سرقوا القصر مني

سرقوا القصر مني

سرقوا القصر مني

 العرب اليوم -

سرقوا القصر مني

غسان شربل

> لماذا فعلت ما فعلت؟

- أعترض سيدي القاضي. صيغة السؤال اتهامية.

> أمام محكمة التاريخ لا حصانات ولا شفاعات. أكرر سؤالي.

- سأجيبك بما لا يجرؤ أحد على قوله. لأنهم سرقوا القصر مني.

> القصر ليس ملكاً لفرد؟

- القصر لمن يشكل الضمانة. ثم إنني لست هلموت كول لأعيد توحيد البلاد ثم أهديها إلى رجل آخر.

> هذا يعني أنك كنت تقصد فعلاً ما قلته عن أن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الأفاعي؟

- والدليل أنها أفلتت في كل اتجاه حين غاب من كان قادراً على لجمها وترويضها واستنزافها واجتذابها.

> ماذا حدث في بلادك؟

- هبت على المنطقة عاصفة سارعوا إلى تسميتها «الربيع العربي». نزل إلى الساحات مراهقون لا يعرفون الفرق بين اليمن والسويد. لا يملكون إلا هواتفهم وأوهامهم. قررت «العربية» و «الجزيرة» أن وقت التغيير قد حان. الشاشات سيدي القاضي أول الويلات. ونحن شعوب يزعجها الحاكم القوي لأنه يمنعها من الانتحار.

> لماذا تشعر أن القصر لك؟

- الحاكم يأخذ تكليفه من روح الأمة وتاريخها. الانتخابات شكلية. إنها استفتاءات يطبخها جهاز الأمن ويكون وزير الداخلية كبير الطهاة. ثمة سر يجعل من الحاكم المفتاح والضمانة والضرورة. نعم، سرقوا القصر مني. هذا ليس شعوري لوحدي. هل ترى تفسيراً آخر لسلوك نوري المالكي؟ هل تعثر على تبرير آخر لسلوك العماد ميشال عون؟

> ألم يكن من الأفضل لو أصغيت باكراً إلى صوت الناس؟

- هل تريدني أن أسلم البلاد لمراهقين يغردون على «تويتر»؟ اليمن تضاريس صعبة وعقليات صعبة. مصالحة هشة بين شيء من الدولة وكثير من القبيلة. الأعراف أقوى من القوانين. والصفقات أرسخ من المؤسسات. بنادق وخناجر. حساسيات وأحقاد. لا يمكن وضع براميل البارود في عهدة من يسمون أنفسهم المجتمع المدني.

> لكنك صرحت سابقاً بأنك زاهد وتحب لقب الرئيس السابق ومشتاق لملاعبة أحفادك؟

- هذه كانت من مقتضيات الأحاديث الصحافية. سأقول لك ما يتردد الآخرون في المجاهرة به. السلطة إدمان. أصعب من التدخين. وأخطر من المخدرات. مدمن القصر لا يشفيه إلا القبر. لا أخفي عليك. احترمت صدام حسين معلقاً. ومعمر القذافي سابحاً في دمه. لم يعجبني ولع زين العابدين بن علي بسلامة المنفى. وجرحتني رؤية حسني مبارك ينقل على حمالة ليمثل أمام من كانوا يستجدون رضاه. أتفهم الآن عذابات المالكي وهو يراقب حيدر العبادي يأمر بحزمة إصلاحات. أتفهم الآن عذابات عون حين كان يحصي ما بقي للعماد ميشال سليمان من أيام في القصر الذي سرقوه منه.

> لكنهم عرضوا عليك مخرجاً لائقاً؟

- أنت تسميه لائقاً لأنك لم تكن سيد القصر يوماً. ولم تستمتع ببهاء السلطة ومتعة تحريك البيادق. لو تعرف قسوة أن يأتيك مبعوث إقليمي ودولي، ويروح يلف ويداور ويناور ثم يطلق سهمه في كبدك. يعرض عليك أن تكون «صانع الملك». وإن ترددت في الموافقة يأتيك لاحقاً بقرار إقليمي أو دولي. ثم يعرض عليك الحصانة، أنت الذي كنت توزع الحصانات والضمانات والضمادات. إنها خدعة مسمومة أن تعرض على الملك دور «صانع الملك».

> هناك من يقدر الظروف ويقبل؟

- وهناك من يلتصق القصر بضلوعه وشرايينه ويفضل الرفض والمجازفة. لولا تدخل السيستاني لما خرج المالكي من مكتبه إلا على رؤوس الحراب. أخرجوه بما يشبه الفتوى. عرض الأخضر الإبراهيمي على بشار الأسد دور «صانع الملك» فجابهه بالرفض. عرض نبيه بري على العماد عون دور «صانع الملك» فضاعف رغبته في القصر.

> لكنك في النهاية وقّعت وقبلت؟

- شربت بعض السم موقتاً بانتظار الثأر وتسديد الحساب.

> خضت ست حروب ضد الحوثيين ثم شاركتهم في مغامرة مدمرة؟

- هذا يؤكد سيدي القاضي أن القصر من حق من يملك القدرة على ترويض الثعابين. هل تعرف قسوة أن يقيم صاحب القصر خارجه وأن يحتله من كان نائبه ثم يصبح اسمه السيد الرئيس؟ وهل من العدل أن يصبح صاحب القصر مواطناً عادياً وتوضع الأختام في عهدة من كان «الرجل الثاني» لأنه لا يحلم بموقع الرجل الأول.

> غريب قولك سرقوا القصر مني؟

- ستسمع العبارة نفسها في الجلسة المخصصة للمالكي. وفي الجلسة المخصصة لعون. سيدي القاضي. هذه هي لعنة القصر. السلطة إدمان. والقصر إدمان.

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرقوا القصر مني سرقوا القصر مني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab