة بسلالة جديدة من جدري القردة وسط مخاوف عالمية الصين تعارض التهجير القسري للفلسطينيين وتؤكد أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية الدولار يتراجع عن موجة الصعود وسط ترقب بيانات التضخم الأميركية وتأثير السياسات التجارية على النمو العالمي مدير منظمة الصحة العالمية يوضح خطة التعامل مع وقف التمويل الأميركي ويدعو لحوار بناء مع واشنطن الخارجية الصينية تنفي علاقة معهد ووهان لعلم الفيروسات بإيجاد أو تسريب فيروس كوفيد 19 محمد بن زايد يعيد تشكيل مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي
أخر الأخبار

رسالة الجنوب الشيعية وطرابلس السنّية

رسالة الجنوب الشيعية وطرابلس السنّية

 العرب اليوم -

رسالة الجنوب الشيعية وطرابلس السنّية

بقلم - خير الله خير الله

تبقى الحاجة بكلّ بساطة إلى الانتهاء من عهد "حزب الله" ورموزه المسيحية. من دون ذلك، لا أمل بتحقيق الثورة اللبنانية أي وعد من وعودها.

أقرت الحكومة اللبنانية، بعد جهود مضنية، سلسلة من الإجراءات التي لا بأس بها من أجل وضع حدّ للعجز في الموازنة وتوفير أمل للمواطن العادي بتحسين وضعه المعيشي. كان الهدف من كلام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد جلسة للحكومة، نزع فتيل الأزمة التي يعاني منها لبنان، والتي أدت إلى نزول نصف الشعب إلى الشارع. لم يخف الحريري تعاطفه مع المتظاهرين مبديا كلّ تفهّم للأسباب التي دعت إلى قيام ما يمكن وصفه بـ”ثورة شعبية لبنانية” على كلّ المستويات الشعبية، وفي كلّ المناطق والطوائف.

ما ظهر واضحا، من خلال ما شهده لبنان يوم الاثنين، أن المواطن العادي لا يؤمن بالطقم السياسي الذي يحكم بالبلد، ولا بالنظام الذي فرضه “حزب الله” على اللبنانيين والذي جعل لبنان يمرّ بسلسلة من الأزمات، وصولا إلى الأزمة الأخطر المتمثّلة في وضع النظام المصرفي اللبناني الذي يبقى وحيدا العمود الفقري للاقتصاد بعدما أمعن “حزب الله” في عزل لبنان عن محيطه العربي.

ليست المشكلة في الإجراءات الإصلاحية التي أعلن عنها سعد الحريري، وهي إجراءات كان مفترضا إقرارها وبدء العمل بها قبل سنوات عدّة. تكمن المشكلة بكلّ بساطة في أن لا وجود لفريق عمل متجانس قادر على تنفيذ خطّة إنقاذية بدل أن يكون لبنان مجرّد ورقة إيرانية لا أكثر.

ما لا مفرّ من العودة إليه، أنّ من بين أسباب فقدان الدولار في السوق اللبنانية إغراق السوق بالعملة السورية من أجل شراء العملة الأميركية وذلك بغية تغطية عمليات شراء النفط لسوريا أيضا وليس للبنان وحده…

يجد لبنان نفسه في وضع لا يحسد عليه. يتجاوز الأمر ورقة إصلاحات اقتصادية في ظلّ عجز مستمرّ عن معالجة أيّ مشكلة مطروحة، بدءا بالكهرباء وصولا إلى النفايات. كلّ ما في الأمر أنّ تغييرا في العمق حصل في تركيبة النظام اللبناني فرضه “حزب الله” الذي يصرّ على تشكيل حكومات تقع تحت سيطرته لا مكان فيها لأيّ قدرة على النقاش الجدّي والأخذ والردّ. ما سمّاه “حزب الله”، الذي أتى برئيس الجمهورية الحالي وفرضه على اللبنانيين، بـ”الديمقراطية التوافقية” ليس سوى الطريق الأقصر لفرض دكتاتورية ونظام متسلّط على لبنان واللبنانيين، بغية تحويله إلى مستعمرة إيرانية. ما نشهده حاليا هو سعي إيراني للحلول مكان الوصاية السورية التي بدأت في 1990 والتي مهّد لها اغتيال الرئيس رينيه معوّض. بعد اغتيال رينيه معوّض، في 1989، صار اتفاق الطائف الذي في أساس الدستور اللبناني الحالي ينفّذ على الطريقة السورية. بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005، صار مطلوبا تنفيذ اتفاق الطائف على الطريقة الإيرانية. ألم يقل قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، بعد إعلان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان (في أيّار- مايو 2018) إن “الجمهورية الإسلامية” صارت تمتلك أكثرية في البرلمان اللبناني؟

هناك حاجة إلى تغيير في العمق في لبنانهناك حاجة إلى تغيير في العمق في لبنان

ليس تدفّق اللبنانيين على وسط بيروت مباشرة بعد إعلان سعد الحريري عن الورقة الإصلاحية التي أقرّت في مجلس الوزراء سوى دليل على رغبة شعبية في الذهاب إلى أبعد. هناك حاجة إلى تغيير في العمق في لبنان، تغيير يعيد البلد إلى وضعه الطبيعي. هذا يعني بوضوح عودة لبنان إلى العيش في ظلّ نظام ديمقراطي فيه حكومة وفيه معارضة مهمتها محاسبة هذه الحكومة، وليس إيجاد شراكة بين الزعماء السياسيين بهدف التغطية المتبادلة على الفساد والهدر والتهريب.

لا شكّ أنّ لدى سعد الحريري كلّ النيّات الطيبة، لكنّ العين بصيرة واليد قصيرة، خصوصا أنّ معظم العرب سحبوا يدهم من لبنان. سدّت في وجهه كلّ المخارج وذلك في وقت لم يعد سرّا أن المواطنين العاديين، من كلّ الطوائف، ملّوا من ممارسات رئيس “التيّار الوطني الحرّ” جبران باسيل الذي يعتقد أن تزلّفه لـ”حزب الله” سيوصله إلى رئاسة الجمهورية.

ليس العرب وحدهم الذين سحبوا يدهم من لبنان. هناك إدارة أميركية تتصرّف تجاه لبنان في الوقت الحاضر، تماما كما تصرّفت إدارة باراك أوباما تجاه ثورة الشعب الإيراني في العام 2009. تفاديا لإزعاج ملالي إيران، تخلّى أوباما عن الشعب الإيراني كما تخلّى لاحقا عن الشعب السوري. كان هدفه التوصّل إلى الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني بغض النظر عمّا يحلّ بالإيرانيين والسوريين. تحقّق له ما أراد صيف العام 2015. ما الذي يريده دونالد ترامب هذه الأيّام؟ ما هو نوع الصفقة التي تُطبخ مع إيران، أو مع غير إيران، والتي تجعله لا يرى ما الذي يحصل في لبنان؟

إلى جانب ما تشهده بيروت، هناك قمع مورس في جنوب لبنان واستهدف الشيعة الذين انتفضوا في وجه عهد “حزب الله” في لبنان. هؤلاء أظهروا أنّهم لبنانيون أولا، وأن كلّ ما يقال عن غياب أي مقاومة للهيمنة الإيرانية على شيعة لبنان غير صحيح إطلاقا.

إذا لم يكن هناك اقتناع بوجود تحرّك شيعي حقيقي في مقاومة “حزب الله” ومن لفّ لفّه، تكفي نظرة إلى ما تشهده مدينة طرابلس ذات الأكثرية السنّية للتأكد من أنّ اللبنانيين ما زالوا متمسّكين بثقافة الحياة. عمل كثيرون في لبنان، من بينهم “حزب الله” على وصف طرابلس بأنّها قندهار. كشفت طرابلس، التي لم تنم طوال الأيام الأربعة الماضية على صوت الموسيقى الصاخبة معلنة انضمامها للثورة على عهد “حزب الله”، وجهها الحقيقي. إنّها مدينة لبنانية أخرى ترفض الظلم. من لا يعرف طرابلس، لا يعرف أنّها مدينة ترفض ثقافة الموت وإلصاق تهمة الإرهاب والتعصّب والتزمت بها. عمل النظام السوري طويلا من أجل زرع الطائفية والمذهبية في طرابلس. أثار السنّة على المسيحيين، ثم أثار العلويين على السنّة. ارتكب كلّ أنواع المجازر من أجل إخضاع المدينة. لكنّ طرابلس بقيت لبنانية، على الرغم من أنّها امتداد طبيعي لحمص وللساحل السوري… ولكلّ أهل السنّة السوريين الذين يتعرّضون للظلم والقهر والقمع بأشكالها المختلفة منذ نصف قرن.

هناك رسالة أهل الجنوب الشيعة، وهناك رسالة من أهل طرابلس السنّة والمسيحيين. هناك انتماء إلى لبنان أكثر من أي وقت. هذه الرسالة التقطها سعد الحريري من خلال كلمته التي أعلن فيها عن الإصلاحات والتي أكد فيها وقوفه مع المتظاهرين. هؤلاء يصنعون المستقبل، هؤلاء يتلون من خلال مقاومتهم لـ”حزب الله” فعل إيمان بلبنان.

تبقى الحاجة إلى ما هو أهمّ من الإصلاحات. الحاجة الحقيقية إلى فريق عمل ينفّذ الإصلاحات وليس إلى شراكة بين مجموعات لا همّ لها سوى نهب البلد. الحاجة بكلّ بساطة إلى الانتهاء من عهد “حزب الله” ورموزه المسيحية. من دون ذلك، لا أمل بتحقيق الثورة اللبنانية أي وعد من وعودها!

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الجنوب الشيعية وطرابلس السنّية رسالة الجنوب الشيعية وطرابلس السنّية



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:39 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

زيلينسكي يعلن استعداده لعرض تبادل أراضٍ مع روسيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يعلن استعداده لعرض تبادل أراضٍ مع روسيا

GMT 03:29 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

إغلاق مطار سكوتسديل عقب حادث تصادم بين طائرتين

GMT 18:12 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

من أوراق العمر

GMT 18:34 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

من «ريفييرا الشرق الأوسط» إلى المربع الأول

GMT 18:36 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

أميركا وأحجام ما بعد الزلزال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab