فرنسا تتحدّى إيران في لبنان

فرنسا تتحدّى إيران في لبنان؟

فرنسا تتحدّى إيران في لبنان؟

 العرب اليوم -

فرنسا تتحدّى إيران في لبنان

بقلم - خير الله خير الله

عندما تشجِّع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على السير إلى النهاية في التحقيق بتفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب من عام 2020، فإنّ ذلك يشكّل تحدّياً مباشراً لإيران، التي لم تتردّد يوماً في عمل كلّ ما تستطيعه من أجل منع أيّ تحقيق جدّيّ في هذا الشأن.

يبدو ذلك واضحاً من خلال إعلان ميشال عون رئيس الجمهورية، وقتذاك، رفض أيّ تحقيق دولي في قضية المرفأ بحجّة أنّ مثل هذا التحقيق سيستغرق وقتاً طويلاً. لم يكن تصريح عون الذي جاء مباشرة بعد وقوع المأساة سوى تعبير عن الموقف الإيراني الداعي إلى لفلفة القضيّة، مثلما كان مطلوباً لفلفة قضيّة تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط من عام 2005.


ليست عودة الحياة إلى التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، في حال حدوثها، حدثاً عاديّاً بأيّ شكل. إنّها قضية كبيرة لا يمكن أن تسكت "الجمهوريّة الإسلاميّة" عنها

أكلاف المواجهة

هل تمتلك فرنسا ثمن خوض مواجهة مع "الجمهوريّة الإسلاميّة" في الداخل اللبناني؟ ربّما فات هذا السؤال البديهي كاترين كولونا في أثناء جلسة لمجلس الشيوخ الفرنسي ردّت فيها على أسئلة طُرحت عليها في شأن الوضع اللبناني. شدّدت في تلك الجلسة، التي انعقدت قبل أيام قليلة، على "ضرورة متابعة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت من دون تأخير وبكلّ شفافية وحرّية وبمعزل عن أيّ تدخّلات سياسيّة". شدّدت أيضاً على "ضرورة إحقاق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه المأساة".

كرّرت السفارة الأميركية في لبنان بدورها هذا الموقف الصادر عن وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة. أصدرت بياناً في الاتّجاه ذاته. جاء ذلك في وقت قرّر فيه المحقّق العدلي طارق البيطار تعويم نفسه واستئناف التحقيق في تفجير المرفأ بعد جمود استمرّ ثلاثة عشر شهراً. لا شكّ أنّ خطوة البيطار تلقى تجاوباً شعبياً. لا شكّ أيضاً في أنّها تستند إلى اجتهادات قانونيّة. لكن لا شكّ أيضاً في أنّ الردّ عليه سيكون في إغراقه في دوّامة المتاهات الداخلية اللبنانيّة، وذلك عن طريق إظهار أنّ الطبقة السياسيّة اللبنانيّة منقسمة على نفسها، وأنّ ذلك ينسحب أيضاً على الجسم القضائي حيث ظهرت تجاذبات داخل مجلس القضاء الأعلى في شأن خطوة المحقّق العدلي.

سقوط البيطار

من أجل حماية نفسه، كان من الأفضل للقاضي البيطار تفادي الدخول في دهاليز وزواريب داخلية لبنانية. بدل الدخول في هذه الدهاليز والزواريب، كان مفترضاً به الذهاب مباشرة إلى صلب الموضوع والاكتفاء بالقول إنّ القرار الظنّيّ صار في معظمه جاهزاً، تقريباً، وفي مكان آمن.

ليست الاستدعاءات التي قام بها المحقّق العدلي، بما في ذلك الدخول في مواجهة مع المدّعي العامّ التمييزي غسان عويدات، سوى سقوط في الفخّ الإيراني في وقت ليس سرّاً مَن خزّن نيترات الأمونيوم في أحد عنابر مرفأ بيروت طوال سنوات ومَن كان يُخرج كمّيّات منها إلى سوريا لاستخدامها في الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه. كان النظام، ولا يزال، يشنّ تلك الحرب التي تشارك فيها إيران عبر ميليشياتها المذهبيّة، وبينها ميليشيا "حزب الله"، بواسطة البراميل المتفجّرة وكلّ الأسلحة الأخرى المتاحة.

حلّت البراميل مكان السلاح الكيميائي في مرحلة معيّنة. ليس تفصيلاً وصول شحنة نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت وتخزينها فيه بعد الصفقة الأميركية - الروسيّة التي وراءها فلاديمير بوتين. قضت الصفقة بالتخلّص من مخزون السلاح الكيميائي السوري. كان ذلك في عام 2014 بعد أشهر قليلة من لجوء النظام السوري إلى السلاح الكيميائي في غوطة دمشق في شهر آب من عام 2013.

في ضوء كلام وزيرة الخارجية الفرنسيّة في مجلس الشيوخ والدعم الأميركي للموقف الفرنسي الواضح من إعادة الحياة إلى التحقيق في تفجير مرفأ بيروت مباشرة بعد إنهاء وفد قضائي أوروبي زيارةً لبيروت، وفي ضوء لقاء الوفد القضائي الأوروبي القاضي البيطار في قصر العدل وفي منزله، يبدو لبنان مقبلاً على تطوّرات كبيرة وخطيرة. هل صار لبنان جزءاً من المواجهة بين الغرب وإيران التي باتت شريكة في الحرب التي يشنّها فلاديمير بوتين على أوكرانيا؟ هل لدى الغرب ما يواجه به إيران التي تتحكّم كلّيّاً بلبنان عبر حزبها الذي ليس سوى لواء في "الحرس الثوري"؟ أكثر من ذلك، هل لدى فرنسا ما يكفي من الوسائل لتنفيذ سياستها في لبنان، وهي سياسة لا يوجد أدنى شكّ في أنّها تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين جميعاً؟

ما الذي تغيّر؟

يبقى الأهمّ من ذلك كلّه، لماذا غامر المحقّق العدلي في الذهاب إلى متاهات داخلية لبنانيّة يمكن أن يستخدمها "حزب الله" ضدّه وضدّ فرنسا التي يجب ألّا تتجاهل مدى حساسيّة إيران حيال كلّ ما له علاقة بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت؟

ليست عودة الحياة إلى التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، في حال حدوثها، حدثاً عاديّاً بأيّ شكل. إنّها قضية كبيرة لا يمكن أن تسكت "الجمهوريّة الإسلاميّة" عنها. لن تسكت عن هذا التطوّر لأنّها معنيّة به مباشرة في بلد تعتبره، كما ظهر من خلال الزيارة التي قام بها أخيراً لبيروت وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مستعمرة من مستعمراتها.

أخيراً وليس آخراً، هل أخذت فرنسا في الاعتبار أنّ أخذ الرهائن جزء لا يتجزّأ من السياسة الإيرانية، وقد اختبرت ذلك في لبنان منذ مطلع ثمانينيّات القرن الماضي؟ ما الذي تغيّر كي تتحدّى فرنسا إيران في لبنان؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا تتحدّى إيران في لبنان فرنسا تتحدّى إيران في لبنان



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab