إنكفاء إيراني على العراق
تصريحات ترامب تدفع الدولار للارتفاع في تعاملات آسيوية متقلبة اليوم الثلاثاء انخفاض أسعار النفط بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة لتعزيز إنتاج النفط والغاز الجيش اليمني يعلن توجيه ضربات قاصمة للحوثيين في محافظتي مأرب وتعز زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا بايدن يصدر عفواً لحماية الجنرال مارك ميلي والطبيب أنتوني فاوتشي وأعضاء لجنة التحقيق في أحداث 6 يناير وشهودها تحسبا لصدور قرارات ضدهم من إدارة ترامب الحوثيون يهددون باستئناف مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل وأميركا وبريطانيا إذا تعرض اليمن لهجوم من هذه الدول المديرية العامة للأمن العام اللبناني تحذّر من التفاعل مع صفحة تابعة لـ"الموساد" الإسرائيلي على منصة "فيسبوك" منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض المعدية بشكل كبير ومن استمرار تهديد المجاعة في غزة درجة الحرارة في فلاديفوستوك تحطم رقما قياسيا صمد أكثر من 50 عاما اختناقات في نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال
أخر الأخبار

إنكفاء إيراني على العراق

إنكفاء إيراني على العراق

 العرب اليوم -

إنكفاء إيراني على العراق

بقلم : خير الله خير الله

في ضوء سقوط النظام العلوي في سوريا، وهو نظام ارتبط عضويا بـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" في عهدي الأسد الأب والأسد الإبن، لم يعد أمام "الجمهورية الإسلاميّة" في إيران سوى اتباع سياسة الحدّ من الأضرار. سيترتب عليها ذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروعها التوسعي في المنطقة. هذا إذا كان في الإمكان إنقاذ هذا المشروع ذا الطابع التدميري لكلّ ما هو عربي في المنطقة.

لا مفرّ لإيران من اتباع سياسة الحدّ من الأضرار التي لحقت بها، خصوصا مع فرار بشّار الأسد من سوريا. جعلت هذه السياسة الإيرانيّة حكومة محمّد شياع السوداني في وضع لا يحسد عليه، خصوصا أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران مصرّة على وضع العراق في الواجهة واحكام سيطرتها عليه. لم يعد سرّا أن إيران كانت تدفع في إتجاه تدخل عراقي عسكري في سوريا، علما أن ذلك لم يكن يقدّم ولا يؤخر. لم يكن التدخل العسكري العراقي ليمنع خروج النظام السوري من المأزق العميق الذي عانى منه والذي توج بخروج بشّار الأسد من السلطة بعدما امضى أربعة وعشرين عاما رئيسا. بين تلك السنوات، كانت سنوات ثورة شعبيّة استمرت ثلاثة عشر عاما تولت خلالها إيران وروسيا مهمّة بقاء بشّار الأسد جاثما على صدور السوريين.

مرّة أخرى سيطرح نفسه السؤال المتعلّق بموقع العراق في المنطقة وما إذا كان في استطاعته الخروج من الهيمنة الإيرانيّة التي بدأت في العام 2003؟ وقتذاك، سلمت إدارة جورج بوش الإبن العراق على صحن فضّة إلى إيران.

لم يعد من شكوك في أنّ إيران تنكفئ في اتجاه العراق الذي تسعى إلى الإحتفاظ به مرتكزة على نقطتين أساسيتين. النقطة الأولى هي "الحشد الشعبي" الذي ليس سوى مجموعات ميليشيات مذهبيّة مرتبطة بـ"الحرس الثوري" بطريقة أو بأخرى. النقطة الأخرى حكومة محمّد شياع السوداني التي ليست، منذ تشكلت، سوى امتداد للنفوذ الإيراني في العراق وتعبير عنه.

تلقى المشروع التوسعي الإيراني في الأشهر القليلة الماضية سلسلة من الضربات القويّة. قبل كلّ شيء، لم تعد غزّة موجودة. كان لإيران نفوذ كبير لدى "حماس" التي أقامت "إمارة إسلاميّة" في القطاع منذ منتصف العام 2007. بعد "طوفان الأقصى"، أزالت إسرائيل قطاع غزّة، مع ما يعنيه ذلك من سقوط شبه نهائي لـ"حماس". لم يعد من ثقل يذكر لهذا التنظيم في غياب غزّة ذات المصير المجهول.

كانت كلّ حسابات إيران المرتبطة بحرب غزّة خاطئة. لم تستوعب ابعاد "طوفان الأقصى"، وهو الهجوم الذي شنته "حماس" بقيادة يحيى السنوار على مستوطنات غلاف غزّة. لم تستوعب أنّ "طوفان الأقصى" سمح بحروب شنتها إسرائيل قتل فيها قياديو "حزب الله" وقضي فيها على جزء من الحزب الذي يعتبر الجوهرة الكبرى في تاج المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة.

جاءت ضربة لبنان مباشرة بعد ضربة غزّة. لن يكون "حزب الله"، الذي ورط نفسه ومعه البلد في حرب مع إسرائيل، الحزب نفسه في ظلّ اتفاق وقف النار الأخير بين لبنان والدولة العبريّة. لن يعود لبنان ملكا لإيران كما كانت عليه الحال قبل إغتيال حسن نصرالله في أيلول – سبتمبر الماضي. بكلام أوضح، لم يعد قرار السلم والحرب في لبنان في تصرّف إيران.

جاءت الضربة الأكبر للمشروع الإيراني في سوريا حيث انتهى النظام الأقلّوي، الذي راهنت عليه إيران طويلا. عندما شكّك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بمصير بشّار الأسد الذي فرّ من دمشق، كان ذلك دليل على إعتراف إيراني بسقوط نظام كان نقطة الوصل بينها وبين لبنان منذ سنوات طويلة، منذ وقف حافظ الأسد في العام 1980 إلى جانب "الجمهوريّة الإسلاميّة" في حرب السنوات الثماني مع العراق.

تعدّ إيران نفسها، منذ فترة لا بأس بها، تحسبا للحظة خسارة "حماس" ولبنان وسوريا. لم يعد لديها سوى العراق، فيما مسألة تخلّص اليمن من الحوثيين مسألة وقت ليس إلّا. سيكون عليها الإرتداد في اتجاه العراق الذي بات خط الدفاع الأوّل عن نظام "الوليّ الفقيه" الذي وجد في تصدير أزماته إلى خارج حدوده الحلّ الوحيد للعجز عن تحويل إيران إلى دولة طبيعية في المنطقة. رفع النظام الذي اسّسه آية الله الخميني في كلّ وقت شعار "تصدير الثورة". لم يكن الشعار في واقع الحال سوى تصدير للبؤس والميليشيات المذهبيّة.

شهد العراق، قبل تشكيل الحكومة الحالية محاولة لإيجاد توازن بين الجار الإيراني من جهة والإنتماء إلى المنطقة العربية من جهة أخرى. يمتلك العراق عمقا إستراتيجيا خليجيا وعمقا مشرقيا في الوقت ذاته. كان في استطاعة العراق لعب دور مهمّ على صعيد التوازن الإقليمي في مرحلة معيّنة. حالت إيران، التي جاءت بمحمد شياع السوداني إلى موقع رئيس الوزراء، دون ذلك.

سيزداد تعلّق إيران بالعراق، مع فقد "الجمهوريّة الإسلاميّة" أوراقها الإقليمية الواحدة تلو الأخرى وانكشاف ضعفها الداخلي. ليس إغتيال إسرائيل لإسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في قلب طهران سوى تعبير عن هذا الضعف الإيراني الذي سيسمح بتغيير النظام القائم عاجلا أم آجلا...

ليس معروفا ما الذي ستفعله إيران من أجل تأكيد أنّ مشروعها التوسّعي لا يزال حيا يرزق. كذلك، ليس معروفا هل العراق مقبل على أحداث داخلية يؤكّد من خلالها العراقيون هل هم على استعداد لبقاء بلدهم مجرّد ورقة إيرانيّة... أم يرفضون ذلك؟

أسئلة كثيرة تفرض نفسها في الأسابيع والشهور القليلة المقبلة. بين هذه الأسئلة موقع العراق في المنطقة والدور الذي سيلعبه فيها وهل يبقى "ساحة" إيرانيّة أم لا.

تأتي كلّ هذه الأحداث في وقت لم يعد سرّا أنّ هناك إعادة رسم لخريطة المنطقة. ينقص المشهد الشرق أوسطي غياب يحىى السنوار الذي لن يشاهد بأمّ عينيه ما الذي فعله عندما اتخذ قراره بشنّ "طوفان الأقصى".

arabstoday

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 05:54 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

GMT 05:52 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الاستعلاء التكنوقراطي والحاجة إلى السياسة

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مخاطر مخلفات الحروب

GMT 05:48 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ماذا عن التشكّلات الفكرية للتحولات السياسية؟

GMT 05:47 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أسعار النفط تحت تأثيرات التطورات الجيوسياسية

GMT 05:45 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

إعادة الاعتبار للمقاومة السلمية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنكفاء إيراني على العراق إنكفاء إيراني على العراق



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 09:03 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

دور مصر الطبيعى!

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 08:53 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اليوم التالي.. الآن!

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 03:51 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اختناقات في نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال

GMT 03:31 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إصابة 3 فلسطينيين في اعتداءات إسرائيلية شرق قلقيلية

GMT 09:54 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أحمد السقا يكشف سبب تقديم "العتاولة 2"

GMT 03:28 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن إعادة بناء النظام الصحي لغزة مُعقد

GMT 14:02 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

تركي آل الشيخ يعلق لأول مرة على حفل أنتوني هوبكنز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab