عندما يغصّ بشّار بالاحتلال التركي

عندما يغصّ بشّار بالاحتلال التركي

عندما يغصّ بشّار بالاحتلال التركي

 العرب اليوم -

عندما يغصّ بشّار بالاحتلال التركي

بقلم - خير الله خير الله

مرة أخرى، يبدو ضرورياً التطرق إلى التقارب التركي - السوري مع تركيز على الأسباب الذي تكشف أنّه مفتعل من جهة ومحكوم بظروف معينة ذات طابع موقت من جهة أخرى.

يكفي للتأكد من ذلك، العودة إلى كلام لأحد مستشاري الرئيس رجب طيب أردوغان ويدعى ياسين اقطاي. قال أقطاي بالصوت والصورة إن حلب يجب أن تكون «من حصة تركيا». ذهب إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر أن سيطرة تركيا على حلب ضروريّة لعودة لاجئين سوريين موجودين في الأراضي التركية إلى سورية «في ظروف آمنة».

حرص بعد ذلك على تأكيد أن كلامه يعكس وجهة نظر شخصيّة وليست وجهة نظر الرئيس التركي وحزبه. لكنّ الرسالة التي أراد تمريرها، في شأن النيات التركيّة، بلغت كلّ من يهمّه الأمر.

في المقابل، تحدث رئيس النظام السوري بشّار الأسد، في أول تعليق له على ما سمّي التقارب بين دمشق وأنقرة عن أنّ اللقاءات السورية - التركية يجب أن تكون مبنية على انهاء «الاحتلال».

قال الأسد في لقاء مع ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي جاء إلى دمشق من عمّان، إنّه كي تكون اللقاءات السورية - التركية «مثمرة» يجب أن تُبنى على «تنسيق وتخطيط مسبقين بين سورية وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سورية». اعتبر أنّ هذه اللقاءات يجب أن تؤدي إلى «إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب».

يرفض بشّار وضع زيارة لافرنتييف في إطارها الحقيقي. يتجاهل أنّ الجانب الروسي في وضع لا يحسد عليه في ضوء غرقه في الوحول الأوكرانيّة وأنّ ضغوطه من أجل عقد لقاءات سوريّة - تركيّة، لا تخرج عن محاولته اظهار أنّه لا يزال موجوداً في سورية وأنّ لديه خيارات أخرى غير السقوط الكامل في الحضن الإيراني.

من هذا المنطلق، تحدث البيان الرسمي السوري الصادر عن اللقاء بين الأسد ولافرنتييف عن التطرق إلى الأوضاع الإقليمية والدولية وتأكيد رئيس النظام السوري «أنّ المعركة السياسية والإعلامية هي على أشدها الآن في العالم، وأنّ اشتداد هذه المعارك يتطلب ثباتاً ووضوحاً أكثر في المواقف السياسية»، مشيراً في هذا الصدد إلى «موقف سوري داعم للعملية العسكرية الروسية الخاصة في دونباس».

يُفترض أن تكون لدى أيّ مسؤول، في أي بلد كان، ما يكفي من الحكمة لإعلان رفض الوقوف مع دولة معتدية على دولة أخرى، مع دولة تصرّ على اقتطاع قسم من أراضي الدولة الأخرى وضمها إليها كما تفعل روسيا في تعاطيها مع أوكرانيا.

في الواقع، لا يحقّ لبشّار المطالبة بانهاء الاحتلال التركي حين يقف مع روسيا في حربها على أوكرانيا ورغبتها في احتلال قسم من أراضيها. مثلما نسي لواء الإسكندرون، يبدو عليه أن ينسى ما تفعله تركيا في شمال سورية.

ليس التقارب السوري - التركي سوى طبخة بحص وذلك بغض النظر عن احتمال حصول لقاء بين وزيري الخارجيّة في البلدين استكمالاً للقاء موسكو بين وزيري الدفاع بحضور وزير الدفاع الروسي وقادة الأجهزة الأمنية في سورية وتركيا.

عندما يتحدّث بشّار الأسد عن «الاحتلال التركي»، فهو يقول سلفاً إنّه لا يريد التوصل إلى تفاهم مع رجب طيب أردوغان المصرّ على أن تكون لتركيا كلمتها في تقرير مستقبل سورية. من يقبل بالاحتلال الإيراني والاحتلال الروسي والاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الأميركي لا يغصّ بالاحتلال التركي.

كلّ ما في الأمر أن هناك أجندة تركيّة لا تتفق مع أجندة النظام السوري. ترتبط الأجندة التركيّة قبل كلّ شيء بالانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل. يتوجب على أردوغان من أجل تعزيز وضعه الانتخابي إظهار أنّه مهتمّ بإيجاد حل لمشكلة السوريين الموجودين في الأراضي التركيّة.

لا يستطيع الرئيس التركي إيجاد مدخل لمثل هذا الحل من غير تكريس وجود شريط تحت السيطرة التركيّة في عمق 30 إلى 35 كيلومتراً في عمق الأراضي السوريّة.

يمارس أردوغان لعبة كبيرة تتجاوز بشّار الأسد الذي يدين بوجوده في دمشق للتدخل المباشر الإيراني، عبر «الحرس الثوري» وميليشيات مذهبيّة تابعة للحرس، ثمّ لوجود قاعدة روسية في حميميم، قرب اللاذقيّة. هذه اللعبة الأردوغانيّة مرتبطة باستخدام الروسي كورقة ضغط في أي مفاوضات مع الأميركيين.

إضافة إلى ذلك، هناك الهاجس الكردي المتمثّل في «قوات سورية الديموقراطيّة» (قسد) وارتباطها بالوجود العسكري الأميركي في شمال سورية. لا يستطيع أردوغان تجاهل هذا الهاجس بسبب الخوف الدائم من الأكراد ووزنهم في داخل تركيا نفسها.

تبقى نقطة أخيرة مهمّة تتعلّق بالموقف الإيراني. لا يمكن لبشّار الخروج من تحت العباءة الإيرانيّة. تصرّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» التي أحكمت قبضتها على مناطق سوريّة معيّنة، في ضوء الضعف الروسي، على معرفة كلّ شاردة وواردة في ما يخص لقاء موسكو السوري - التركي - الروسي وأي تحرّك لبشّار في أي اتجاه كان، بما في ذلك عربيّاً.

ليست زيارة حسين أمير عبداللهيان لبيروت، تمهيداً لزيارة دمشق، سوى من أجل تأكيد أن «الجمهوريّة الإسلاميّة» مازالت قوية ولديها أرواقها الممسكة بها جيداً في سورية ولبنان والعراق واليمن.

توجه الزيارة رسائل إيرانيّة في اتجاهات مختلفة، بينها رسالة إلى الكرملين وما يعمل على ترتيبه بين سورية وتركيا في سياق إظهار أنّه لايزال لاعباً فاعلاً في المنطقة.

فحوى الرسالة أنّ لا شيء يمكن أن يحصل في سورية، كذلك في العراق ولبنان واليمن، من دون إيران. لا تقارب سورياً - تركياً من دون دور مباشر لـ«الجمهوريّة الإسلاميّة». بكلام أوضح، جاء عبداللهيان إلى بيروت، ثمّ انتقل إلى دمشق، ليطمئن «حزب الله» إلى أن كلّ شيء على ما يرام في ايران... التي لم يتأثر النظام فيها بالغليان الشعبي المستمر منذ أربعة أشهر. وحدها الأسابيع المقبلة ستظهر هل هذا الافتراض صحيح أم لا!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يغصّ بشّار بالاحتلال التركي عندما يغصّ بشّار بالاحتلال التركي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab