الانظمة العربيةوالشرعية

الانظمة العربية...والشرعية

الانظمة العربية...والشرعية

 العرب اليوم -

الانظمة العربيةوالشرعية

خيرالله خيرالله

بعدما لعب العرب، عبر قمة الدوحة، الدور المطلوب منهم في مجال دعم الثورة السورية، اقلّه نظريا، سيترتب عليهم مواجهة واقع لا مفرّ منه. يتمثل الواقع في غياب قائد يتمتع بحد ادنى من الاجماع في اوساط معارضة جاءت من مشارب مختلفة. صحيح أنّ خطاب الشيخ معاذ الخطيب في جلسة افتتاح القمة كان جامعا، لكنّ الصحيح ايضا أنّ كلّ خطوة يقدم عليها الرجل تواجه انتقادات شديدة من شخصيات معارضة لا يستهان بثقلها. من هذا المنطلق، يفترض في العرب المساعدة في تكريس شرعية المعارضة السورية، التي تمثّل الشعب السوري على الرغم من كلّ المشاكل التي تعاني منها. بكلام اوضح، لم يعد من  مجال بعد اليوم للتعاطي مع انظمة لا تمتلك شرعية مثل النظام السوري. هذه انظمة تدّعي أنها جمهوريات، لكنها تؤمن بالشرعية الانقلابية بديلا من الشرعية الشعبية الحقيقية التي يتوجها اقرار دستور عصري يقوم أول ما يقوم على التبادل السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع. مثل هذه الانظمة الانقلابية لم تعد تجد من يدعمها سوى دولة مثل روسيا لم يتعلّم حكامها شيء من تجربة الاتحاد السوفياتي...او ايران التي لا يؤمن النظام فيها سوى بكيفية ركوب موجة الغرائز المذهبية من اجل توسيع نفوذه الاقليمي على حساب كلّ ما هو عربي في المنطقة. من الواضح أنّ معاذ الخطيب رجل عاقل يمتلك استقلالية وروح مبادرة. وهذا ما جعله يذهب بعيدا في دعوته الى حوار مع شخصيات تمثل النظام في حال اطلاق قسم من نزلاء سجونه، على رأسهم النساء. كانت تلك المبادرة في غاية الذكاء نظرا الى أنها رمت الكرة في ملعب النظام واثبتت أنه غير قادر على الاقدام على أي خطوة من أي نوع كان تظهر أنه على استعداد للتخلي عن الحلّ الامني. انّه الحلّ الذي لا يتقن غيره ولا يؤمن بوجود بديل منه... الاكيد ان الشيخ الخطيب لم يتخل عن أي من ثوابت الثورة، في طليعتها رحيل النظام وكان الهدف من مبادرته تحقيق المطلوب، أي التغيير الجذري الذي يفضي الى عودة الشرعية الى اصحابها، بأقل مقدار ممكن من الخسائر. ما الذي يمكن توقعه بعد قمّة الدوحة؟ الكثير سيتوقف على قدرة الشعب السوري على الصمود ومتابعة ثورته. فالثابت الى الآن، أنّ الشعب السوري مصمّم على التغيير بغض النظر عما تفعله المعارضة في الخارج وبغض النظر عن المهاترات التي تحصل بين حين وآخر بين هذه الشخصية المعارضة او تلك أو الموقف الذي يتخّذه هذا النظام العربي او ذاك. تكمن اهميّة الثورة السورية في أنها ثورة شعب قرّر اخيرا التخلص من نظام استعبده طوال ما يزيد على اربعة عقود. ما نشهده اليوم في سوريا أهمّ بكثير مما شهدناه في مصر او تونس...وحتّى ليبيا، لا لشيء سوى لأنّ الثورة السورية ستغيّر بالفعل خريطة المنطقة سياسيا وربّما جغرافيا. كانت قمة الدوحة خطوة مهمّة على طريق عودة الشرعية الى اصحابها، أي الى الشعب السوري المظلوم الذي عانى طويلا من الشرعية الثورية المزيّفة التي تدعمها الاجهزة الامنية والغريزة المذهبية وانظمة مثل النظامين الروسي والايراني. في كلّ الاحوال، ما لا يمكن تجاهله أنّ الجهة التي ستحسم المعركة بين الشرعية الشعبية والشرعية الانقلابية هي الشعب السوري. هذا الشعب يخوض ثورة من اجل استعادة كرامته أوّلا. يظهر بعد مرور عامين كاملين على انطلاق الثورة السورية ان ليس امام العرب سوى وضع اسس جديدة للعمل المشترك. تقوم هذه الاسس على اتخاذ موقف لا غبار عليه من الانظمة التي تعتمد الشرعية الثورية التي هي في اساس كلّ الكوارث العربية. هل من يتذكّر أنّ كارثة مصر، التي نشهد حاليا فصلا منها، بدأت بانقلاب عسكري في العام 1952، وأن العراق لم ير يوما ابيض منذ انقلاب 14 يوليو 1958 الذي بدأ بقتل افراد العائلة المالكة، وأن معمّر القذّافي خرّب ليبيا، بل قضى عليها، بعد مجيئه الى السلطة على ظهر دبابة وأنّ النظام السوري الحالي هو نتاج انقلاب الثامن من مارس 1963؟ كان على العرب حسم امرهم منذ سنوات طويلة حتى لو كلّف ذلك انهيار جامعة الدول العربية وتعطيل مؤسساتها. أمّا الآن، بعد قمة الدوحة التي شهدت عودة مقعد سوريا الى الشعب السوري، بات هناك بعض الامل حتى باصلاح جامعة الدول العربية لعلّها تتحول مؤسسة لا تضمّ سوى جمهوريات تجري فيها انتخابات ديموقراطية او انظمة ملكية تستمد شرعيتها أوّل ما تستمدها من كونها متصالحة مع شعوبها كما حال غير دولة في الخليج أو حال المغرب والاردن.

arabstoday

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 09:19 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:16 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

تحديات السودان مع مطلع 2025

GMT 09:15 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

«لا حل إلا بالدولة»!

GMT 09:14 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

لعنة الفراعنة

GMT 09:08 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الأسرى... والثمن الباهظ

GMT 09:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانظمة العربيةوالشرعية الانظمة العربيةوالشرعية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab