رسالة إلى دماء غزة من الشركاء في الجرح

رسالة إلى دماء غزة من الشركاء في الجرح

رسالة إلى دماء غزة من الشركاء في الجرح

 العرب اليوم -

رسالة إلى دماء غزة من الشركاء في الجرح

طلال سلمان

يكتب أهل غزة ـ فلسطين بدماء أطفالهم ونسائهم والرجال صفحة مشرفة جديدة في تاريخ الصراع المفتوح مع العدو الإسرائيلي على الحاضر والمستقبل، منذ ستين عاماً أو يزيد: إنهم يكتبون بحياتهم حقهم في أرضهم التي كانت أرضهم على مرّ الزمان، والتي ستكون أرضهم مهما طالت الغربة بالقهر عنها.
تستحق المقدسة فلسطين، بعنوان غزة، كل هذه الأرتال من الشهداء، كل بيوت اللجوء الفقيرة ومعها هذا القهر الذي يسكن العيون وهي تشخص دامعة إلى أرضها التي لم تنس أصحابها وما تزال تحفظهم في حناياها... فكل شبر منها قد ازداد قداسة بالدم المسفوح توكيداً لهوية صاحبه على امتداد التاريخ.
وحدها صكوك الملكية في المباركة فلسطين مكتوبة بدماء أصحابها الذين غادروها مكرهين ولم تغادرهم بل ما زالت تناديهم: أن عودوا إليّ ولا تتركوني رهينة هؤلاء السفاحين الأغراب الذين استباحوني بقوتهم!
جزيرة هي غزة، أرضها رمل محروق، وبحرها مزروع بالموت الإسرائيلي، يذهب إليه الأطفال للابتراد من حرها فتتخذهم مدفعية المدمرات أهدافاً ويتبارى حرس الموج الغرباء عن البحر والبر، في اصطيادهم ضاحكين.
.. ونكتب إلى أهلنا في غزة فلسطين بدماء الاجتياحات الإسرائيلية لأرض لبنان وسمائه وبحره مراراً، حتى إذا ما تكاملت عافية مقاومته صدّته عنه وأخرجت جيشه الذي لا يقهر من أرضنا مدحوراً.. فنحن شركاء في الجرح وفي الشهادة، مثل العديد من إخواننا العرب الذين أبعدتهم أنظمة الصلح بالاستسلام عن الميدان، مهدرة دماء المجاهدين الذين ضحوا لحماية أرضهم عبر التاريخ.
نكتب إليكم من بيروت ـ الأميرة، التي أحرقتها النار الإسرائيلية غير مرة فلم ترفع الأعلام البيضاء... وكنا فيها وفي سائر أنحاء لبنان ننتظر ـ مثلكم ـ الموت بين غارتين، لكن إرادة النصر بشرف الانتماء إلى الأرض حمت المجاهدين الذين «عرفوا» العدو في الميدان، وأمدتهم بالقدرة على مواجهته حتى أذاقوه الهزيمة: أحرقوا دباباته وسهروا في وهج نيرانها، وتصيّدوا «نخبة جولاني» في جيشه (التي واجهتموها بالأمس وتواجهونها الآن غير هيَّابين)، وصدوا تقدمهم بقدرات أرضنا التي احتضنتهم وحمتهم وكشفت لهم عدوهم، حتى جاء النصر بهياً مع أذان الفجر.
نكتب إليكم وأنتم في وحدتكم لنقول لكم: أما وقد أعددتم أنفسكم لمواجهة عدوكم المغرور بقوته وجيشه الذي لا يهزم، فلسوف تنتصرون... تماماً كما انتصر عليه المجاهدون كطليعة مقاتلة باسم شعب لبنان كله.
لقد كانت الأمة معنا بينما معظم حكام دولها يستعجلون هزيمة المقاومة... وحين صمدنا وهزمنا العدو سارعوا إلينا مهنئين ليدَّعوا أن لهم في النصر نصيباً.. قبل أن ينقضوا عليه لتحجيمه ومنع عدواه، بالقرارات الدولية.
والأمة معكم، اليوم، حتى وحكام دولها التي ثبت أنها كرتونية يأخذونها إلى التيه بالشراكة مع «أمراء المؤمنين» الذين جاءت بهم أنظمة الذين استولدتهم الأنظمة الهاربة من مواجهة العدو إلى اضطهاد شعوبها، والتي هي هي من استولدت عصابات القتل وتدمير البيوت وسرقة الثروة الوطنية، وإنهاك الأمة بحيث تعجز عن مواجهة عدوها.
لقد أثبت لبنان، بمقاومته، القدرة على الانتصار.. وبرغم اختلاف الظروف، وشدة الحصار المفروض عليكم، والذي ـ من أسف ـ يشارك فيه بعض الأشقاء نتيجة التجربة البائسة «للإخوان» في مصر، والتي ليس من حقه أن يسحبها على الشعب الفلسطيني في غزة، فلسوف تنتصرون، ولسوف تهزمون عدوكم بقوة إيمانكم بحقكم في أرضكم التي تحفظكم وتفتح قلبها لتحميكم وتكشف عدوكم لتنالوا منه.
وها هو لبنان يحمل صوت جراحكم عبر أثير محطاته المرئية، وهي مبادرة رمزية ولكنها تؤكد لكم أنكم لستم وحدكم، فعدوكم عدو الأمة جميعاً، وجهادكم باسم الأمة جميعاً، ونصركم نصر لها جميعاً، بالمختلفين مع تنظيماتكم المقاتلة، والمتفقين مع حقكم في أرضكم التي تضيفون إلى قداستها بدمائكم المباركة.
فقط: احذروا الالتفاف على نصركم الذي دفعتم وتدفعون كلفته الباهظة بالدم، عبر المناورات الدولية ووساطات «الأشقاء» المفتوحة خطوطهم مع العدو الإسرائيلي، وقد سبقوا إلى الاعتراف به مع أنهم بعيدون في الجغرافيا عنه، بما يكفل لهم السلامة، اللهم إلا إذا اعتمدوا قاعدة: عدو شقيقي صديقي.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى دماء غزة من الشركاء في الجرح رسالة إلى دماء غزة من الشركاء في الجرح



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab