تحية لمن أعطانا «العيد»

تحية لمن أعطانا «العيد»

تحية لمن أعطانا «العيد»

 العرب اليوم -

تحية لمن أعطانا «العيد»

بقلم : طلال سلمان

في مثل هذه الأيام، قبل عشر سنوات، استولد النصر على الحرب الإسرائيلية لبنانا جديداً. سقط خوف اللبنانيين بعضهم من بعض، سقط البعبع الإسرائيلي الذي اجتاح لبنان مرة أولى حتى مجرى الليطاني، ومرة ثانية حتى عاصمته ـ الأميرة، بيروت، وتحكم ـ ذات يوم، في عهد مضى ـ بانتخاب رئيس لهذه الجمهورية.

في «حرب تموز» 2006 ولد لبنان جديد. ولد المواطن المطمئن إلى ثبات وطنه ومنعته.

 أعادت الوطنية خلق جيشه قوياً قادراً على مواجهة العدوان. أعاد الشعورُ بالقوة والمنعة الظروفَ المناسبة لإعادة استيلاد الدولة لجميع مواطنيها. سقط الشعور بالغربة لدى «مواطني الدرجة الثانية». سقط الشعور الكاذب بالتفوق. سقطت العنصرية. فتحت أبواب اللبنانيين من الدرجة الممتازة أمام لبنانيي الملحقات فانتبهوا إلى أنهم اخوة في الوطن. سقطت الحواجز المزروعة على طريق اللبنانيين إلى اللبنانيين.

كبر لبنان واكتسب عظمة مطهرة بدماء أهله، وبسالة شهدائه الأبطال الذين هزموا «أقوى جيش في المنطقة». وتفرج اللبنانيون على بارجته تحترق أمام عيونهم عند شاطئه الذي غدا محصنا ومحرما عليه. رأى اللبنانيون ـ والعرب ـ الدبابات الإسرائيلية وهي تحترق في سهل الخيام ومن بقي حيا من جنودها يفر منها مذعورا.

& & &
ولد لبنان جديد، أكبر من دولته المبنية على قواعد من الهندسة الطائفية.
ولد لبنان الوطن فلم يجد دولته. تصاغرت الدولة بينما يشهد العالم ولادة شعب عظيم. وها ان الشعب المنتصر على أعتى أعداء هذه الأمة، بتاريخها المزور، لا يجد دولة حاضنة لانتصاره... بل لا يجد دولة بحجم تضحياته لافتدائها، مرة أخرى.
مع ذلك، ما زال المواطن يتمسك بوطنه. يجاهد لكي يبقى فيه، فيدفعه غياب دولته الحاضنة إلى ركوب أول جواز سفر إلى المجهول.

من يصدق أن لبنان، وبعد عشر سنوات من نصره المؤزر، بلا دولة!.. لولا وجود جيشه الذي منحه الانتصار زخما وطنيا واستعداداً للتضحية من أجل الوطن الذي ولد من جديد.

& & &
÷ افتضح حال أهل النظام العربي الذين تعوَّدوا الإقامة في قلب الهزيمة. جاؤوا إلى لبنان بعد وقف إطلاق النار، ومن مطارات حددها العدو: من القاهرة المرتهنة لاتفاق كامب ديفيد، ومن عَمَّان التي لم تقاتل الأسرةُ الحاكمة فيها العدو القومي في أي يوم.

÷ النصر يتيم. النصر أثقل من أن تحمله الظهور التي تعودت الانحناء أمام العدو القومي. النصر أعظم من عروش حكام الحروب الأهلية والفتن الطائفية والعاملين على ضرب وحدة الأمة بالمذهبية.

÷ النصر يتيم، محاصر بالحرب الأهلية. حروب الطوائف والأعراق.

÷ النصر أعظم من الحكام الصغار الذين خافوا منه على عروشهم، فاندفعوا يحاولون بيعه في سوق النخاسة، نفاقا وتزلفا للعدو الإسرائيلي.

÷ الطائفية أخطر من إسرائيل. أَيْقَظوا وحشَ الفتنة تعويضا للعدو القومي عن هزيمته.

÷ اختلقوا من إيران عدواً بديلاً. وجهوا مدافعهم إليها ليشوهوا النصر المكتوب بدماء الشهداء، ضاحيةً نوارةً وبلداتٍ وقرى ونساءً وأطفالًا وشيوخًا وأشجارَ زيتونٍ وبرتقالٍ وشتلاتِ تبغ.
لكن النصر أكبر منهم. لقد اصطنع تاريخاً جديداً لهذه المنطقة التي ابتدع الأجنبي دولها، زارعًا فيها أسباب النزاع والشقاق.

فضحت المقاومة أنظمة الهزيمة التي تقاتل شعوبها بلا هوادة، هاربة من مواجهة العدو الوطني ـ القومي ـ الديني، عدو أطفالهم، عدو غدهم.

÷ باتوا يخافون صورة «السيد» فيحاولون حجبها حتى لا تشهد على هربهم من قتال العدو إلى التوغل في الفتنة حيث يصبح الأخ عدوًّا ويتحول العدو إلى حليف.

& & &
كلهم يخافون من النصر. لقد استكانوا هانئين في أحضان الهزيمة. يستعرضون جيوشهم التي لم تقاتل إلا شعوبها، ولا يطمئنون إلى سلامتهم إلا إذا تم تغييب الشعب نهائيًّا عن القرار.
لقد سَخَّروا الدين لحماية عروشهم من شعوبهم.

لكن الدين الذي استخدموه لقمع أهلهم وجد من يحسن استغلاله أفضل مما فعلوا، ويعيد توجيهه ضد مَن حَوَّل الدينَ إلى وحش.. وها هو «الوحش» يرتد عليهم ويكاد يكتسح المنطقة جميعًا، بل ويمد أذرعة الموت إلى أربع رياح الأرض... وضحيته الأولى: الدين الحنيف ومعه الرجال والنساء والشباب والأطفال، تماما كما كان الحال معهم في الحروب التي استخدموه فيها ضد رعاياهم.

في الذكرى العاشرة لحرب تموز: تحية لـ «السيد» ولأبطالها وشهدائها الأبرار الذين منحونا هذا «العيد» في زمن حروب الطوائف التي تغتال الأوطان والشعوب بتاريخها، وتمكن للعدو الإسرائيلي في الأرض المقدسة وتسمح له بالتمدد ـ بهدوء وراحة ـ ما بين الخليج والمحيط.
الياس حنا يكتب في ص 4: إسرائيل تسقط إذا خسرت الحرب مرتين متتاليتين مع «حزب الله»

arabstoday

GMT 00:02 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 11:05 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

"في وداع لبنان ..سأخونك يا وطني*

GMT 06:02 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رصاص على حرف النون

GMT 06:10 2016 الأربعاء ,28 أيلول / سبتمبر

الرئاسة بالصوت اللبناني.. ولو كره الكارهون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية لمن أعطانا «العيد» تحية لمن أعطانا «العيد»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab