بصمات المغامرين الثلاثة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

بصمات المغامرين الثلاثة

بصمات المغامرين الثلاثة

 العرب اليوم -

بصمات المغامرين الثلاثة

غسان شربل
غسان شربل

هل سيكتشف أهل الشرق الأوسط بعد سنوات أن التدخل العسكري الروسي في سورية لا يقل أهمية وخطورة عن الغزو الأميركي للعراق؟ وأن هذا التدخل أدى أيضاً إلى تغيير مصائر دول ومجموعات وأفراد تماماً كما فعلت إطلالة أبو بكر البغدادي من الموصل؟ إننا نطرح سؤالاً لا نمتلك حق الإجابة عليه اليوم. لا يزال التدخل في بداياته وإن كان واضحاً أنه مشروع انقلاب كبير على التوازنات في المنطقة والتوازنات الدولية فيها.

يحمل الشرق الأوسط اليوم بصمات ثلاثة مغامرين ينتمون إلى دول مختلفة وقواميس متناقضة. إنهم جورج بوش الابن. وأبو بكر البغدادي. وفلاديمير بوتين. وفي المسافة الفاصلة بين المغامرة الأولى والثالثة تدفقت أنهار من الدم واغتيلت أنظمة وعواصم وعملت مصانع الأرامل والأيتام بكامل طاقتها.

في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 نقل أسامة بن لادن الحرب إلى الأرض الأميركية. استهدف هيبة القوة العظمى الوحيدة وأمنها ورموز نجاحها. خرجت الامبراطورية جريحة من ذلك النهار. لم تكتف إدارة جورج بوش بالرد في أفغانستان. وقع خيارها على نظام صدام حسين فاقتلعته. حرب بلا تفويض من الشرعية الدولية واستناداً إلى أعذار سرعان ما تبين بطلانها.

أدت المغامرة الأميركية إلى زعزعة ركائز بلد كان تماسكه ضرورياً للحفاظ على توازنات تاريخية بين العرب والفرس والأتراك. رعونة الحاكم الأميركي في تذويب الجيش العراقي شكلت هدية للمتربصين. سقطت بغداد كالثمرة الناضجة في يد النفوذ الإيراني. وسهلت المناخات ولادة ظاهرة أبي مصعب الزرقاوي وتوافد المقاتلين الجوالين. نتيجة ثالثة لا تقل أهمية. لم يكن بشار الأسد في بداية عهده متحمساً للانغماس في تحالف كامل مع إيران يضعه في مواجهة مع الغرب والاعتدال العربي. خشيته أن يكون نظامه الهدف المقبل للاندفاعة الأميركية دفعه إلى تعميق التحالف مع إيران وعلى قاعدة إفشال ما جاءت أميركا لتحقيقه في العراق وعبره ولو بتسهيل مهمة الجهاديين.

أطلق «الربيع العربي» موجة جارفة من الآمال والمخاوف. أطاح أنظمة وصدّع أخرى بينها النظام السوري. وهكذا جاء أبو بكر البغدادي. من إرث الزرقاوي. وأزمة المكونات العراقية. وتصاعد النزاع السني-الشيعي والمخاوف من الهلال الإيراني. ومن الانسحاب الأميركي. واستيلاء الإسلاميين على قطار «الربيع». هكذا سقطت الموصل وتمددت «الدولة» على الخريطتين العراقية والسورية وافتتح البغدادي الزلزال الثاني في المنطقة.

في معهد الـ «كي جي بي» رضع فلاديمير بوتين حليب الكراهية للغرب. سحرته شخصية جيمس بوند. الجاسوس الغامض. يخفي نواياه ويفاجئ خصومه ويسدد الضربات. جذاب وعنيف ويهوى الاستعراضات. يظهر في طائرة. ثم في غواصة. ثم على حصان. ودائماً يروض جمهوره ومعارضيه.

لم يغفر أبداً لمن أسقط جدار برلين. ودفع الاتحاد السوفياتي إلى الهاوية. وحرض أوكرانيا السلافية على القفز من الحضن الروسي. وأهان أسلحة الجيش الأحمر في العراق وليبيا. من أرغم صربيا القريبة على الركوع. من حرك بيادق الأطلسي إلى شفير الاتحاد الروسي.

عدو آخر تدرب بوتين على كرهه. تعلم من تجربة الشيشان خطورة «المجاهدين». دفنهم تحت ركام غروزني. وحين أطلوا مجدداً من سورية أصيب بالذعر. ماذا لو تفشت جاذبية «داعش» داخل روسيا وفي جوارها. من الأفضل محاربتهم هناك حيث الملعب عربي والقتيل عربي في معظم الأحيان. يحاربهم هناك كي لا يحاربهم لاحقاً على الملعب الروسي. اعتبر سورية فرصة لتصفية الحسابات مع عدوين هما الغرب والإرهاب. وجود البيت الأبيض في عهدة رئيس متردد فرصة لا تعوض. تدخل الجيش الروسي في سورية وأطلق بوتين الزلزال الثالث في الشرق الأوسط.

أقوى أسلحة جيمس بوند الروسي صورته. لهذا ثمة من يعتقد أنه لن يغفر لرجب طيب أردوغان «وقاحته». سيتحين أول فرصة لإذلال السلطان وإرغامه على دفن هيبته في مياه البوسفور. لن يتردد في تحريك الجمر العلوي والكردي داخل البيت التركي. لكنها لعبة كبرى. وشديدة الخطورة. وبلاده ليست بمنأى عن براميل البارود إذا استيقظت.

هذه لعبة كبرى. تحجيم القوة العظمى الوحيدة. وسحق الإسلاميين. وتحجيم القوى الإقليمية. والإخلال بتوازنات تاريخية في الشرق الأوسط. ذهب جيمس بوند بعيداً. هذه المنطقة فخ قبل أن تكون ملعباً. لا تنتهي الحروب فيها بالانتصار. والضربات الموجعة تؤسس لحروب مقبلة.

يحمل الشرق الأوسط اليوم بصمات ثلاثة مغامرين. دفعت أميركا باهظاً ثمن تهور بوش. البغدادي جاء أصلاً في عملية انتحارية. إذا انتصر بوتين ستتغير ملامح المشهدين الإقليمي والدولي وستزداد شهيته للفتوحات. إذا تعذر عليه الانتصار سيكون الاسم الثالث في لائحة المغامرين الذين أدموا الشرق الأوسط وتركوا بصماتهم على ركامه.

arabstoday

GMT 10:46 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتصار

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:37 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 10:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الشَّجَا يبعثُ الشَّجَا

GMT 10:31 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إذن أو استئذان والمهم وقف النار الآن

GMT 10:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أقلُّ من سلام... لكنّه ضروري

GMT 10:19 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... وسورية المكلِّفة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بصمات المغامرين الثلاثة بصمات المغامرين الثلاثة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab