إيران تدخل لبنان حرباً معروفة النتائج

إيران تدخل لبنان حرباً معروفة النتائج!

إيران تدخل لبنان حرباً معروفة النتائج!

 العرب اليوم -

إيران تدخل لبنان حرباً معروفة النتائج

بقلم - خيرالله خيرالله

لا يفيد كلام الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله عن حرية تحرّك الميليشيات المذهبية التي يرعاها «الحرس الثوري» في شيء. مرجعية هذه الميليشيات في اليمن والعراق وسورية ولبنان، في طهران وليس في أي مكان آخر.

مع بداية السنة 2024، يصلح التساؤل هل ينتهي لبنان هذه السنة... أم يبعث من جديد؟

بات السؤال المتعلّق بمصير البلد مطروحاً بعد زجّ إيران به في أتون حرب لا علاقة له بها من قريب، لكنّها ستؤثر على مستقبله وحتّى على مصيره كدولة مستقلة كانت في الماضي القريب، عاصمة لثقافة الحياة في الشرق الأوسط.

يبدو اغتيال إسرائيل لصالح العاروري، أحد أهمّ القيادات في «حماس»، بل القيادي الأهمّ في الحركة، نقطة تحوّل على الصعيدين اللبناني والإقليمي.

لا يعود ذلك إلى أنّ اغتيال العاروري كان في أثناء وجوده في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، معقل «حزب الله» فحسب، بل يعود ذلك أيضاً إلى وجود رغبة إسرائيلية في استغلال ممارسات «حزب الله» من أجل توسيع حرب غزّة وفتح جبهات أخرى، بينها جبهة لبنان.

دمّرت إسرائيل غزّة ردّاً على هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس». لا وجود لسبب يدعوها إلى عدم تدمير لبنان بالطريقة نفسها التي دمرت فيها غزّة.

لا مصلحة للبنان في كلّ ما يحصل على أرضه. لا توجد لديه أي مصلحة في التصعيد ولا في الذهاب إلى مجلس الأمن متجاهلاً أنّ العاروري على قائمة الإرهاب الأميركيّة. يفترض أن يكون هناك من يسأل في لبنان ما الذي كان يفعله العاروري في الضاحية الجنوبيّة؟

قد تكون هذه المرّة الأولى في التاريخ الحديث التي يدخل فيها بلد حرباً غصباً عن رغبة الأكثرية الساحقة من أبنائه، بما في ذلك شيعة جنوب لبنان.

المخيف أنّ نتائج دخول مثل هذه الحرب معروفة، خصوصا في ضوء التعاطف الأميركي والأوروبي مع إسرائيل التي قررت إنتهاج سياسة الأرض المحروقة في غزّة بدل سماع نصيحة العقلاء الذين يدعون إلى وقف النار فوراً تمهيدا للانتقال إلى البحث الجدي في مستقبل غزّة ومستقبل العلاقة مع الشعب الفلسطيني.

جاء اغتيال صالح العاروري الذي هو أهمّ بكثير من إسماعيل هنيّة (رئيس المكتب السياسي في «حماس»)، في توقيت معيّن هو عشيّة الذكرى الرابعة لاغتيال الأميركيين لقاسم سليماني بعيد مغادرته مطار بغداد في الثالث من يناير 2020.

اغتيل القائد الحمساوي بواسطة طائرة مسيّرة تماماً مثلما اغتيل سليماني مهندس «وحدة الجبهات»، وهي «وحدة» عمل العاروري من أجلها أيضاً بعدما ربطته علاقة قويّة بـ«الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران.

تكراراً، تبدو السنة 2024 التي أطلت برأسها سنة حاسمة بالنسبة إلى لبنان الذي فقد كلّ مقومات السيادة بعد خسارته الأسس التي قام عليها تاريخياً في ضوء تعطيل كلّ مؤسساته وانهيار اقتصاده على نحو مريع.

إنّه انهيار يعبّر عنه أفضل تعبير الوضع الذي آل إليه النظام المصرفي اللبناني الذي لن يستطيع استعادة عافيته في المدى المنظور في غياب أي قدرة لدى المصارف على إعادة أموال المودعين إلى أصحابها من لبنانيين وعرب وأجانب.

يدخل لبنان، الذي يسرح قادة «حماس» على أرضه ويمرحون، السنة الجديدة من دون رئيس للجمهوريّة. ليس واضحاً بعد الهدف من الإصرار الإيراني على استمرار الفراغ الرئاسي منذ نهاية أكتوبر 2022.

الأمر الوحيد الأكيد أن «الجمهوريّة الإسلاميّة» تود إبلاغ كلّ من يهمه الأمر أنّها صارت صاحب القرار في لبنان وأنّها الطرف الوحيد الذي يقرّر من هو رئيس الجمهوريّة اللبنانية، الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة الممتدة من اندونيسيا إلى موريتانيا.

إنّها أيضاً الطرف الوحيد الذي يستطيع تقرير من هو مسموح له بدخول لبنان، من قادة «حماس» وما شابه ذلك، ومن يجب بقاءه خارج لبنان... من العرب وأهل الخليج العربي خصوصاً.

يظلّ أخطر من الفراغ الرئاسي فقدان لبنان، بما بقي منه بحكومة تصريف الأعمال القائمة، قرار الحرب والسلم. لا علاقة للبنان بما يجري في جنوبه. لا مصلحة للبنان في إيجاد مبررات لعدوان إسرائيلي، اللهمّ إلّا إذا كان المطلوب المشاركة في تنفيذ أجندة إيرانية معروفة.

لا يهمّ إيران هل يبقى لبنان أو لا يبقى. همها الوحيد أن يكون ورقة من الأوراق التي تستخدمها في سعيها إلى صفقة مع «الشيطان الأكبر» الأميركي.

إلى إشعار آخر، تبدو إيران، إلى جانب روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، المنتصر الوحيد في حرب غزّة.

تريد قبض ثمن امتناعها عن توسيع الحرب، خصوصاً عبر منع «حزب الله» من خرق قواعد الاشتباك التي يفترض أن تحترمها إسرائيل بموجب اتفاقات غير معلنة بينها وبين الحزب.

لكن ماذا إذا قررت إسرائيل أنّها لم تعد مستعدة لاحترام قواعد الاشتباك في جنوب لبنان ولن تتحمّل مستقبلاً استمرار الحزب في خرق القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن صيف العام 2006؟

من الواضح أنّ اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبيّة يكشف إصراراً إسرائيلياً على توريط لبنان في حرب غزّة. من الواضح أيضا أن لا مانع لدى إيران في ذلك ما دام هدفها النهائي جرّ الولايات المتحدة إلى صفقة أو اتفاقات سرّية تؤكد من خلالها أنّها القوة المهيمنة في المنطقة والطرف المسؤول عن العراق وسورية ولبنان وشمال اليمن.

ما يدعو إلى تفادي فقدان الأمل كلياً في استعادة لبنان لعافيته، أنّ المنطقة مقبلة في ضوء حرب غزّة على تغييرات كبيرة. قبل كلّ شيء، إن إسرائيل التي عرفناها لم تعد موجودة. تغيّرت إسرائيل كلّيا بعد السابع من أكتوبر 2023. تغيّرت إلى درجة لم تعد تتردّد في فتح جبهة لبنان... تغيّرت إلى درجة ستتغيّر كل المنطقة معها، بما في ذلك لبنان!

 

 

arabstoday

GMT 08:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:23 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:17 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تدخل لبنان حرباً معروفة النتائج إيران تدخل لبنان حرباً معروفة النتائج



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي

GMT 04:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب تشيلي

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات

GMT 19:57 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أبل تدفع 95 مليون دولار في دعوى لانتهاك الخصوصية

GMT 14:07 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

المجر تخسر مليار يورو من مساعدات الاتحاد الأوروبي

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab