حروب العرب في فيينا

حروب العرب في فيينا..

حروب العرب في فيينا..

 العرب اليوم -

حروب العرب في فيينا

طلال سلمان

ملاحظة أولى يفرضها «الحدث» الذي ستكون له تداعياته على مسار التطورات في منطقتنا: لقد مكّنت الحرب في سوريا وعليها مع استجلابها المساعدة الجوية الروسية، رجب طيب أردوغان من تحقيق فوز لافت في الانتخابات النيابية الثانية (خلال ستة أشهر).. وهو فوز عجز عن الوصول إليه وتحقيقه في الانتخابات الأولى. وواضح أن الدعم الأخطر قد جاءه من الغرب الأوروبي الذي أعلن بلسان المستشارة الألمانية ميركل وعبر زيارتها المفاجئة إلى أنقرة وتأكيد الدعم المطلق لأردوغان بالموقف السياسي كما بالدعم المالي المؤثر، مع التغاضي عن أن حزبه الحاكم هو ممثل علني للإخوان المسلمين... مسقطة عنه المآخذ جميعاً، وبالتحديد تعامله مع الأكراد، فضلاً عن تجاهل دوره في تسهيل حركة «داعش» في اجتياحه العراق، فضلاً عن تمركزه في بعض أنحاء سوريا وبالتحديد عند المعابر من تركيا وإليها.
÷ ملاحظة ثانية يفرضها تصريح خطير للوزير الفصيح لخارجية المملكة المذهبة، على هامش مؤتمر فيينا الذي انعقد باسم سوريا وفي غيابها.. ومفاد التصريح أن الغزو العسكري السعودي لليمن قارب تحقيق أهدافه، وقد حدد الجبير فترة أسابيع لإنجاز هذا الفتح المبين.
واضح أن الوزير الفصيح ما كان ليحدد موعد الانتصار الحربي الذي ستحققه أغنى الأسر المالكة في العالم على أفقر عباد الله في اليمن السعيد، لولا افتراضه أن روسيا ومعها إيران منهمكتان في صد هجمات «داعش» و «النصرة» ومن ماثلهما من المنظمات الإرهابية التي تشارك دولته في تسليحها وتمويلها وذلك حماية لوحدة سوريا، بدولتها وشعبها (!!)... وهو قد اغتنم اللحظة الختامية لمؤتمر فيينا، بموضوعه السوري، ومشاركة أطراف دولية وازنة، فضلاً عن بعض دول النفط العربية لإحراج دول عربية أخرى أبرزها مصر ومعها العراق ولبنان، والتي لها رأي مختلف وموقف مختلف من الحرب على سوريا، وعلى اليمن من بعدها.
÷ ملاحظة ثالثة: واضح أن ثمة رهاناً عربياً ـ نفطياً (معلناً) تعززه بعض المواقف الغربية (مدفوعة التكاليف..) للربط بين «التسوية» في اليمن و «التسوية» في سوريا، برغم الاختلاف الجوهري في طبيعة المشاركين في الحرب على اليمن (وهم السعوديون جواً، بالأساس، ومعهم وحدات مقاتلة من بعض دول الخليج، معززة بمجموعات من جند السودان أرسلها رئيسه لتأمين الدعم المتبادل). ولقد شهدنا مؤخراً مواكب تشييع ضباط وجنود إماراتيين سقطوا في حرب لا تعنيهم، وضد «أجدادهم» اليمنيين (كما أكد مراراً الراحل الشيخ زايد بن سلطان..).
يسهل الاستنتاج، بالتالي، أن الحرب في سوريا وعليها ستشهد ذروتها، دموية وقسوة، خلال الأيام القليلة المقبلة، ليكون المشهد أمام اللقاء الدولي الثاني في فيينا، قاطعاً في وضوحه عسكرياً ومن ثم سياسياً، بما يعدل في «الخطاب»، ومن ثم في النتائج، سواء اتخذت شكل التوصيات أو القرارات الملزمة.
كذلك يسهل الاستنتاج بأن ادعاء «داعش» المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية فوق منطقة العريش في سيناء المصرية، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ القريب، إنما يؤكد استماتة هذا التنظيم الإرهابي لفرض نفسه كطرف، وبالقوة المجردة، على أجواء لقاء فيينا المقبل، لا سيما في ما يتصل بمشاريع التسوية السياسية العتيدة للحرب في سوريا وعليها، فضلاً عن الحرب في العراق وعليه والتي تؤخر بل تعطل احتمالات الحسم فيها الخلافات المحتدمة والفساد المستشري في كل من بغداد وأربيل... وهذا كله يسهل على «داعش» تضخيم دوره وفرضه على جدول أعمال فيينا ـ 2.
بالمقابل، فإن روسيا المنكوبة بضحايا الطائرة في سيناء، كما بادعاء «داعش» منازلتها من موقع «صاحب السيف الطويل»، ستكون أكثر حسماً ووسط جو متعاطف (إنسانياً) بغض النظر عن ادعاءات «داعش».. إذ سيتأكد من ينقصه اليقين أن مخاطر هذا التنظيم الوحشي أعظم من تقديراتهم، وأنها تطالهم جميعاً، إن لم يكن اليوم فغداً... وفي ما خص سوريا (والعراق..) فإن الحرب على «داعش» يجب أن تتصدر الاهتمامات والمواقف العملية، وبالتالي مشاريع الحلول المطروحة.
وطريف هو مشهد الجبير السعودي وهو يتحدث بلسان الدولة العظمى ويقرر مصائر الدول الأخرى، حتى ليبدو كمن يتحدث عن «داعش»، واستطراداً عن «القاعدة»، باعتزاز المتباهي بمنتجات بلاده من التنظيمات المسلحة بالشعار الإسلامي، مقاتلة الغد لحساب الأمس وفي الطريق إليه.
أما الأطرف فهو حديث وزير خارجية لبنان العائد من فيينا والعائد قريباً إليها، من بشري، عن ضرورة تجنيس المغتربين، بينما المقيمون يبحثون بل ويشترون جنسيات دول أخرى.
غير هذا «الإنجاز» في بيروت لا شيء يستحق الذكر إلا الزبالة والزبالة، في السياسة ومواقع القرار، قبل الشوارع وبعدها.

arabstoday

GMT 02:43 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

4 ساعات مللاً

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!

GMT 02:31 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة

GMT 02:28 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

الشرق الأوسط... تشكلٌ جديدٌ

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 02:21 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

متى يراجع الفلسطينيون ما حدث؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب العرب في فيينا حروب العرب في فيينا



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab