الأقاليم السورية

الأقاليم السورية

الأقاليم السورية

 العرب اليوم -

الأقاليم السورية

غسان شربل

يعيش اللبنانيون على وقع الأخبار الواردة من سورية. القلق واضح وعميق. غابت الأحاديث التي كانت رائجة قبل حفنة شهور. في السابق كان باستطاعة الزائر أن يسمع أن النظام يتقدم في الشمال والجنوب. وأنه سيسترجع حلب «ولن يترك للتكفيريين غير جزر غير قابلة للحياة». الكلام اليوم مختلف. تسمع مثلاً من يسأل عن مصير لبنان في حال تقسيم سورية؟ أو كيف سيتعايش لبنان مع انقسام سوري طويل الأمد؟ تسمع أيضاً أن عودة سورية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث باتت مستحيلة. وأن سورية تتجه نحو الفيديرالية ونظام الأقاليم. وأن الأراضي السورية ستتوزع على الأقل لسنوات في صورة مناطق نفوذ للقوى المتحاربة ومعها القوى الإقليمية والدولية.

أدت التطورات التي تسارعت في محافظة إدلب إلى تغيير في المناخ والتوقعات. أصدقاء النظام السوري يتحدثون اليوم عن توجهه إلى إعادة نشر قواته في مناطق يمكن الدفاع عنها لوقت طويل. يقولون إن الاستنزاف البشري كان وراء سلوك النظام هذا الطريق. يؤكدون في الوقت نفسه أن إيران لن تسمح في أي صورة من الصور بانهيار كامل للنظام خصوصاً في المناطق الحيوية التي تشمل دمشق وحمص والساحل. وأن طهران لن تتردد في القيام بتدخل مباشر وواسع إذا ما استلزم الأمر ذلك. وأن روسيا أيضاً لن تسمح بانهيار من هذا النوع حتى ولو كانت لديها في الآونة الأخيرة ملاحظات بسبب عدم تجاوب النظام مع بعض نصائحها.

تستغرب مصادر في بيروت ما ردده ديبلوماسيون أميركيون في الأسابيع الماضية عن أن «كل المفاجآت واردة في سورية». ويقولون إن واشنطن وصلت في تكهناتها إلى حد مفاتحة الروس بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع «داعش» و»النصرة» من السيطرة على دمشق في حال حصول «انهيار مفاجئ» لوحدات من الجيش السوري. لكن المصادر نفسها تعترف أن الوضع اليوم ليس كما كان عليه قبل شهور وتتوقع أن تحاول المعارضة المسلحة تسديد ضربات جديدة إلى النظام خلال شهر رمضان المقترب. وعلى رغم التطورات الأخيرة تستبعد المصادر أن يكون الوضع السوري مفتوحاً على لعبة «الضربة القاضية». يعتقدون أن أميركا وأوروبا والدول الإقليمية المؤثرة لا تزال تتمسك بضرورة منع ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية من الانهيار الكامل لكي يمكن الانطلاق منها في استعادة الأمن لدى تبلور حل سياسي. ويقولون إن فكرة المجلس العسكري الضامن للمرحلة الانتقالية عادت إلى سوق التداول في بعض الاتصالات الديبلوماسية على رغم استمرار اصطدامها بعقبات كثيرة.

يغرق اللبنانيون في التكهنات عن علاقة الحل في سورية بالحل في اليمن والمفاوضات النووية. لكن الزائر يسمع أن الحل في النهاية لا يمكن أن يكون إلا قيام دولة مركزية ضعيفة تعطي المكونات، تحت هذه التسمية أو تلك، حق إدارة جزء غير يسير من شؤونها. يلفتون إلى أن المكون الكردي الذي ربطته علاقات بالنظام ويخوض حرباً طاحنة ضد «داعش» أوضح أنه لن يرضى هو الآخر بأي حل يعيده إلى ما كان عليه قبل اندلاع الأحداث. ويدعم هؤلاء حججهم بما يجري على الأرض من «تنظيف وترتيب» في المناطق الكردية.

ينكفئ اللبنانيون سريعاً إلى حساباتهم الداخلية. ليس هناك في سورية حل يمكن أن يضمن لـ»حزب الله» ما كان يتمتع به في سورية قبل اندلاع الأحداث. يتساءلون إن كان ذلك يعني أن الحزب وإيران يفضلان بقاء النظام السوري على جزء من أراضي سورية أي استمرار صيغة مناطق النفوذ بانتظار تحولها إلى أقاليم دائمة. يتساءلون أيضاً عن التعويضات التي سيسعى إليها الحزب إذا تأكد من خسارة «العمق السوري».

لن تكون رحلة سورية في اتجاه الأقاليم سهلة. الاستسلام للأمر الواقع الحالي يعني فوز «داعش» بإقليم مفروض و»النصرة» بإقليم آخر وثالث لـ»الجيش الحر» فضلاً عن إقليمي النظام والأكراد. لكن هذه الصيغة شديدة الخطورة على الدول المحيطة بسورية وعلى أمن المنطقة والعالم. لهذا هناك من يتوقع تصاعد الضغوط الميدانية لإرغام الأطراف على التوجه نحو «جنيف 3» لبلورة فترة انتقالية تطمئن المكونات السورية بشيء من روح الأقاليم وتطلق الحرب على التكفيريين بمظلة دولية وإقليمية.

arabstoday

GMT 10:18 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تخاريف داني دانون!

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 10:16 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هل الأزمة السودانية في نهاياتها؟!

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

عقلانية الشرع

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الشتات مأوى الأحياء والأموات

GMT 10:12 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أسرار كينيدي والشعّار!

GMT 09:46 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

قبطان العالم الجديد: دونالد ترمب!

GMT 09:45 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هراري... الشبكات المعلوماتية ونهاية الإنسانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقاليم السورية الأقاليم السورية



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

الرياض تحتضن دمشق

GMT 07:34 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab