الحرب الأوكرانيّة ببعدها الصيني

الحرب الأوكرانيّة ببعدها الصيني

الحرب الأوكرانيّة ببعدها الصيني

 العرب اليوم -

الحرب الأوكرانيّة ببعدها الصيني

بقلم - خير الله خير الله

لا يرغب الغرب، على رأسه الولايات المتحدة، بالحاق هزيمة بروسيا في أوكرانيا. يخشى من انعكاسات مثل هذه الهزيمة على روسيا نفسها وعلى احتمالات تفككها.

لكنه لن يسمح بانتصار روسي حاسم على هذا البلد الأوروبي المهمّ في ضوء ما يشكله ذلك من تهديد لكلّ دولة أوروبيّة، خصوصاً دولة مثل بولندا التي عانت الكثير من النازية الهتلرية والنازية السوفياتية.

تلك الخلاصة التي توصل إليها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي بدأ يشكو صراحة، عبر تصريحاته الأخيرة، من فقدان الروح المعنوية في صفوف الجيش الأوكراني من جهة ومن نقص في عديد هذا الجيش والأسلحة التي تسمح بالتصدي للمسيرات والصواريخ الروسيّة من جهة أخرى.

لم تنفع في تبديد مخاوف الرئيس الأوكراني التطمينات الأميركية والأسلحة الموعود بها والتي يزيد ثمنها على 60 مليار دولار. كذلك لم ينفع الكلام الكبير للرئيس إيمانويل ماكرون عن ضرورة إرسال مقاتلين أوروبيين إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة تقدّم القوات الروسية في داخل أراضيها.

لا قيمة تذكر لكلام الرئيس الفرنسي ما دامت أوروبا منقسمة على نفسها وما دامت لا تعرف كيف التصدي لروسيا في أوكرانيا. بكلام أوضح، لا تمتلك فرنسا الوسائل التي تسمح لها بتنفيذ سياستها كما لا تمتلك القدرة على التأثير أوروبيا.

يبدو واضحاً أنّ القرار الغربي، بعد مضي سنتين وبضعة أشهر على الحرب الأوكرانيّة، يقوم على استنزاف روسيا التي استطاع فلاديمير بوتين تحويلها إلى دولة وجدت نفسها، بسبب سوء الحسابات، في خضمّ حرب طويلة.

يؤكّد ذلك تغيير وزير الدفاع سيرغي شويغو. حل مكان شويغو شخص مدني هو اندري بيلوسوف.

معروف أنّ بيلوسوف خبير اقتصادي لا خبرة عسكرية لديه. يشير توليه موقع وزير الدفاع إلى أن بوتين بات مقتنعاً بأن الحرب الأوكرانية، التي هي مسألة حياة أو موت بالنسبة إليه، ستطول وأنّه بات عليه ربط الاقتصاد الروسي بالحرب وجعله يتكيّف معها.

أي أن الاقتصاد الروسي سيكون في خدمة الحرب بدل أن يكون في خدمة الشعب الروسي ورفاهه.

ليس سرّاً أنّ القوات الروسية تحقّق منذ فترة تقدّماً في الداخل الأوكراني في ظلّ تراجع في قدرة القوات الأوكرانيّة على التصدي للعدوان الذي يتعرض له البلد منذ 22 فبراير 2022. لكنّ ذلك لا يعني في أي شكل أن روسيا ستكون قادرة على إلحاق هزيمة ساحقة بأوكرانيا التي يرفض بوتين خروجها من الفلك الروسي.

ستطول الحرب الأوكرانيّة التي صار لها وجه آخر هو البعد الصيني لهذه الحرب. قبل أيّام زار فلاديمير بوتين، بكين، في أول رحلة خارجية له منذ إعادة انتخابه رئيساً للاتحاد الروسي. كانت الزيارة مهمّة من زوايا عدّة.

في مقدّم هذه الزوايا حفاوة الاستقبال الذي لقيه الرئيس الروسي في بكين والكلام الذي صدر عن الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي قال «إن العلاقات الصينيّة - الروسيّة باتت الآن في أفضل مستوى لها تاريخيا».

إضافة إلى ذلك، ظهرت رغبة واضحة في تعميق العلاقات بين البلدين من جهة والتصدي للولايات المتحدة من جهة أخرى. ظهر ذلك عن طريق البيان المشترك الطويل الذي صدر في ختام زيارة بوتين. تطرّق البيان إلى «محاولات» الولايات الولايات المتحدة الهادفة إلى إضعاف الاستقرار الإستراتيجي بغية المحافظة على تفوقها العسكري.

لم تخف حفاوة الاستقبال التغيير الأساسي في واقع العلاقات بين الصين وروسيا. راحت الأيام التي كانت فيها منافسة من تحت الطاولة بين البلدين، خصوصا أيام الاتحاد السوفياتي سعيد الذكر، حين كانت الصين تنظر إلى القوة العظمى الثانية في العالم بصفة كونها «الشقيق الأكبر».

لم يعد خافياً أنّ روسيا، في عهد بوتين، سقطت في الحضن الصيني في وقت لدى بكين حسابات خاصة بها تفرض عليها مراعاة مصالحها الدوليّة، خصوصاً حجم التجارة بينها وبين الولايات المتحدة وأوروبا. صارت روسيا ورقة صينيّة لا أكثر. لم تعد العلاقة بين موسكو وبكين علاقة الندّ للندّ، خصوصاً أن عين الصين على المواد الأولّية والمعادن البالغة الأهمّية في مجال الصناعات المتقدمة مثل انتاج بطاريات السيارات الكهربائيّة. معروف أن روسيا غنيّة بهذه المواد الأولّية والمعادن.

الأكيد أن بوتين عاد إلى موسكو مرتاحاً للدعم الصيني. ليس معروفاً هل بات يدرك أن عليه التعاطي مع الواقع الجديد الذي خلفته الحرب الأوكرانية التي قرّر خوضها غير مدرك لحقيقة الإمكانات العسكرية الروسيّة من جهة وتمسك الأوكرانيين بالدفاع عن حريتهم من جهة أخرى.

يتقدّم الجيش الروسي في الأراضي الأوكرانيّة. لكنّ تقدّمه لا يخفي العجز عن حسم المعركة مع أوكرانيا، خصوصاً أن أميركا غير مستعدة لعودة أوروبا إلى ما كانت عليه قبل سقوط جدار برلين في نوفمبر 1989.

هناك سؤالان سيطرحان نفسهما في المرحلة المقبلة. يتعلّق أولهما بكيفية تعاطي روسيا مع تحول حرب أوكرانيا إلى حرب استنزاف والآخر بالواقع الجديد المتمثل بسقوط الاتحاد الروسي في الحضن الصيني... علما أن الصين لم تكن يوماً ولن تكون جمعية خيريّة!

 

arabstoday

GMT 07:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 07:15 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ما بعد وقف إطلاق النار؟

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ليس نصراً ولا هزيمة إنما دروس للمستقبل

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 06:44 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الأوكرانيّة ببعدها الصيني الحرب الأوكرانيّة ببعدها الصيني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:34 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل
 العرب اليوم - جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab