عالم فيتنام وعالم كوريا الشماليّة

عالم فيتنام... وعالم كوريا الشماليّة

عالم فيتنام... وعالم كوريا الشماليّة

 العرب اليوم -

عالم فيتنام وعالم كوريا الشماليّة

بقلم - خيرالله خيرالله

تعطي الزيارة التي قام بها الرئيس جو بايدن لهانوي، بعد مشاركته في قمة العشرين في نيودلهي، فكرة عن التطور الكبير الذي طرأ على العلاقات الأميركية - الفيتناميّة في السنوات الأخيرة.

تعطي الزيارة التي قام بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون لأقصى الشرق الروسي، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين في قاعدة فيها مركز فضائي، فكرة عن السقوط الروسي.

ذهب بايدن إلي هانوي لعقد صفقات تشمل احداها حصول فيتنام على طائرات «بوينغ». ذهب كيم إلى روسيا لعرض صفقة تشمل تزويدها قذائف في مقابل الحصول على تكنولوجيا تسمح لكوريا الشمالية بتطوير صواريخها.

فيتنام دولة في صعود مستمرّ، منفتحة على الشرق والغرب، منذ تحقيق انتصارها على الولايات المتحدة وطردها من سايغون التي صار اسمها مدينة هو شي منه في 30 ابريل 1975. هزمت فيتنام اميركا واستطاعت القيادة في ما كان يسمّى فيتنام الشمالية إعادة توحيد البلد.

ما كان ممكنا لفيتنام الشمالية تحقيق هذا الإنتصار الكبير من دون عاملين.

كان العامل الأوّل نضال الشعب الفيتنامي وتضحياته الكبيرة. أمّا العامل الآخر فيتمثل في الدعم الصيني والسوفياتي للثوار الفيتناميين الذين كانت تطلق عليهم تسمية «فيتكونغ».

الأهمّ من ذلك كلّه، أن فيتنام الشمالية التي انتصرت على اميركا وأذلّتها، وقبل ذلك على فرنسا في معركة ديين بيين فو المشهورة في العام 1956، عرفت الاستثمار في هذا الانتصار الذي تكرس بتوحيد البلد وإلغاء ما كان يسمّى فيتنام الجنوبيّة.

عرفت فيتنام الموحدة قبل كلّ شيء تفادي السقوط في فخ الشعارات والبقاء في عداء مع اميركا. لا مصلحة لأيّ بلد في العالم في أن يكون على عداء مع اميركا، بغض النظر عن المشاكل الداخلية فيها.

ما لا بدّ من تذكره أن بايدن ليس أول رئيس أميركي يزور فيتنام منذ تلك الزيارة التي قام بها الرئيس بيل كلينتون لهانوي في العام 2000، لا يوجد رئيس أميركي تفوته زيارة هذا البلد لتأكيد عمق التغيير الذي حصل في عهد كلينتون الذي كان معارضا لحرب فيتنام ورفض الخدمة العسكرية فيها. أعاد كلينتون العلاقات بين البلدين بعد انتخابه رئيسا ودخوله البيت الأبيض في بداية العام 1993.

منذ عودة العلاقات الأميركيّة – الفيتنامية يطرأ كلْ يوم تطور جديد في مصلحة تطوير هذه العلاقات. قبل أيّام، اختتم الرئيس بايدن زيارة قصيرة لهانوي وصفها بأنّها «تاريخية» بمحادثات اقتصادية، بعدما اتفق البلدان على ترسيخ التعاون بينهما في وقت تسعى واشنطن لمواجهة النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة.

شارك بايدن مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن في «قمة للابتكار والاستثمار» ضمّت مدراء شركات تكنولوجية أميركية كبرى بينها «غوغل» و«إنتل» إضافة إلى شركة «بوينغ» للطيران، مع قادة شركات تكنولوجية وصناعية فيتنامية.

أعلن خلال زيارة الرئيس الأميركي عن صفقة ضخمة بقيمة 7,8 مليار دولار عقدتها شركة الطيران الوطنية الفيتنامية مع شركة «بوينغ» الأميركية لشراء 50 طائرة من طراز 737.

كان الهدف من زيارة بايدن التي استمرت 24 ساعة، عرض القوة الاقتصادية لبلاده وإثبات متانتها الإستراتيجية عند أبواب الصين.

ففي رسالة ضمنية إلى الصين، من دون ذكرها بالاسم، حذر بايدن من «التهديد أو استخدام القوة» في بحر الصين الجنوبي، في بيان مشترك مع زعيم الحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام نغوين فو ترونغ.

كان بايدن اجتمع مع الرئيس الفيتنامي فو فان توونغ وشارك مع رئيس الوزراء فام مين شين في اجتماع لقادة شركات كبرى من البلدين.

في أثناء زيارة الرئيس الأميركي، وقعت فيتنام والولايات المتحدة اتفاق شراكة إستراتيجية معززة ينطوي على شقين اقتصادي وتكنولوجي. حدث ذلك في وقت ينوي البلدان زيادة تعاونهما بصورة خاصة في قطاع أشباه الموصلات.

يعطي فكرة عن عمق العلاقة بين هانوي وواشنطن أشادة الولايات المتحدة في بيان صدر، خلال الزيارة، بـ«قدرات (فيتنام) على لعب دور أساسي في تأمين سلاسل توريد متينة لأشباه الموصلات».
سيسمح ذلك للولايات المتحدة بالحد من اعتمادها على الصين في هذا المجال، إذ سيضمن إمدادها بمكونات إلكترونية أساسية في وقت ينوي بايدن إعادة تنشيط الصناعة في بلاده.

في المقابل، باتت فيتنام تستطيع التعويل على دعم الأميركيين لتطوير قدراتها الإنتاجية التي بلغت حاليا أقصى طاقتها، وتطوير قطاعها التكنولوجي لا سيما من خلال تدريب اليد العاملة في مجاله.

أكد بايدن خلال مؤتمر صحافي عقده في هانوي أنه لا يسعى إلى «عزل» الصين أو «احتوائها» ولا يريد إطلاق «حرب باردة»، لكنه أشار إلى «الصعوبات» الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها العملاق الصيني.

ما العبرة التي يمكن استخلاصها من زيارة بايدن لهانوي ومن زيارة كيم جونغ اون لروسيا.

هناك عبر عدة وليس عبرة واحدة تتمثل في قدرة فيتنام على اتباع سياسة مستقلة عن الصين، بل أن تكون من بين دول جنوب شرق آسيا التي تقف موقفا حذرا منها.
تبقى العبرة الأهمّ في قدرة فيتنام على تطوير نفسها من خلال تطوير علاقتها باميركا. عدو الأمس صار صديق اليوم.

العالم تغيّر، فيتنام عرفت كيف تتغيّر معه. لم تستطع كوريا الشماليّة أن تتغيّر. لا تزال دولة مارقة، لا يزال قسم من شعبها يعاني من الجوع.

يعتبر النظام فيها أنّ لديه القدرة على عزل شعبه عن العالم عبر انتاج صواريخ وامتلاك السلاح النووي. المخيف في الأمر كيف استطاع فلاديمير بوتين أخذ روسيا إلى حيث أخذها إليه، أي ان تصبح تحت رحمة دول مثل «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ايران وكوريا الشمالية كي تحصل ذخائر او صواريخ او مسيّرات؟

العالم عالمان. عالم يريد أن يتطور، وهو عالم فيتنام، وعالم يريد العيش في الأوهام، عالم كوريا الشماليّة الذي فضّل فلاديمير بوتين الانضمام إليه من جهة والعيش في وهم الانتصار الروسي على أوكرانيا عبر الاستعانة بحلفاء من نوع كيم جونغ اون من جهة أخرى...

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم فيتنام وعالم كوريا الشماليّة عالم فيتنام وعالم كوريا الشماليّة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab