«نقتلهم ولا يموتون»
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

«نقتلهم ولا يموتون»

«نقتلهم ولا يموتون»

 العرب اليوم -

«نقتلهم ولا يموتون»

بقلم - غسان شربل

 

ماذا سيقول حين يخونه العمر؟ وحين يُستدعى إلى الفندق البعيد. إلى محاكمة في قاعة صارمة. يعرف المنتظرين هناك. ديفيد بن غوريون وليفي أشكول وغولدا مئير وإسحاق رابين وشمعون بيريز ومناحيم بيغن وآرييل شارون وغيرهم. هل يذكرهم بأنه صاحب الرقم القياسي في الإقامة في مكتب رئيس الوزراء؟ وماذا لو عاجلوه بالقول إنه الرجل الذي افتضحت في ظله هشاشة الردع. لن يجرؤ على الإجابة. كيف يبرر غفلة أجهزة الاستخبارات؟ كيف يبرر غفلة الجنرالات وغفلة الأوسمة على صدورهم؟

لم يكن يتوقع نهاية من هذا النوع. هذه المرة ليست التهمة تقبل هدايا واستغلال منصب. إنها أخطر بكثير. إنها تهمة التفريط بهيبة القلعة المسلحة حتى الأسنان. منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي يستيقظ فيجد كأس السم في انتظاره. كل الخيارات صعبة. ومؤلمة. وانتحارية. يشعر بالخجل أمام عيون ذوي الرهائن. يشعر بما يشبه العار أمام سخرية الجنود الذين استدعاهم لتفادي الكارثة. يكاد لا يصدق ما حدث. هزّ المهاجمون المستوطنات واقتلعوا المستوطنين. اقتادوهم رهائن إلى الأنفاق. أمطروا المدن والبلدات بالصواريخ. لن يقبلوا بأقل من إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين. يطالبون بمكافأة كبرى على طعنتهم القاتلة.

قصته مع السم قديمة. تذكر الكأس الأولى. كان ذلك في يونيو (حزيران) 1976. عادت إلى المنزل جثة شقيقه الضابط جوناثان نتنياهو. خطف رجال القيادي الفلسطيني الدكتور وديع حداد إلى عنتيبي في أوغندا طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية على متنها 77 إسرائيلياً. يومها كان اسم رئيس الوزراء الجنرال إسحاق رابين. رفض الرضوخ لمطالب حداد و«الجبهة الشعبية». أرسل الوحدات الخاصة إلى نقطة تبعد 4 آلاف كيلومتر فقتلت الخاطفين وحررت الرهائن، لكنها عادت بجثة وحيدة هي جثة شقيقه. ومنذ ذلك اليوم، قرر أن ينتقم كثيراً وطويلاً.

بعد مروره في الدبلوماسية في واشنطن ونيويورك، عاد إلى إسرائيل ملاكماً في صفوف تكتل «ليكود». سيهزم بيريز وسينافس شارون. لاعب ماكر وخطيب مفوّه. في 1996 ستسقط رئاسة الحكومة في يده. أول رئيس وزراء ينتخب بالاقتراع المباشر. وأول رئيس للوزراء وُلد على أرض الكيان بعد ولادته.

في 1997 كان نتنياهو يحلم بجائزة كبرى. وضع «الموساد» على طاولته اقتراحاً مثيراً. اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الذي يحمل الجنسية الأردنية. اختار «الموساد» تفادي المتفجرات والرصاص بسبب وجود علاقات دبلوماسية بين الأردن وإسرائيل. الاغتيال بالسم وبمادة لا نجاة منها. وفي 25 سبتمبر (أيلول)، انتظر نتنياهو في مكتبه نتائج العملية المثيرة. رشق مشعل بالسم، لكن المنفذين اللذين جاءا بجوازي سفر كنديين اعتُقلا. تحولت العملية كارثة. غضب الملك حسين واتصل بالرئيس بيل كلينتون وهدد بإغلاق السفارة الإسرائيلية. لم يكن أمام نتنياهو غير تجرع السم. تسليم الجانب الأردني الترياق الذي ينقذ مشعل من التسمم القاتل والإفراج عن مؤسس «حماس» الشيخ أحمد ياسين وعدد من الأسرى. وبعد 26 عاماً يطل مشعل بعد عملية «طوفان الأقصى» مطالباً نتنياهو بإطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين في مقابل إطلاق الرهائن المحتجزين في غزة. قتل أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ويحيى عياش وصلاح شحادة وآخرين لم يقتل «حماس».

قبل محاولة اغتيال مشعل، وتحديداً في أكتوبر (تشرين الأول) 1995، اكتشف «الموساد» أن الرجل المار في مالطا حاملاً جوازاً ليبياً باسم إبراهيم الشاويش ما هو إلا فتحي الشقاقي مؤسس حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين». اغتاله. وبعد 28 عاماً على الاغتيال تطلق «الجهاد» من غزة صواريخها على تل أبيب ومن دون أن تنكر علاقتها العضوية مع إيران.

ماذا سيقول نتنياهو للمتحلقين في القاعة في الفندق البعيد. هل يعاتب إسحاق رابين لأنه صافح ياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض وانزلق إلى سلام أوسلو؟ هل يبلغه أن عرفات أعاد علم فلسطين وعاد معه وأن هذه الأرض ضيقة لا تتسع لعلمين وشعبين ودولتين؟

يتذكر نتنياهو لقاءه الأول مع ياسر عرفات. كان اللقاء من قماشة تجرع السم. حاول أن يملي على عرفات أجندة اللقاء ليوحي لاحقاً للإعلام أنه حاصره. راح الزعيم الفلسطيني يخلط الأوراق ويغير الموضوع ويوحي بأن لديه أوراق قوة. هل يقول لرابين وبيريز إنهما أعادا إلى الأرض عرفات الذي ذهب الجيش في 1982 إلى بيروت لإخراجه منها وليهرم مع قضيته في المنفى؟ هل يقول إن مرونة عرفات كانت جزءاً من خطته لإعادة ربط المصيرين الفلسطيني والإسرائيلي وبحيث لا تنعم إسرائيل بالأمن إلا إذا عاش الفلسطينيون في دولتهم المستقلة؟

يفتح نتنياهو يديه على شكل سؤال. الأيام الحالية أيام السم. والأيام المقبلة تشبهها وأدهى. لا يمكن محو «حماس» من دون محو غزة. وجمر غزة رهيب ويلوح بالتطاير إلى خرائط أخرى. لا المنطقة تستطيع احتمال حرب طويلة ولا العالم يقبل. كأن الهجوم الخارج من الأنفاق أدخل إسرائيل في نفق ما أصعب الخروج منه. كأن القصة من أولها قصة أنفاق بسبب الرهان على شطب الآخر وإنكار الحقائق والحقوق. يعرف أنهم سيرفعون الصوت غداً ويقولون إن ما فعله باتفاق أوسلو وإطلاق الاستيطان على مصراعيه أدخل إسرائيل في نفق مظلم لن تخرج منه إلا بتجرع سم الدولة الفلسطينية المستقلة.

ما أصعب أن يشعر لاعب مدمن أن الرحلة انتهت. وأن ختامها صعب ومؤلم ومريع. حين تصمت المدافع والطائرات ستشكل اللجان. تحقيقات واستفسارات وتبادل اتهامات. المزيد من القتل لن يحل المشكلة. نقتلهم ولا يموتون. تشطب جيلاً فيخلفه جيل أشد شراسة. تشطب رجلاً وتتجرع السم لاحقاً على يد من هم أقسى منه. ما أصعب أن يدفعك أعداؤك إلى النفق.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نقتلهم ولا يموتون» «نقتلهم ولا يموتون»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025
 العرب اليوم - نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab