أردوغان وبوتين وبشّار

أردوغان وبوتين... وبشّار

أردوغان وبوتين... وبشّار

 العرب اليوم -

أردوغان وبوتين وبشّار

بقلم - خير الله خير الله

بمجرد انعقاد الاجتماع الرباعي في موسكو يكون بشّار تراجع عن كلّ الكلام العلني الذي صدر عنه في العاصمة الروسيّة أخيراً عن شروط مطلوبة كي يقبل بحوار سوري - تركي.

لم يعد لدى بشار الأسد ما يفعله غير السعي إلى تفادي عقد لقاء مع الرئيس التركي قبل موعد الانتخابات.

لدى رئيس النظام السوري ما يكفي من الأوهام التي تجعله يعتقد أنّه يتحكّم بالانتخابات الرئاسيّة التركيّة وأنّه قادر على حرمان أردوغان من الوصول إلى الرئاسة بمجرد التمسك بشروط معيّنة لا علاقة لها بالواقع.

من بين هذه الشروط انسحاب عسكري تركي غير مشروط من الأراضي السوريّة.

يبدو مثل هذا الشرط المحدد تعجيزياً أكثر من أيّ شيء نظراً إلى أنّ ليس في استطاعة أي مسؤول تركي القبول به من جهة وحرّية التدخل في الشمال السوري الذي يضمنه اتفاق اضنه، الموقّع في العام 1998، لتركيا على طول حدودها مع سورية من جهة أخرى.

يستطيع الرئيس الروسي التفاهم مع أردوغان، فيما يعتبر بشّار الأسد أن التخلص منه بمثابة انتصار شخصي له.

لا يبدو رئيس النظام السوري مستعداً لأخذ العلم بأنّه عاجز عن لعب دور في الداخل التركي وفي الانتخابات الرئاسيّة تحديداً.

أكثر من ذلك، يبدو واضحاً أنّه يرفض أن يأخذ في الاعتبار المصالح الشخصيّة لفلاديمير بوتين.

لا يمكن تجاهل كون الرئيس التركي يراعي الرئيس الروسي إلى حد كبير في كلّ ما له علاقة بحرب أوكرانيا. يأتي ذلك في وقت بات مصير بوتين مرتبطا بما ستؤول إليه هذه الحرب.

فوق ذلك كلّه، لا يستوعب بشّار أنّ اقصى ما يستطيع عمله الامتناع عن تقديم هديّة ما للرئيس التركي تحول دون إعادة انتخابه رئيساً. سيستعين من أجل ذلك بكلّ الحجج التي في متناوله لتفادي لقاء مع أردوغان قبل موعد الانتخابات.

سيكون الاعتماد على ايران سلاحه الأوّل والأخير في لعبة التسويف هذه.

ليس معروفاً إلى أي مدى ستذهب «الجمهوريّة الإسلاميّة» في دعم موقف رئيس النظام السوري، خصوصاً أنّ لديها حسابات خاصة بها إن في ما يخصّ بوتين وإن في ما يخصّ أردوغان الذي دعمها من تحت الطاولة في مجال تجاوز العقوبات الغربيّة عموماً والأميركيّة خصوصاً.

في نهاية المطاف، هناك عاملان مهمّان أوّلهما يخص المعادلة السوريّة - التركيّة وثانيهما قدرة بشّار الأسد على رفض ما يطلبه بوتين الذي يعتبر أن المصالحة السوريّة - التركيّة تصب في مصلحته.

يسعى بوتين إلى تفادي حلول رئيس يؤمن بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مكان اردوغان الذي باتت تربطه به علاقة قويّة منذ اشترى منظومة صواريخ روسية مضادة للطائرات من نوع «اس - 400» متحدياً الولايات المتحدة.

بالنسبة إلى المعادلة السوريّة - التركيّة، قدّم أردوغان بسبب مواقفه المتذبذبة خدمات كبيرة للنظام السوري، وذلك منذ ثار الشعب السوري باكثريته الساحقة على الحكم الأقلّوي لبشار الأسد ونظامه في مارس من العام 2011.

أدّى تأخر أردوغان في دعم المعارضة السورية بالشكل المناسب إلى التقاط ايران أنفاسها ورميها بثقلها، عبر ميليشياتها المذهبيّة، لدعم بقاء بشّار الأسد في دمشق.

يجهل الرئيس التركي، الذي كان يخوض منذ سنوات عدة معركته الداخليّة للتخلص من خصومه داخل حزب العدالة والتنميّة، أنّ اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام السوري هي لغة توازن القوى التي مارستها تركيا معه بنجاح ليس بعده نجاح في الماضي القريب.

كان تهديد تركيا بدخول جيشها من حلب وخروجه من الجولان وراء تسليم الزعيم الكردي عبدالله اوجلان الذي كان يقيم في دمشق في العام 1998.

تلى ذلك توقيع اتفاق اضنه الذي اعترف بموجبه النظام السوري بأن لواء الإسكندرون تركيّ وأن وصفه بـ«اللواء السليب» لم يعد وارداً.

لجأ وقتذاك حافظ الأسد إلى التسويف. رفض في البداية تسليم أوجلان بحجة أنّه غير موجود في دمشق.

قدم الجانب التركي الدليل وراء الآخر على وجود الرجل، المطلوب من انقرة، في العاصمة السوريّة.

وصل الأمر بالأتراك أن قدموا للجانب السوري اسم الشارع الذي يقيم فيه اوجلان ورقم البناية والطبقة التي يسكنها.

وصل بهم الأمر أيضاً أن زودوا الأجهزة السورية رقم الهاتف الذي يستخدمه الزعيم الكردي المطلوب ولائحة الأشخاص الذين يتصل بهم ويتصلون به.

لم تنفع في نهاية المطاف سوى لغة القوّة. كان تحرّك الجيش التركي عند نقطة حدودية معيّنة كافياً كي يقتنع حافظ الأسد بانّ لا بديل من الاستسلام لمطالب انقرة...

بالنسبة إلى قدرة بشّار على رفض ما يطلبه منه بوتين، سيتبيّن مع الوقت أنّه لا يستطيع ذلك.

ستجبره ايران، التي تتحكّم بقرارات النظام السوري، على مراعاة الرئيس الروسي. لكن السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلاً ام آجلاً، هل من دور لبشار في اسقاط أردوغان أو نجاحه؟

الجواب عن السؤال أن اللعبة التركيّة أكبر بكثير من أوهام رئيس النظام السوري، خصوصاً في ظلّ وجود رغبة روسية في دعم أردوغان خشية وصول كمال كليتشدار زعيم حزب الشعب الجمهوري إلى الرئاسة.

صحيح أنّ كليتشدار من الطائفة العلوية التركيّة، لكنّ الصحيح أن هذه الطائفة تختلف عن الطائفة العلويّة السورية.

صحيح أن كليتشدار يميل مع آخرين إلى دعم النظام السوري، لكنّ الصحيح أيضاً أنّه لا يمكنه التمرّد على ما يطلبه منه الأميركيون. هؤلاء يصرّون، إلى اشعار آخر، على مثول رئيس النظام السوري امام محكمة دولية !

بشّار الأسد في تركيا امام خيارين أحلاهما مرّ...

arabstoday

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

GMT 19:32 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

عن دور قيادي أميركي مفقود...

GMT 12:58 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 04:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وبوتين وبشّار أردوغان وبوتين وبشّار



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:07 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
 العرب اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 18:40 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 05:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:07 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 07:45 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

جوال قتّال

GMT 15:24 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

إعصار بولاسان يضرب مدينة شانغهاي في الصين

GMT 09:31 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

ريم البارودي تفجّر أزمة جديدة في مسلسل "جوما"

GMT 19:29 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

اجتماع طارئ في الخارجية البريطانية بسبب لبنان

GMT 08:12 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 14:10 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين المنازل الصغيرة باستخدام النباتات

GMT 20:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نيوكاسل يحبط مخطط ليفربول للتعاقد مع نجمه

GMT 07:41 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدهناء وبواعث الشجن

GMT 07:40 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

زيارة إلى وادي السيليكون الفرنسي

GMT 11:45 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

أرنولد نجم ليفربول يحاول شراء نادي نانت الفرنسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab